أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : تلازم السلطة والمسؤولية

24-04-2018 08:30 PM
كل الاردن -


من خلال نظرة بسيطة للمجتمعات الغربية والشرقية التي سبقتنا في كل
المجالات نجد ان الدساتير التي تحكم من خلالها تلك الدول تفرض ' تلازم
السلطة مع المسؤولية ' بمعنى خضوع كل مسؤول يملك سلطة للمحاسبة مهما كان
موقعه او علاقته في الدولة ، فلا يوجد رئيس او حاكم او اي موظف عام لا
يخضع للمحاسبة والاهم من كل ذلك ان من يملك السلطة ليس مخلدا في موقعه
الا طبعا من ' اصبحوا عنوانا للدكتاتورية بكل اشكالها ' .

في عالمنا العربي من المحيط الى الخليج فقد صنعوا دساتير تمنحهم كل
السلطات التنفيذية والتشريعية وحتى القضائية ولا يخضع اي منهم للمحاسبة '
فهم فوق القانون وفوق الدستور وحتى فوق الشعوب والاوطان ، ولم يتوقف
الامر على الحكام فقط بل تجد الزوجات والابناء والاشقاء والانسباء ومن له
علاقة مباشرة معهم ' فوق القانون وفوق المساءلة ' .

عندما يصبح الحكا م فوق القانون وفوق السلطات فانهم يضعون انفسهم في مكان
اقرب ' للالوهية ' فتصبح كل تصرفاتهم تفرض على الشعوب ان تتغنى بها مثل
الببغاوات ، فاذا قالوا عبارة او اشارة او حتى ابتسامة تنطلق جحافل
الاعلام ' الفاشل ' والماجور والتابع بالتفرغ ساعات وايام للتغني بتلك
السخافات التي نطقوا بها وهم لا يدركون حتى معناها او تأثيرها ، واكثر من
ذلك تذهب بعض الفئات لنظم القصائد والاغاني للتغني بهم والبعض لا يملك
القدرة على السير وحيدا سبب ما ارتكبه بحق الشعب والوطن .

عندما تردد الشعوب مطالبها بالاصلاح يكون امامها طريقان اما الهلاك
والدمار والتشرد كما يحدث في سوريا واليمن ومصر وليبيا والحبل على الجرار
، او كما يحدث في بقية الدول العربية من ضحك على الذقون بحيث تبدأ الوعود
بالغد الافضل ولكن على ارض الواقع المزيد من الديكتاتورية ونهب الاوطان
تحت شعارات خادعة واحيانا اخرى ان الاصلاح لا يأتي خطوة واحدة ويجب
تهيئة الارضية ' وفي كلا الحالتين الشعوب والاوطان تدفع الثمن من اجل
بقاء حاكم مستبد او مفروض فرضا لاكمال مخطط تآمري عل عالمنا العربي .

فعندما يتم احيانا طرح شعار الملكية الدستورية كمشروع في طريق الاصلاح ،
لاننا نؤمن بتلازم السلطة والمسؤولية وحتى يكون هناك فصل تام بين السلطات
وحتى يكون الشعب صاحب السلطة الحقيقي وليس مجرد سكان او عبيد ، تجد فئة
من مصاصي دماء الشعوب تخرج علينا بعشرات التحذيرات بعدم الاقتراب لها وان
شعوبنا غير مهيأة ، وان هناك اطماعا في دولنا من خلال سحب السلطة المطلقة
من يد حاكم، وهم يدركون ان اكبر خطر على الشعوب هي الدكتاتورية .

من يُمنح سلطة يجب ان يخضع للمحاسبة من اصغر موظف عام حتى رئيس الدولة ،
فلا فرق فجميعهم يعملون لخدمة الوطن والمواطن مقابل اجر يتقاضونه ، فلا
يقبل ان يحاسب موظف صغير على اخطاء يرتكبها ولا يحاسب حاكم على أخطاء
كبيرة يرتكبها بحق شعبه ووطنه ، وحتى ذلك اليوم سيبقى وطننا العربي '
مختطفا ' من قبل ديكتاتوريات تدعي انها تخدم شعوبها واوطانها والحقيقة كل
الشعوب تعرفها .
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012