أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الإخاء والمحبة بين أبناء الأمة

بقلم : جناع الرفاعي
20-04-2018 07:49 PM


عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، بنى وأسس الدولة الإسلامية على أسس ودعائم قوية، كان من بينها وأهمها، الإخاء الكامل والحب الصادق في الله، الذي ساهم في الترابط والتلاحم بين الأفراد بعضهم البعض، وكان لذلك أبلغ الأثر في قوة وتماسك وبناء المجتمع الجديد.

ففي ظل هذه الأخوة والمحبة الصادقة المتبادلة بين المهاجرين والأنصار، أصبح الجميع يدا واحدة وقلبا واحدا، ولم يكن الحب والإخاء بينهم مجرد شعارات وألفاظ وكلمات مجردة تطلقها الألسنة، بل كان عقدا نافذا ساهم في إذابة العصبيات، فكان الجميع يتسابقون لتنفيذ بنود هذا العقد، فالحب والإخاء هما الدعامة الأساسية لبناء المجتمع والأمة، وضمان لقوتها ووحدتها ونهضتها وتقدمها، ولهذا فقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية على الأخوة بين أبناء الأمة الواحدة، قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) «سورة آل عمران: آية 103».

وقال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) «سورة الحجرات: آية 10» وفي المؤاخاة والحب بين المهاجرين والأنصار، امتزجت الكثير من عواطف ومشاعر الترابط والتآلف والإيثار والمودة والمواساة والمؤانسة والبذل والعطاء بسخاء وسلامة الصدر وطهارة القلب، وكان لكل هذه القيم والأخلاق الإنسانية والاجتماعية النبيلة والكريمة أثرها الفعلي في بنية المجتمع المسلم الجديد.

قد شجع الدين الإسلامي الحنيف وأكد على أهمية قوة الترابط والتآلف بين أفراد المجتمع، على أساس من الإخاء والمحبة في الله، وقد ركزت الكثير من نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة على ذلك.

فقد عد رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه (متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).

أي اجتمعا وتفرقا على الحب في الله، فالذي جمع وربط بينهما ليس عوارض ومصالح مادية دنيوية، وإنما المحبة في الله حتى الموت.

لقد بنى الرسول صلى الله عليه وسلم، دولته على الإخاء والحب الإيماني الصادق في الله، فقد ركز في دعوته في نفوس الرعيل الأول من أصحابه الكرام على دعوتهم إلى الإيمان، وجمع وتأليف قلوبهم على الحب والإخاء الكامل، فاجتمعت بذلك قوة العقيدة مع قوة الوحدة، كدعائم أساسية قوية للدولة الإسلامية لقد كانت سياسة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، التي اتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، سببا في تأصيل مشاعر المحبة والمودة والتآلف والإيثار في نفوسهم وقلوبهم، فأصبحوا يدا وقلبا واحدا، إن مجتمعاتنا ودولنا وأمتنا الإسلامية في أشد الحاجة إلى مثل هذا الإخاء الكامل والحب الصادق في الله، الذي حدث بين المهاجرين والأنصار، فلنغتنم بركة شهر رمضان الكريم لكي نتخلق بمثل هذه القيم والأخلاقيات الإنسانية والاجتماعية الرفيعة، مع نبذ التنافر والتناحر والتباغض والأخذ بأسس وأسباب الوحدة والاتحاد، حتى تستأنف أمتنا حياتها عزيزة قوية متماسكة، قادرة على الصمود ومواجهة الأزمات والتحديات وتحقيق التقدم والنهضة والريادة بين الأمم، كما كانت من قبل.' الأنباء الكويتية '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012