أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


وماذا بعد ياعباس؟

بقلم : الشريف محمد خليل الشريف
26-03-2018 05:29 PM

في خطابه الأخير محمود عباس أمام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (بصفتي رئيسا للشعب الفلسطيني قررت اتخاذ إجراءات وطنية وقانونية ومالية ضد قطاع غزة من أجل المحافظة على المشروع الوطني).
ولكن عباس لم يوضح لنا ماهو المشروع الوطني من وجهة نظره ونظر السلطة بعد أن تم شطب المشروع الوطني الفلسطيني الحقيقي مع توقيع أوسلو وقد أصبح المشروع الوطني اكبر كذبة سياسية يمارسها عباس وجوقة المهرجين السحيجه من حوله .
فهل بالمشروع الوطني الجديد اصبحت غزة هي العدو الحقيقي لعباس بينما يبارك كل أشكال التعاون والتنسيق الأمني مع الكيان الأسرائيلي المحتل ويغض النظر عن استباحة هذا العدو أراضي الضفة الغربية واعتقال أبناء شعبه أمام عينيه ولايستطيع حماية طفل أو طفلة من جيش الأحتلال .
ربما يكون هذا الحقد على غزة نتيجة عدم تمكنه السيطرة عليها واستجابة حركات المقاومة وخاصة حماس الى طلباته اللامسؤولة حسب موقعه كرئيس للشعب وهو يعلم في قرارة نفسه بأن رئاسته غير شرعية وهذا ما أكده احمد بحر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ناقدا خطاب عباس بقوله (خطاب عباس التوتيري تأكيد لقرارات المجلس التشريعي بانتهاء ولايته وفقدانه الأهلية القانونية والدستورية) ولكنه نصب نفسه ليكون فرعون فلسطين المستجاب لكل طلباته ورغباته وإن كانت ضد مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية العادلة.
ورغم أن حماس قد سعت وقبلت بالمصالحة وقدمت تنازلات كبيرة حسب بنود المصالحة التي تمت في أكتوبر من العام الماضي تحت الرعاية المصرية وسلمت كل المعابر ومقرات حكومتها واجهزتها للسلطة ولم يبق في يدها إلا سلاح المقاومة وهذا باعتراف الراعي المصري للمصالحة والذي أقر بأن سلطة رام الله وعباس هم من يعرقلون إتمام المصالحه.
والسبب الرئيس لإفشال المصالحة هو مطلب عباس وزمرته السلطوي بالتمكين أي سيطرة السلطة على غزة بمفهومهم فوق الأرض وتحت الأرض وتسليم المقاومة سلاحها والكشف عن جميع الأنفاق لقتل المقاومة ومحاربتها بكل أشكالها لتصبح غزة مثل الضفة الغربية مستباحة أراضيها لجيش الأحتلال الأسرائيلي واعتقال احرارها من رجال واحرار المقاومة وهذا مالم ولن تقبله حماس وجميع حركات المقاومة وأهل غزة العزة والكرامة.
بعد أن فشلت سلطة رام الله لتحجيم المقاومة برفض التمكين لذلك كتب سيناريو مسرحية حادث التفجير ومحاولة اغتيال رامي الحمد الله رئيس وزراء السلطة وتم تمثيلها وعرضها ولكن بإخراج سيء ليتهم عباس وسلطته حركة حماس فورا بدون تحقق أو انتظار رغم أن الحمد الله اكمل مهمته بصورة طبيعية .
وهذا يذكرنا بجورج بوش الأبن الرئيس الأمريكي عندما أخبروه بحدث البرجين وهو في حديقته ليتهم مباشرة تنظيم القاعدة بدون تفكير أو انتظار , ثم جاء خطاب عباس خارجا عن كل اللياقة السياسية وكل المبادئ الوطنية وكل القيم الأخلاقية مستعملا كلمات اقرب ماتكون لأبن الشارع عنها لرئيس أو رجل سياسة ليتحف المتابع والمستمع بقوله (حماس لاتريد المصالحة وارتكبت جريمة حمقاء الكنادر والصرامي سوف تنصب على رؤوس حماس) .
