أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عباس يصر على تكريس الأنقسام

بقلم : الشريف محمد خليل الشريف
28-04-2018 06:27 PM

عندما يتقدم العمر بالرجل ويصل إلى سن الشيخوخة تتحول تركيبته النفسية والفكرية الى الطفولة إما أن يكون وادعا مستجيبا لمن حوله أو عدوانيا عنيدا اذا لم يحصل على مايريد ويأخذ بالبكاء والصراخ وتخريب متحوله في البيت وهذا هو حال محمود عباس الذي اعتقد ان قطاع غزه لعبة من ألعابه فقدها ويريد استردادها إلا أنه وبعد أن تم استردادها حسب اتفاق القاهرة الأخير للمصالحة وإنهاء الأنقسام الفلسطيني تمرد أكثر وزاد صراخا متوعدا ومهددا مدعيا أنه لم يسنردها كاملة وطالب بالتمكين منها واراد أن يسيطر على غزة حسب مفهومه وما طبل له وردده خدامه ومسحجو السلطة ممن باعوا ضمائرهم ووطنيتهم هو التمكين في غزة فوق الأرض وتحت الأرض والمعني هو السيطرة على سلاح المقاومة بمستودعاتها وأنفاقها بعد أن تسلمت السلطة كل الوزارات والدوائر الحكومية والمعابر بالأضافة الى الجمارك وغيرها.
واتخيل هنا الطفل العدواني الذي يزداد بكاء وصراخا ويلجأ الى تحطيم كل ماتصل إليه يداه فأخذ عباس بفرض العقوبات تلو العقوبات على غزة العزة والصمود من قطع الوقود والكهرباء والدواء وإيقاف التحويلات الطبية وإيقاف صرف الرواتب وإحالة الموظفين على التقاعد ليجعل من الحياة في غزة بائسة وكارثية حقيقية في محاولة فاشلة لأبتزاز أهل غزة ونشر الفوضى بينهم ضد حركة حماس وحركات المقاومة ورجالها إلا أن هذه الممارسات غير المسؤولة وغير الإنسانية والتي تعتبر جريمة منكرة واعتداء صارخا على مايقارب المليونين من الشعب الفلسطيني في غزة.
إلا أن عدم خضوع أهل غزة العزة والكرامة والمقاومة لهذا الأبتزاز اللاأخلاقي قد أصاب عباس بشيء من الهستيريا ليعلن عن إنعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في الثلاثين من نيسان/ابريل الجاري في مدينة رام الله وتحت حراب وإشراف الأحتلال الأسرائيلي إن لم يكن تحت بساطير جنود الاحتلال .
وهذه الخطوة تعتبر خطأ تاريخيا لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي يمثلها محمود عباس إذ أن انعقاد المجلس الوطني في رام الله يعني بكل وضوح إخراج كل أحرار وشرفاء فلسطين في قطاع غزة والشتات بمن فيهم ممثلو حركات المقاومة من المجلس الوطني لأنه من البديهي لن يحضر انعقاد المجلس إلا من توافق عليه سلطات الاحتلال وتوافق على السماح له بدخول الضفة الغربية ورام الله ولن تسمح بدخول كل من يرفض ويقاوم الأحتلال إلا إذا تخفي النية لاعتقالهم وإذا ماتم انعقاد المجلس وهذا مايصر عليه عباس مدعوما بتصحيح كل من تنازلوا عن الثوابت الفلسطينية فهذا يعني بكل وضوح وإصرار تكريس الأنقسام الفلسطيني رغم تبجحهم وترديدهم شعارات الوحدة الوطنية الفلسطينية فأين هذه الوحدة في انعقاد المجلس الوطني مع مقاطعة حركات المقاومة حماس والجهاد الأسلامي والجبهة الشعبية وكذلك المؤتمر الشعبي الفلسطيني في الخارج والجالية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية والكاريبي وأيضا رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني .
لذلك أن الأصرار على عقد المجلس في مدينة رام الله وفي نفس الموعد الذي حدده عباس رغم كل المطالبات بالتأجيل وانعقاد المجلس في أي عاصمة عربية بعيدا عن الأحتلال ليتمكن الجميع من الحضور ومع كل المعطيات على الساحة الفلسطينية يثير الدهشة والأستغراب وسيخرج غزة العزة وممثليها من التمثيل في المجلس الوطني فهل هذه الخطوة وهذا الأصرار والتعنت من عباس تهدف إلى توحيد الصف الفلسطيني والجهد الفلسطيني أم إلى تكريس الأنقسام واستقلال الضفة الغربية عن قطاع غزة وتخدم الكيان الأسرائيلي المحتل وإن انعقاد المجلس بهذه الطريقة يعتبر انقلابا من حركة فتح على اتفاق لبنان الخاص بإعادة تنظيم وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية لأنه سيعقد بأعضاء حركة فتح وكل من يؤيد عباس بتعامله مع المقاومة وكذلك مع سلطات الاحتلال.
من المتفق عليه وكما هو في ميثاقها أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة لكل الفصائل ولكل شرائح الشعب الفلسطيني ولكن بعد انعقاد المجلس بهذه الطريقة وهذا التمثيل ستصبح منظمة التحرير تمثل جزءا من الشعب الفلسطيني وهو حركة فتح وبذلك أن كل ماينتج عن هذا الأنعقاد من قرارات فهي غير شرعية وغير ملزمة للشعب الفلسطيني ولا شك أن الوحدة الوطنية الفلسطينية تبدأ من المجلس الوطني الفلسطيني فلماذا إذا الأصرار على تكريس الأنقسام بين الشعب والوطن .
وعلى ذلك لقد اصبح الجميع يعلم كما يعلم محمود عباس بأنه لم يعد يمثل كل الشعب الفلسطيني ولكن هذا لايبيح له تخريب ماخرب في البيت الفلسطيني أم أنه سينفذ وعيده وتهديده بهدم هذا البيت بعد انعقاد المجلس الوطني ويعلن غزة العزة والصمود إقليما متمردا لتكون إشارة واضحة لتنفيذ فصل من فصول صفقة العصر الخاص بغزة بعد أن أصبحت السلطة الفلسطينية بقيادتها عاجزة أمام شعبها .وفي النهاية ربما يحرق الطفل البيت بدون وعي إن لم يجد من يردعه .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012