أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


أمريكا وإيران والسعودية ..... إلى أين
16-10-2011 08:15 AM
كل الاردن -



alt

د . عمر عكاشة المقابلة

     خرج الرئيس الأمريكي علينا قبل يومين يقول أن الحكومة الإيرانية متورطة في مخطـط لإغتيال السفير السعودي ( عادل الجبير ) ، في الولايات المتحدة الأمريكية وقد إستند أوباما في إتهامه إلى معلومات إستخبارية تؤكد برأيه تورط إيران في هذا العمل ، وقد لاقت إتهامات الإدارة الإمريكية لإيران الكثير من التشكيك سواء كان في منطقة الشرق الأوسط أو من داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها  
     حيث أن التوقيت الذي جاءت به هذه الإتهامات يثير الشك والريبة لكل مراقب سياسي لأحداث الساعة على الساحة الدولية والعربية، فالولايات المتحدة اليوم تعيش أزمات داخلية وخارجية كبيرة تحاول بجميع الطرق لفت أنظار الشعب الأمريكي عن هذه الأزمات التي تهددها إقتصاديا وجغرافيا وسياسيا وليس غريبا عليها أن تقوم بفبركة إستخبارية من أجل إلهاء الرأي العام الأمريكي عن مشاكله الداخلية بمخاطر وهمية خارجية تهدده .
   علينا أن لا ننسى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة الذي لا يدع الرئيس الأمريكي له طلبا إلا وينفذه أنه قال أننا مقبلون على مرحلة جغرافية سياسية جديدة للمنطقة، وأن لا ننسى أن الرئيس أوباما مقبل على إنتخابات رئاسية جديدة ومن الطبيعي أنه سيخضع للوبي المحافظين الجدد المتصهينيين الذين من مصلحتهم أن تبقى إسرائيل هي القوة الوحيدة في الشرق الأوسط وأنه لا بد من القضاء على (إيران الإسلاميةالتي تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل والمصالح الغربية في الشرق الأوسط .
في تسعينات القرن الماضي أبان غزو العراق لدولة الكويت قامت الولايات المتحدة آنذاك بالسعي إلى إيجاد قواعد لها في دول الخليج وخصوصا المملكة العربية السعوديـــــــــــــــــــــــــــــة، فعملــت علـــــــــــى ممارســــــــــــــــة سياسيـــــــــــــــــــــــة " التهديد والحمايةضد الشقيقة السعودية، وزودتهــــــــــــــــــا بصور أقمار إصطناعية للمنطقة الحدودية الواقعة بين العراق والسعودية، تبين أن العراق لن يكتفي بإحتلال الكويت فقط، وإنما سيتوجه إلى السعودية لإحتلالها وتغيير النظام فيها، وأبلغت السعودية بأنها إذا لم توافق على إنشاء قواعد أمريكية داخل أراضيها فإنها لن تتدخل إذا ما أراد صدام حسين دخول السعودية، الأمر الذي أجبر العائلة المالكة في السعودية على الموافقة على مجئ قوات أمريكية وتقيم على أراضيها حتى الآن، وقد كانت هذه الصور مفبركة إستخباريا، نجحت الولايات المتحدة الأمريكية بإستخدامها لتحقيق أغراضها ومصالحها .
وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية مرة ثانية تستخدم وتستغل الخلاف الأيدلوجي السعودي الإيراني الذي جاء على أثر الأحداث التي جرت في المنطقة الشرقية من السعودية التي يقطنها غالبية شيعية وتغذي هذا الخلاف لتجد منه وسيلة لتبرير إيقاع أقصى العقوبات على إيران وصولا إلى ضربها وتدميرها لكي تبقى هي وإسرائيل لا عبين رئيسيين في منطقة الشرق الأوسط .

      ما زلنا نحن العرب نصدق الروايات الأمريكية ولا نتوقع بأن أمريكا تخطئ أو تراوغ في تقاريرها وتصريحاتها وننسى أن مدير المخابرات الأمريكية (CIA)، جورج تنيت في مذكراته (العاصفة)، قال أن قرار الحرب على العراق كان خطأ، وجاء نتيجة إدخال العديد من الكلمات على تقرير الإطلاع اليومي لرئيس الإدارة الأمريكية السابقة (جورج بوش)، من قبل مجموعة من المحافظين كانوا يحيطون بالرئيس، وتفيد أن العراق عمل على شراء اليورانيوم في السوق السوداء من أفريقيا ، وننسى أن الرئيس أوباما قد لام تقصير الأجهزة الأمنية (CIR,FBI)، للولايات المتحدة لأنها لم تنبهه عن الثورة التونسية والمصرية قبل وقوعها لكي يستعدوا لها .
     لذا علينا أن ننتبه لمثل هذه الإتهامات المشكوك فيها التي قد تقود المجتمع الدولي لتصديقها وإعلان الحرب على إيران وتخل بموازين القوى في منطقة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل التي تنتظر اليوم الذي تنفرد وتتفوق بردعها النووي على كل دول المنطقة ولصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى جاهدة إلى صرف النظر عن ربيع الثورات العربية الذي أطاح بالعديد من الديكتاتوريات المتحالفة معها ولفت أنظار العالم عن أزماتها الداخلية التي تزداد وتتفاقم يوما بعد يوم والتي إذا لم تعالج وتصدر فإنها تهدد وتنذر بعواقب وخيمة عليها، لا بد من التنبه لخطر إندلاع حرب كبيرة في المنطقة لها الكثير من الآثار الإقتصادية والإجتماعية وتعمل على زعزعة أمن وإستقرار جميع دول المنطقة .
     وإن إختيار الشقيقة السعودية كان إختيارا مدروسا وممنهجا إعتقادا من الولايات المتحدة أن الشارع العربي المسلم قد يتفهم أي إجراء سوف تقوم فيه نظرا للإختلاف الأيدلوجي بين الغالبية العربية وإيران .
     نتمنى على حكومة المملكة العربية السعودية أن تبادر إلى حل جميع مشاكلها العالقة مع إيران بالحوار، ولا ينجر وراء التقارير الأمريكية التي قد تكون محض إدعاء وإفتراء هدفه إغراق المنطقة في حرب جديدة تؤدي إلى التأثير على أمن وإستقرار منطقة الشرق الأوسط، وجعل إسرائيل هي اللاعب الوحيد والقوي في الملعب السياسي العربي .

د . عمر عكاشة المقابلة
رئيس الجمعية الوطنية للتنمية السياسية


 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-10-2011 10:42 AM

العرب مش مصدقين اشي..بس ماباليد حيله...الحكام يخافون امريكيا

2) تعليق بواسطة :
16-10-2011 07:03 PM

أعز الله همتكم دكتور عمر بكل ماتقدموه فانتم خير للامه ونصره لها إن شاء الله

3) تعليق بواسطة :
18-10-2011 07:01 AM

بالنسبه للعرب مش مصدقين أشي لكن كله مفروض عليهم غصب عنهم

4) تعليق بواسطة :
22-10-2011 09:26 AM

نعم العرب يستمرؤون القيام بدور الضحية هم يعرفون تماما ان الخطر قادم لهم من امريك واسرائيل ولكن همهم الوحيد البقاء في السلطة

5) تعليق بواسطة :
22-10-2011 11:09 AM

اشكرك د. عمر على هاذا المقال .نحن العرب يجب ان لا ننسى ما فعلوه الغرب في العالم العربي ونتمنى من المملكه العربيه السعوديه الشقيقه ان تجد الحل المناسب بدون تدخل غربي ون تتفهم هاذه الامور بشكل اوضح وتجد الحلول السلميه قبل فوات الاوان

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012