01-04-2018 07:55 PM
كل الاردن -
منذ سنوات ونحن نتابع ما يحدث في الوطن العربي خاصة منذ انطلاق ما يسمى
الربيع العربي عندما وجدت الشعوب نفسها في فسحة من الامل للانقضاض على
واقعها المؤلم نتيجة حكام ظلمة وفاسدين ومعظمهم مرتبطون مع القوى العظمى
والماسونية التي اصبحت تدير العالم والشعوب خدمة للكيان الصهيوني في
منطقتنا وامتلاك ثروات الاوطان التي حرمت على ابناء تلك الاوطان .
لننظر الى تجربة عالمنا العربي وخاصة في الدول التي انطلق منها الربيع
العربي ، ربما نجد ان الشقيقية تونس حتى الان هي الدولة التي استطاعت
تجاوز مرحلة خطرة بسبب ابتعاد رئيسها ونظامها السابق منذ بداية الثورة
وترك للشعب تقرير مصيرة ، اما الشقيقية مصر فكلنا شاهدنا المجازر التي
ارتكبت بعد الانقضاض على اول تجربة ديمقراطية حقيقية اوصلت اول رئيس مصري
عن طريق الانتخاب واليوم يدفع الشعب المصري ثمن ذلك الانقلاب حتى فقدت
مصر اي دور سياسي او اقتصادي في عالمنا العربي .
اما الشقيقية اليمن فما زال مسلسل الدمار والتفتيت مستمرا فيها ولن ينتهي
حتى تقسم اليمن وسيدفع الشعب اليمني ثمن التدخل الايراني والخليجي
المدعوم غربيا لسنوات طويلة قادمة وكان قدر تلك الدولة ان تبقى عاجزة
بالرغم من موقعها الاستراتيجي والخيرات التي اكرمها الخالق بها .
المصيبة الكبرى ما يحدث في سوريا الشقيقية التي كانت تعرف بثوراتها على
المحتل والاجنبي فقد حكمها نظام ديكتاتوري منذ اربعين عاما تقريبا عاش
الشعب السوري خلالها اكبر كذبة في التاريخ الحديث عندما رفع النظام '
شعار المقاومة والممانعة ' وفتح سوريا لولاية الفقيه الاقرب للنظام
الحاكم ليس من اجل تحرير فلسطين كما يكذب من اربعة عقود ولكن للانتقام من
العرب والسنة تحديدا ، وعندما حاول الشعب السوري التعبير عن الظلم والقهر
الذي فرضه النظام الحاكم وتكالبت عليه قوات الحشد الايراني ومليشيات حزب
الله الفصيل الايراني المتقدم وقوات الاسد العلوية وبدعم روسي للحفاظ على
مصالح روسيا في المنطقة فدمرت سوريا وشرد الملايين وقتل اكثر من نصف
مليون مواطن وفتحت سوريا لكل عصابات العالم المدعومة من الشرق والغرب .
تجربة سوريا الشقيقية زادت من الخوف والرعب عند شعوب المنطقة فلم يعد
اسقاط ' النظام الديكتاتوري ' الذي يحكم الشعوب مطلبا وطنيا ولا حتى
المناداة بالاصلاح الحقيقي هدفا حقيقيا بل تم زرع المزيد من الخوف في
داخل تلك الشعوب وفرض عليها واقع جديد اما ان تقبل حكما ديكتاتوريا
وظالما ومتآمرا او الدمار والتشرد وبدعم دولي لتلك الانظمة العميلة والتي
يدور الكثير من الغموض حتى في اصولها وطريقة وصولها للحكم .
التاريخ لا يكذب كما تكذب الانظمة مدعية الحرية والانجاز وربما التضحيات
والمقاومة ، فالتاريخ يقول مهما طال الزمن سينتفض الشعب وسيكون مستعدا
لدفع ثمن انتفاضته حتى لا يبقى في سجل العبيد لانظمة عميلة او دخيلة فلا
يمكن ان تتحرر الشعوب من قيودها واستغلالها من قبل انظمة ديكتاتورية بدون
ان تدفع ثمن ذلك وربما ما يحدث في سوريا الشقيقة سيكون درسا يوما ما يؤكد
مقولة ' اذا الشعب يوما اراد الحياة ..فلا بد ان يستجيب القدر ' فهل
تتعلم بقية الانظمة قبل فوات الاوان ام ان قلوبهم وعقولهم قد تم احكام '
اغلاقها ' فلا ترى ولا تسمع الا تعليمات الاسياد من بني صهيون والماسونية
.