21-03-2018 08:00 PM
كل الاردن -
منذ سنوات والشعب الاردني يطالب ' بتعديلات دستورية ' تنهي كل اشكال
التداخل في السلطات وتنهي حالة الارباك التي يعيشها المواطن الاردني
عندما يبحث ويسال من هو رئيس الحكومة الفعلي ؟ ومن صاحب الولاية العامة
في الدستور الاردني ؟ وما هي الصلاحيات التي يملكها موظفو الديوان الملكي
بمن فيهم رئيس الديوان وامين عام الديوان وحتى بعض المستشارين وغيرهم ؟
في الاشهر الاخيرة نشرت الاخبار ان هناك لقاءات تتم بين نخب سياسية او
اعلامية او غيرهم مع رئيس الديوان الملكي في الوقت الذي نسمع ايضا ان
جلالة الملك يعقد لقاءات شبه شهرية مع رسميين ومتقاعدين ومستثمريين ،
واذا كنا نعتقد بضرورة اللقاءات الملكية بسبب فشل الحكومات وقدرتها على
التعامل مع الملفات المكلفة بها فلا نعرف اي مبرر للقاءات التي يعقدها
رئيس الديوان الملكي متجاوزا السلطة التنفيذية صاحبة الولاية والمسؤولة
عن ادارة الدولة دستوريا الا اذا كان ' رئيس الديوان الملكي هو رئيس
حكومة الظل ' دون الاعلان عن ذلك .
رئيس الديوان الملكي موظف يعين بقرار من مجلس الوزراء وكل من يعمل في
اجهزة الدولة هم تحت سلطة رئيس الوزراء الدستورية ولكن في الاردن الحمد
لله فقد اصبح رئيس الوزراء ينتظر ' رئيس الديوان الملكي ومدير المخابرات
والدرك وقائد الجيش مع انه طبعا وزير الدفاع ' ولا استبعد ايضا انتظاره
غيرهم في حالة غير مسبوقة الا في بعض الدول العربية التي تعاني من '
الحكم المطلق ' .
عندما يردد الشعب ' بطريقة الاستهزاء والسخرية متسائلا احيانا ' عن اي
حكومة تتحدث ؟ فتجد الجواب اما حكومة الديوان او حكومة المخابرات واحيانا
حكومة الرابع ، لا بل احيانا تجد الاجابة حكومة صندوق النقد والبنك
الدولي
الديوان الملكي اليوم اصبح في مواجهة الشعب واذا كان هناك من يجد
المبررات لذلك بسبب فشل الحكومات وضعفها فالشعب لم يختار اي حكومة او
مسؤول بل تم فرضهم عليه فرضا ، لا بل احيانا يتم ملاحقة كل شخص ينتقد ذلك
التدخل وعدم مشاركة الشعب في اختيار حكومته ومحاسبتها ، طبعا لم يتوقف
الامر عند الحكومة فقوانين الانتخاب حتى اليوم تؤدي نفس الغرض ابعاد
الشعب عن حرية الاختيار وفرض التقسيم وفرز اسماء اثبتت للجميع عدم قدرتها
على التمثيل الحقيقي للشعب الاردني .
السؤال الاخير الذي اطرحه اليوم على رئيس الحكومة بماذا تشعر عندما تقرأ
في الاخبار ان رئيس الديوان الملكي او غيره يلتقي نخبا سياسية او اعلامية
او حتى اجتماعية وربما يبعث لك بعض الملاحظات للعمل بها او لتنفيذها وانت
رئيس السلطة التنفيذية دستوريا ؟ او بماذا تشعر عندما تتلقى اتصالا من
جهة ما وما عليك الا التنفيذ ولا تملك الا الانصياع حتى و لو كان ذلك
الامر يخالف قناعاتك وليس في مصلحة الوطن ؟
اعلم انك لن تجيب ولا تستطيع اصلا الاجابة فمن ياتي بقرار او كتاب تكليف
يغادر بنفس الطريقة بغض النظر عن الكرسي الذي يجلس عليه وحتى ذلك الوقت
الذي يأتي رئيس ولاية عامه حقيقي ستبقى موظفا حكوميا لا تعلم متى ياتي
هاتف رئيس الديوان الملكي ليقول لك ' الله يعطيك العافية ' .