أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : بين العربان والكوريتين

29-04-2018 08:30 PM
كل الاردن -


منذ ايام والاعلام العالمي يتحدث عن اللقاء الذي جمع رئيسي الكوريتين
والخطوات التاريخية باتجاه المصالحة بعد عقود طويلة من العداء ، وبنفس
الوقت تنتهي قرون من الاخوة ووحدة الدم والمصير بين العربان لا بل
واستشراء العداء والتآمر على بعضها البعض وانفاق مئات المليارات من ثروات
الامة لتغذية ذلك العداء وخدمة عدو الامة والدين الكيان الصهيوني الذي
يحتل الارض والمقدسات منذ عقود طويلة .

المقارنة طبعا لا تتوقف عند ذلك بل كل من لديه عقل وقليل من الانتماء
لوطنه وشعبه اعتبر الخطوة الكورية من الجانبين هي لقطع الطريق على راعي
البقر الامريكي الذي حاول ابتزاز الكوريتين كما يبتز الانظمة العربية
المتهالكة وبصورة علنية دون ادنى اعتبار حتى لردود الفعل الشعبية في
الوطن العربي وكأنه يقول لتلك الشعوب انتم لستم افضل من انظمتكم ' فكما
تكونوا يولى عليكم ' .

كوريا الشمالية الدولة المارقة وداعمة الارهاب اصبحت اليوم قريبة من
التصالح مع راعي البقر الامريكي بعد اعتراف الادارة الامريكية ان هناك
شعوبا وقيادات في دول العام غير العربان الذين اكرمهم الله بثروات لا
يستحقونها ، وما سيحصل مع كوريا الشمالية ليس بعيدا عن ما حصل بين ادارة
اوباما وايران قبل سنوات ، فمن يملك القوة الوطنية والارادة والقيادة
المنتمية لوطنها يصل بوطنه الى الهدف المنشود حتى لو اجتمع العالم ضد
بلده .

اليوم العربان بعد ان شاركوا بتدمير كبرى الدول العربية ودفعوا ثمن كل
رصاصة قتلت مواطنا عربيا وهدمت منزلا واحرق فؤاد ام واب ، اصبحوا اليوم
يتسابقون نحو الكيان الصهيوني تقربا منه لحماية انظمتهم المتهالكة ليس
بسبب قوة الكيان الصهيوني بل بسبب قدرته على التأثير على الادارة
الامريكية في الوقت الذي لا تستطيع اثنتان وعشرون دولة عربية وبكل
ثرواتها التأثير على ' غفير ' امريكي يقف امام قصور معظم من يسمون انفسهم
قادة العالم العربي .

اليوم اصبح المواطن العربي يخجل من نفسه وجنسيته عندما يذكر انه عربي
وانه يحكم من تلك الانظمة المرعوبة والمتآمرة على شعوبها ، وربما سيأتي
يوم ليس ببعيد يتمنى الطفل العربي ويحلم بعودة ' الحكم التركي والخلافة
العثمانية ' ليستعيد بعض امجاد اطاحت بها انظمة زرعت في خاصرة الاوطان
ولن تخرج الا بعد ان تفتت ما بقي منها .

ادفوا وادفعوا من اجل ' فسادكم وتآمركم وخيانتكم لاوطانكم وشعوبكم ' فمن
بدفع من اموال الشعوب لن يتردد ما دامت الشعوب في حالة اليأس والجبن
والانحدار التي وصلت اليه بسبب سياسات مورست عليهم منذ عشرات السنين ،
وحتى يبعث الله لهذه الامة من ينقذها فلا نملك الا الدعاء على كل خائن
وعميل ومتآمر على هذه الامة ومستقبل اجيالها
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012