أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


يوم الأرض ومسيرة العودة ( 3 )

بقلم : الشريف محمد خليل الشريف
23-04-2018 09:45 PM


عندما خرج الشعب الفلسطيني في غزة هاشم بكل أطيافه يوم الأرض في الثلاثين من شهر ٱذار/مارس من هذا العام ليعلن للعالم بما فيه العدو قبل الصديق إبتداء مسيرة العودة مواجها العدو الصهيوني المحتل والمتغطرس ببطشه وٱلته العسكرية متسلحا بعلمه الفلسطيني وبصدوره العارية حاملا فيها شموخه وإرادته وعزيمته للعودة إلى دياره وتحرير وطنه حملت مسيرة العودة عدة رسائل كان أولها إلى ترامب زعيم العهر والأرهاب العالمي وكل من دار في فلكه وأيده بما أطلق عليه بصفقة القرن بأننا على عهدنا لفلسطين باقون وسنبقى متمسكين بحقوقنا وأرضنا وقدسنا العربية بكل مقدساتها وهي عاصمة فلسطين التاريخية والأبدية وان اتجاهنا ومسيرتنا نحو أرضنا المحتلة وليست نحو سيناء .
وكانت الرسالة الثانية الى محمود عباس وسلطته بأن الشعب الفلسطيني شعب واحد وصاحب هدف واحد وكلنا في مشروع واحد تحت علم واحد وهو تحقيق نصرنا وعودتنا الى ديارنا بوحدتنا ومهما حاولتم من تكريس الأنشقاق بيننا وفرض العقوبات علينا فإن ذلك لن يزيدنا إلا تمسكا بوحدتنا وهدفنا السير نحو حريتنا.
أما الرسالة الثالثة فقد كانت لكل العالم بمنظماته وهيئاته ومؤسساته بما فيها منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة الدول الأسلامية ومنظمات حقوق الأنسان ممن يتغنون بالحرية والديمقراطية والمساواة ومحاربة الأرهاب بأننا مازلنا هنا بٱلامنا ومعاناتنا متمسكين بحقوقنا الشرعية والأنسانية وبعودتنا لأرضنا ومقدساتنا وان قضيتنا عار على جبينكم وعنوان كذبكم ونفاقكم وانتم تتغنون بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والمساواة ولكنا بأمر الله صابرون .
لقد جاءت مسيرة العودة مع يوم الأرض لتتوالى بمسيرات اسبوعية يوم الجمعة لتكون يوم الأرض تلتها جمعة الكاوتشوك التي كانت الكابوس والخوف والأستنفار للكيان الأسرائيلي الذي تحول يومه الى سواد ودخان ثم جمعة العلم ليحرق العلم الأسرائيلي ويرتفع العلم الفلسطيني على بعد أمتار من السلك الشائك الزائل وبعدها كانت الطائرات الورقية التي حملت معها النار لتحرق مزارع وحقول المحتل ثم جمعة الوفاء للشهداء والأسرى للتضامن مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال .
هذا الأسلوب الجديد من المقاومة بسلميته وشعبيته أفقد القادة الصهاينة أهليتهم وجن جنونهم ليستعملوا السلاح والرصاص الحي والمطاطي والغازات السامة والمسيلة للدموع وليحشدوا مع الأستنفار نصف قواتهم وجيشهم على خطوط التماس مع غزة العزة والكرامة بعد ان سجلت للتاريخ وعلى مرأى ومسمع من العالم أعظم وأقوى مشروع مقاومة ونضال معاصر وحديث على للشعوب وتعري الأحتلال وغطرسته أمام العالم بل وتعري زيف وأكاذيب وتواطؤ الدول ذات النفوذ وخاصة امريكا مع الكيان الأسرائيلي المحتل .
وكما كان لمسيرات العودة من أثر واضح من جمع الشعب الفلسطيني حول هدف واحد وتحت علم واحد استطاع بهذه الوحدة وهذا الأسلوب الشعبي والسلمي الجديد أن يعري الأحتلال ويحرجه أمام العالم وان يكسر شوكته وهيبته وغطرسته وان الأجيال المتعاقبة من الشعب الفلسطيني لا ولن تنسى قضيتها وارضها وحقوقها كما استطاعت مسيرات العودة أن تطرح حصار غزة ومعاناة أهلها من جديد الذي لم يعد يملك من سبل الحياة إلا الأنفجار لتضع العالم أمام مسؤولياته وخاصة أنها استطاعت أن ترسل هذه الرسائل مباشرة وبدون وسيط عبر وكالات الانباء المرئية والمسموعة الى كل أنحاء العالم وكانت هذه من أقوى الرسائل إلى ترامب بأن بوصلة الشعب الفلسطيني تتجه نحو القدس وطريقنا نحو القدس وكل الأرض الفلسطينية وعودتنا حتمية وهي حق لنا .
