أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


100 رأس من الغزلان تبخرّت.. التحقيق يجب أن يبدأ بالوزير أولاً

بقلم : ابراهيم قبيلات
26-03-2018 01:15 PM

بمثل هذه الحوادث لا يعبث الفساد بالمجتمعات فقط، بل بالارض أيضا. وبمثل هذه الفوضى علينا أن نتأكد أن الفساد لم يجد يدا تردعه.

اليوم، مصائر الاشجار مهددة، والحيوانات كذلك، لا بل إن طبقة الاوزون ينالها من الفساد نصيبها.

فساد المجتمع ليس أن يأخذ الرجل ما ليس له. وفساد المجتمع لا يتعلق فقط بالعدالة الاجتماعية. المسألة اعمق واخطر من هذا كله.

المسألة في ثقافة تشكلت على مدى عقود طويلة، وأصبح الفساد عبرها جزءاً أصيلا من بناء الإنسان وهويته.

نحن لا نحارب الفساد لاننا نغضب على رجل سرق مالنا العام، واطاح باحلام الأطفال وحقهم في مستقبل آمن، فهذه لم تعد من أولوياتنا رغم أهميتها.

الاخطر يا سادة يكون عندما تعمل المنظومة الفاسدة بشكل مؤسسي ومنظم فتتجاوز قصة العدالة الاجتماعية الى فساد كوني، يهدد بيئتنا بما فيها من الشجر والحجر والحيوانات.

في الخبر ان 100 رأس من الغزلان في محمية دبين بجرش تبخرّت. او قل سقطت ابرتها في قش الفساد.

هذه حادثة من بين حوادث وسط موجة غضب شعبية لا تفصل حادثة سرقة الغزلان عن سلسة من السرقات تعرضت لها موارد البلد، وجرى لفلفتها بهدوء.

إنهم يسرقون كل شيء، وعليك أن تقتنع بالرواية الرسمية التي لن تكشف عن تفاصيل الاختفاء أو السرقة وستعمد إلى أبر التخدير لتمرير الحادثة كما مرت غيرها.

100 غزال تقدر قيمتها المعنوية أكثر من 50.000 دينار بحسب الكتاب الصادر عن وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات وجهه لرئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، يرد فيه اسباب اختفاء الغزلان إلى عدم متابعة المعنيين مطالبا بتحويلهم للتحقيق.

التحقيق يجب أن يبدأ بالوزير أولاً، فهو المسؤول مسؤولية أخلاقية وقانونية عن تفاصيل وزارته، ولا بد أن يحاسب على إهماله وتقصيره، أما الموظفون فلا أقل من إيقاع عقوبات رادعة تضمن عدم تكرار الفعل لاحقاً.

لربما أن هناك فلسفة خفية في سرقة الغزلان لا ندرك كنهها، لكننا نستطيع القول إن ما فتح شهية اللصوص أو لربما 'القرون' لا علاقة له بجمال الغزلان ورشاقتها، وحتى اتساع عيونها، بل إن الصراع اليوم هو صراع 'قرون' يستفزه مجرد وجود 'قرون' طبيعية من خلق الله، وليس قرونا مزيفة تحتمي بها رؤوس الفاسدين.' نيسان '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012