أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : اللعب على المكشوف

07-04-2018 09:00 PM
كل الاردن -

المتتبع للسياسة العربية قبل ما يسمى الربيع العربي يتذكر كيف كان يتم
تصنيف الانظمة العربية بين مجموعة الاعتدال وهي غالبا ما كان يصفها البعض
' بالمتخاذلة ' وبين عدد من الانظمة التي ترفع شعار الممانعة وهي الاقرب
لبعض الانظمة التي كانت ترفع شعارات دينية ايضا وتوصف بدعم الجماعات
المتشددة في المنطقة على الاقل في المعلن من سياساتها الرسمية .

بعد تحول الربيع العربي الى جحيم ودمار بفعل فاعل ومشاركة الكثير من
الانظمة العربية التي لم يطالها التغيير او استبقت وصول الربيع العربي
لشعوبها بدأت هناك سياسة جديدة لمعظم تلك الانظمة لا يمكن وصفها الا
بسياسة اللعب على المكشوف ، حتى وصل الامر على الانقلاب الكلي على
الشعارات القومية والدينية التي ' رفعتها عقودا من الزمن للمتاجرة بها
خاصة مع شعوبها ' حتى تمارس من خلالها كل انواع القمع والاستغلال .

لم يتخيل احد في السنوات السابقة مثلا ان تتقدم الشقيقة السعودية كل
الانظمة العربية ' علنا ' بالاعلان رسميا ان فلسطين حق لليهود وان الكيان
الصهيوني هو الحامي اليوم لتلك الانظمة من شعوبها وبعض دول المنطقة مثل
ايران ، لا بل وصل الامر الى البحث عن كل الحلول التي تريح الكيان
الصهيوني وتسهل الاعلان عن تهويد فلسطين ووصف اهل فلسطين المقاومين
للاحتلال ' بالارهابيين ' واعداء الامة والاستقرار .

كان يمكن ان تقبل معظم الشعوب العربية انظمتها الفاسدة والتي تستغل ثروات
الشعوب وتتصرف بدولها كمزارع خاصة وشعوبها كعبيد من زمن الرق ، الا ان
تلك الشعوب لا يمكن بالمطلق ان تقبل خيانة تلك الانظمة للدين والمقدسات
وتاريخ الامة من اجل بقائها اطول مدة ممكنة وهي تدرك وتعلم ان الانظمة
الخائنة والعميلة لن تكون نهايتها الا كما سبقها من انظمة دكتاتورية
وعميلة على يد شعوب تلك الانظمة او في محاكم الدول التي تخدمها تلك
الانظمة حاليا .

ما يحدث اليوم من خيانات للامة والمقدسات ليست سابقة في التاريخ العربي
والاسلامي ، ولكن لا اعتقد ان ما يحدث اليوم من تحريف للدين وتزوير
للتاريخ ومنح حقوق للصهاينة بهذا الشكل قد حدث في التاريخ الاسلامي
والعربي ، ولذلك لا استبعد قيام بعض عبيد المال والسلطة في عالمنا العربي
من قيامهم بالتنازل عن شرفهم في مقابل رضى السيد الصهيوني فمن يتنازل عن
مقدساته لن يهتم لشرفه.

لعلي اختصر مقالي اليوم باللعلب على المكشوف وهذا يعني مزيدا من التسارع
السياسي في منطقتنا ، ونتيجة ذلك المزيد من التغيرات السياسية والجغرافية
وبالتأكيد المزيد من التغيرات في الانظمة السياسية، والحقيقية الثابتة ان
كل ما سبق متغير والثابت الوحيد هو ' الشعوب ' وثوابتها بالرغم من كل
محاولات تشويهها ، وستنتصر الشعوب وتزول انظمة العمالة مهما تأخر ذلك
بدعم صهيوني وماسوني مكشوف لها تاريخيا .
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012