شحادة أبو بقر يكتب : القلوب المنكسرة ..يصعب جدا جبرها !
بقلم : شحاده أبو بقر
07-04-2018 09:17 PM
تنكسر القلوب , يحدث هذا في سائر الدنيا , ولا يملك جبرها سوى الله إن شاء سبحانه , وتمرض القلوب , ويحاول الطب إشفاءها , ولكن بقدر , تلك قلوب الأنقياء الأتقياء . وتقسوا القلوب كذلك وتتبلد , وتلك قلوب من حجارة , وسبحان الله القائل عز من قائل ,
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.
القلوب خواطر , وإذا ما إنكسرت خواطر الخلق بقسوة فعل خارج نص الحياة التي أرادها الله الجبار , فأعلم أيها ' الإنسان ' أن قلوبا قد تشظت معها , وكن على يقين من أن في دمع تداريه , بعض من شفائها , فإن لم ينهمر , فأعلم أن حظها عاثر , وأن إحساسها بالقهر, يرفض مغادرة قلوبها , وهنا تتجلى عظمة الرحمن في الإنتصار لها ولو بعد حين , ولا شك ولا جدال في هذا أبدا أبدا ! .
ينام بعض الناس ملء الجفن والعين , بعد أن ملأوا البطون من خير من لا تنضب خزائنه , ويجافي النوم عيونا أخرى رأت في يومها وإشتهت وما طالت , فالعيون بصيرة والأيدي قصيرة , وهنا يتجسد كسر الخواطر المفضي بالضرورة , صوب كسر القلوب , فتغدو حزينة , منهكة , حاقدة رغم أنفها , ولكن ما باليد حيلة ! .
عجبا لهذا الزمان , وقد ضاع التراحم بين الناس , لا بل ورفع بعضهم إلى حيث لم يحلموا يوما , وهوى ببعضهم إلى حيث لم يدر بخلدهم ذات يوم , أفقر كراما وأغنى لئاما , حرم طاهرين أنقياء , وأغدق وأثرى منافقين أشقياء, زاد معذبين عذابا , ومنعمين نعيما , فمن هو الملام يا ترى , الزمان , أم أهله ! .
أنا والعياذ بالله من كل الأنا , لا أعرف ! , لكن كل الآخرين يعرفون , إذ تطرق أبوابهم إمرأة صادقة يعرفونها تريد صدقة فلا يجدون , أو فتى يدعي خجلا البحث عن عمل كما أوصته أمه , فلا يجدون أيضا ! .
إنه الفقر أقسى أعداء الحياة , يكسر خواطر الخلق ويدمي قلوبهم , وأكثر من ذلك يفعل ! , إن بلغ مرحلة الذل الذي تفر معه دموع الغلابى دونما إستئذان , ويرغم أهله على الخروج القسري عن جادة الصواب , فيسرقون ويتعاطون وينتحرون ويقتلون ويمرضون ولا يثقون بأحد من خلقه !
تعالوا نعترف ولا نكابر , قلوب أردنيين كثر تنكسر تباعا , وخواطرهم تتلظى بنار الحاجة , ويحول الحياء بينهم وبين المسألة , فما الحل ! , هل بالحديث عن التحفيز والتمكين والأستثمار والتنمية ! , هل هذا يسد رمقا أو يجبر قلوبا كسرت , وخواطر تشظت , وأفواها تريد طعام يومها !
الجواب , لا وألف لا , فلا بد من حلول عاجلة تخرج الناس مما هم فيه , قبل أن يشتبك الدائن مع المدين , والغني مع الفقير , وقبل أن تفقد الناس صوابها أكثر .
فأين الحكماء العقلاء رجالات الدولة والوطن ! , هل إنقرضوا مثلا !, أين رجال الدين مسلمين ومسيحيين ! أليس عندهم حلول لعام عسرة !, هل يكتفون فقط بالتنظير وحديث السياسة محملين حكومة وحدها الوزر كله , وهم يعرفون أن المعضلة تراكمية من حكومة إلى حكومة ! , ألا يحزنهم خواطر الناس المكسورة وقلوبهم المكلومة , أم أن النار لا تصلى سوى أقدام واطئيها !
القلوب المنكسرة يصعب جدا جبرها . وهنا نسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يرفع عن كاهل الأردنيين هذا البلاء والغلاء , وأن يغنيمهم من فضله جلت قدرته , وهو سبحانه وتعالى من وراء القصد .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|