حالة من اليأس اصبحت تلازم المواطن الاردني في الاشهر الاخيرة بعد
الاصرار الحكومي على عدم التجاوب مع مطالب الشعب ووصول الناس لقناعة ان
الحكومات عاجزة عن معالجة اي وضع مالي او اقتصادي وانها تقوم فقط بتنفيذ
سياسات مفروضة عليها دون ادنى اعتبار لردود الفعل الشعبية بعد ان تم
تجهيز مجموعة قوانين لملاحقة من يقول الحقيقة ويحمل المسؤولية للجهات
التي تدير الدولة بشكل غير مباشر .

' فضوها سيرة ' مصطلع بدأ يتصاعد ويتكرر في مجالس الناس تعبيرا عن وصولهم
الى طريق مسدود ولم يبق سوى انتظار حالة فوضى او رد فعل او واقع قد يقود
لذلك دون اي تخطيط منهم وبدون اي توجيه ممن اخذوا على عاتقهم العمل العام
في مختلف مناطق المملكة وبعضهم طبعا يدفع الثمن غاليا من حريته والتضييق
عليه وحتى على اسرته وفي المقابل يكافأ من ينبري للدفاع عن فشل السياسات
والقرارات حتى يقوم البعض بتغيير نهج سياسته وانتقاده للفشل الحكومي .

حالة اليأس العام للوهلة الاولى تشعر الحكومات وصناع القرار بأنهم نجحوا
في مخططاتهم وان الشعب قد استسلم لمصيره المجهول ، وذلك ان دل على شيء
فانما يدل عل جهل الحكومات وصتاع القرار بتاريخ الشعوب وقدرتها على الفعل
المفاجىء وهذا الامر ان حدث لا سمح الله فانه لن ينتظر بيانا حكوميا او
تدخلا مرجعيا في الوقت الضائع .

قبل ايام اتهم وزير الاعلام جهات لم يسمها بالتدخل والتأثير بالرأي العام
الاردني وكأنه لا يدرك ان الشعب ليس بحاجة لاي تدخل خارجي حتى يكشف فشل
الحكومات وعجزها والمخاطر السياسية والاقتصادية التي يتعرض لها الوطن
بفضل سياسات حمقاء لا تلبي ولا تستطيع التصدي للمخاطر الكبيرة التي تتعرض
لها منطقتنا بشكل عام والاردن بشكل خاص بعد تهيئة الارضية الداخلية
سياسيا واقتصاديا لتقبل اي حالة طارئة قد تفرض علينا .

منذ شهرين تنفذ وقفة مسائية في مدينة السلط ومنذ شهر ايضا تنفذ وقفة
مشابهة في الكرك وهناك وقفات متعددة بشكل اسبوعي بعدد من المحافظات
بالاضافة الى مئات المقالات والبيانات والمنشورات والكم الهائل من ردود
الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي تحذر جميعها وتطالب بانقاذ الوضع وعدم
الانتظار واهدار مزيد من الوقت ومع كل ذلك ' لا حياة لمن تنادي ' لا من
قبل الحكومة ولا غيرها .

الوطن والشعب اكبر من اي حكومة واي مسؤول ، فاذا كان البعض ينظر الى
الوطن بعكس ذلك وانه لا يمكن ان يستمر الا بوجود اشخاص معينين وسياسات
معينة فهم واهمون وكما اوصلونا الى حالة عدم الاهتمام بما يجري حتى
اصبحنا نردد مصطلح ' فضوها سيرة ' فاني اقول قريبا سيرددها الشعب عندما
يحاول البعض استعطاف الشعب والتقرب له طلبا لحمايته فلن يجدوا من الشعب
الا نفس المصطلح .