مع ماحققته مسيرات العودة من نجاحات على المستوى المحلي والعربي والأقليمي والدولي وجد الكيان الأسرائيلي المحتل نفسه عاريا أمام العالم ومع استنفاره العسكري استنفر سياسيا مستعينا بأمريكا الأم الحنون بالتبني له وكذلك بعلاقاته مع بعض الأنظمة العربية محاولا وأد هذه الأنتفاضة الشعبية الجماهيرية السلمية بمسيرات العودة وقد مارس النظامان في السعوديه ومصر الضغوط على حركة حماس لوقف مسيرات العودة ثم كان العرض السخي من النظام المصري لحركة حماس بفتح معبر رفح بصورة دائمة مقابل وقف مسيرات العودة ولسنا ندري ماهي مصلحة النظام المصري في ذلك وهذا دليل أيضا أن النظام الحاكم في مصر هو من يغلق معبر رفح ليشدد الخناق على اهل غزة وهذا ليس لمصلحة مصر وشعبها العربي الشقيق والكريم ولا لمصلحة قضية فلسطين واهل غزة العزة والمقاومة علما أن فتح معبر رفح حق مشروع للشعبين الشقيقين المصري والفلسطيني وهو المعبر المفتوح بينهما منذ بداية التاريخ فلماذا محاولة وأد وإجهاض هذه المسيرات علما بأن كل هذه المحاولات وما سيأتي منها سيتم رفضها لأن هذه المسيرات لم تعد مأمورة من حماس أو أي حركة مقاومة على ارض غزة واصبحت هذه المسيرات شعبية وبمشاركة كل الفصائل وكل أطياف أهل غزة ولكن المؤسف أن نجد السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس بالوقوف أيضا لأجهاض هذه المسيرة العظيمة والتي وقف لها كل العالم الحر مؤيدا وذلك يفرضه المزيد من العقوبات على اهل غزة وخاصة المالية منها معتقدا أن الجوع سيثني أهل غزة عن مسيرتهم ويحطم إرادتهم وقد خاب ظنه وقد أعلن اهل غزة وعلى لسان كل قياداته الفصائلية أن مسيرة العودة مستمره لتصل ذروتها في منتصف ٱيار/مايو القادم مع حلول الذكرى السبعين للنكبة وعاد عباس بمحاولة جديدة واعلان انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله وتحت حراب الأحتلال وتصلبه في رأيه هذا رغم إعلان حزكات حماس والجهاد الأسلامي والجبهة الشعبيه رفضهم لذلك مطالبين إنعقاد المجلس خارج الأراضي المحتلة حتى يتمكن ممثلوهم وكل الأحرار من أعضاء المجلس الحضور ومع إصراره سيعقد المجلس بكل اذنابه وزمرته وهذا كله من أجل تكريس الأنقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة للأعلان ربما بعد ذلك بأن غزه قطاع متمرد على السلطة وهذا لاشك من الخطوات الأولى لتنفيذ مؤامرة ترامب المسماه بصفقة القرن رغم أن عباس مازال معلنا رأيه بأنه ضد صفقة القرن أو صفعة القرن هذه والحديث عن عواقب انعقاد المجلس الوطني لامجال له هنا .
ولكن إذا كان عباس فعلا يرفض هذه الصفعه فلماذا لايقف إلى جانب شعبه واهل غزة في انتفاضة العودة بمسيراتها ويشاركهم إسوة بكل قادة التنظيمات الذين كانوا في مقدمة المسيرة عند الأسلاك العازلة الزائلة وعند نقاط التماس مع العدو المحتل ولماذا لايطلق اهل الضفة الغربية في مسيرات العودة من جانبهم وهو الذي يؤيد المقاومة الشعبية السلمية وينكر ويستنكر المقاومة المسلحة.... هذه هي غزة العزة والكرامة والمقاومة التي تقاوم بكل مانستطيع وتصنع إسلوبا للمقاومة تلو إسلوب وتحتفظ بحقها باستعمال الأسلوب الذي تراه مناسبا للمرحلة وهي عندما تسلك طريق المقاومة الشعبية السلمية يبقى اصبعها على الزناد محتفظة بحقها بالمقاومة المسلحة ... ماروعك ياغزة وما أعظمك صنعتي معجزة النصر في الحروب وها انت تصنعين معجزة النصر في السلام فقد كانت مسيرة العودة لوحة نضالية جسدت عملا فلسطينيا وطنيا موحدا شارك في إظهارها ونجاحها أهل غزة العزة والكرامة بكل شرائحه وفصائله وأطيافه وفئاته وكان عنوانها لا ولاء ولا إنتماء إلا لفلسطين

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012