ربما يكون هذا الأنفعال غير المسؤول نتيجة للضغوط التي تمارس عليه من الكيان الأسرائيلي والأدارة الأمريكية مما سبب له ضغوطا نفسية وهو بهذا العمر الثمانيني المتقدم في السن لم يعد يستطع تحملها وهو المدرك أن سحب كرسي الرئاسة من تحته أصبح وشيكا وخاصة أن القضية الفلسطينية تمر في أجواء أشد سوادا واكبر مؤامرة لتصفيتها من الأدارة الأمريكية والكيان الأسرائيلي وبمباركة بعض الأنظمة العربية حسب صفقة القرن التي تم الكشف عن بعض بنودها قبل أن يعلنها الرئيس الأمريكي ترامب رسميا والتي خلاصتها إنشاء فلسطين جديدة تكون أرضها غزة وامتداد لها في سيناء لذلك نجد ترامب يسارع باتخاذ إجراءات عديدة مجحفة بحق كل مايتعلق بالشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية مثل إعلان القدس عاصمة للكيان الأسرائيلي واعلان نيته بنقل سفارة بلاده لها وإلغاء ملف اللاجئين من القضية الفلسطينية وممارسة ضغوطه على الأونروا مستبقا اعلان مبادرته صفقة القرن.
كذلك نجد الكيان الأسرائيلي يتخذ الكثير من القرارات وسن القوانين المجحفة أيضا بالضفة الغربية وخاصة بحق القدس العربية من تهويد هويتها وتغيير لمعالمها بالأضافة الى الأستيلاء على الأراضي والعبث بالمقدسات وترحيل وطرد واعتقال الأهالي , وتبقى غزه وحركة حماس وسلاح المقاومة هي العقبة التي ينتظر ترامب التخلص منها لأعلان مبادرته صفعة العصر.
لذلك نجد عباس يتخذ القرارات تلو القرارات المتسارعة العقابية على غزة واهلها وهي المحاصرة أيضا فلم يبق لأهلها إلا الهواء والبحر يمدهم بالحياة وهذه القرارات التي تهدف إلى خنق الحياة في غزة بهدف اخضاعها لم يسبق ان اتخذها أي مستعمر على مر التاريخ ضد بلاد استعمرها بل لم يتخذها الكيان الأسرائيلي العنصري المحتل .
ماهي المصلحة الوطنية أو القانونية في هذه الأجراءات العدائية وهذه القرارات الظالمة وكيف لها أن تحافظ على المشروع الوطني الفلسطيني أم أنها لضرب المصالحة والوحدة الفلسطينية وهدم المشروع الوطني الفلسطيني أم أنها تنفيذ لبعض بنود صفعة العصر المطلوب تنفيذها من سلطة رام الله ولعدم التمكن أو التمكين من تنفيذها ظهر الفشل على الأعصاب المتوترة وظهر الهذيان السياسي وخاصة بعد أن أدرك رفع الغطاء الأمريكي الأسرائيلي عنه فكانت مسرحية تفجير موكب الحمد الله لنشر الفتنة وإشعال فتيل الخلاف بين عناصر فتح وحماس لإشعال حرب أهلية في غزة وهذا يكون مبررا بشن الحرب المخطط لها من الكيان الأسرائيلي والطيران الحربي من بعض الأنظمة العربية المباركة للصفقة ليتم هروب وترحيل أهل غزة الى سيناء ومن قبلها بأيام تفجير أربعة تفجيرات على حدود قطاع غزة مع الكيان الأسرائيلي لإلصاق التهم المسبقة بالمقاومة في غزة وإعطاء المبرر للجيش الصهيوني بشن حربه على غزة مبتديا تطبيق صفعة العصر إلا أن القيادة الأسرائيلية خيبت ٱماله لأنها تدرك حسب تصريحات قادتها أن الحرب في الحاضر ليس في صالحهم ثم تخرج علينا التصريحات غير المسؤولة ليظهر عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بتصريحه العدائي الناري بكل مافيه من حقد على غزة بقوله (يجب قطع الهواء والماء والرواتب عن غزة حتى تعود إلى حضن الشرعية) أما محمود الهباش مستشار عباس للشؤون الدينية فأفتى كذبا وزورا وتسحيجا لولي نعمته (قرارات تشديد العقوبات على غزة قرارات وطنية وفق المقتضى الشرعي والواجب الديني) فهل يوجد دين سماوي يجيز قتل شعب على أرضه بالحصار والسجن من قيادته .
وهنا نسأل ماهي إجراءات وقرارات عباس القادمة إذا لم تذهب غزة إلى بيت الطاعة للسلطة أم سيعلن ترامب صفعة العصر مستثنيا دور عباس والسلطة بعد عنترية عباس ضد أمريكا ورئيسها وسفيرها في الكيان الأسرائيلي الذي وصفه عباس بإبن الكلب ... الأيام القادمة محملة بالمفاجٱت المؤلمة والكارثية على غزة وأهلها ولكنها كفيلة بقول الحقيقة .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012