أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : بين ادارة المنزل والدولة

03-04-2018 08:00 PM
كل الاردن -


منذ سنوات نطالب بخطوات اصلاحية تبدأ من الفصل التام بين السلطات وتحديد
المسؤوليات ومجلس نيابي صاحب رقابة وتشريع حقيقي ومشاركة في صنع القرار
والاهم من كل ذلك ' تحديد مسؤولية الفشل ' السياسي والاقتصادي ' ومحاسبة
من يتسبب بذلك وسيادة القانون على كل مواطن مهما كان موقعه الوظيفي او
الاجتماعي وكل ذلك اقرب ما يكون ' للملكية الدستورية ' في الدول المتقدمة
.

في العنوان ذكرت ادارة ' المنزل ' او الاسرة الصغيرة ، فعندما استعرض
واقع الاسرة الاردنية مثلا اجد انها تطبق الملكية الدستورية متقدمة على
ادارة الدولة ، فمعظم الاسر الاردنية وربما العربية تجد ان رئاسة الاسرة
هي للرجل وهو غالبا المتحدث باسمها وهو من يتقدم في الاماكن العامة ولكن
اذا بحثنا عن صاحب السلطة الحقيقي في المنزل ومن يدير شؤون الاسرة نجد ان
' الزوجة ' صاحبة السلطة الحقيقية وصاحبة القرار النهائي في معظم شؤون
الاسرة ابتداء من طعام الاسرة حتى زواج الابناء مرورا بعلاقات الاسرة مع
الاهل والاصدقاء .

الفرق الوحيد بين الاسرة والدولة ان الشعب يختار رئيس السلطة التنفيذية
او رئيس الدولة وفي الاسرة يفرض على افرادها الاب والام ، وهنا نجد ان
عاطفة الام او الاب وصلة الدم تفرض عليهم ان يتعاملوا مع افراد الاسرة
بشكل يحقق العدالة بنسبة عالية جدا ، وفي الدولة لا احد يضمن ذلك من رئيس
السلطة التنفيذية حتى لو تم اختياره من الشعب ، وهنا يستطيع الشعب تغيير
الرئيس وفي الاسرة لا يمكن تغيير الام او الاب اصحاب السلطة .

حتى الفقرة السابقة الامر طبيعي ولكن ما يحصل احيانا ان تصبح زوجة الاخ
الاكبر او الاب هي صاحبة السلطة والقرار وتفرض سيطرتها على اخوان وزوجات
وابناء كل اشقاء زوجها ثم تتجاوز ذلك لتفرض سيطرتها على افراد عائلة
الزوج خاصة اذا كان زوجها يملك المال او الجاه او حتى موقعا وظيفيا
متقدما فتصبح العائلة او العشيرة احيانا تنتظر موقف زوجة الابن الاكبر او
زوجة الشيخ .

التاريخ يؤكد ما ذكرته عندما نقرأ ان زوجة سلطان معين او حاكم هي
المسيطرة وهي التي تقود الدولة واحيانا تجد الام من تلعب ذلك الدور ،
وبنفس الوقت نقرأ ان نهاية الدولة او الحكم كان بسبب ذلك لان الزوجة او
الام لم تتوقف عند دورها الطبيعي والقانوني واصبحت تستحوذ على كل
السلطات حتى فقد الزوج في اسرته الصغيرة اي احترام وفي دولته اي مكانة
امام شعبه او اعدائه .

الخلاصة وحتى لا نطيل لا بد من الاعتراف ان بداية الاصلاح تكون من المنزل
اولا فعندما يتم فصل السلطات في منازلنا وتحديد المسؤوليات واخضاع كامل
افراد الاسرة للمساءلة والمشاركة تصبح لدينا ثقافة ' الملكية الدستورية
الحقيقية ' وينتهي زمن تفرد الزوج بقرارات الاسرة او تغول الزوجة على
الاسرة ابتداء من الزوج وانتهاء بحارس العمارة .
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012