أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


استقالة الوزراء والمسؤولين

بقلم : محمد سويدان
01-05-2018 01:05 AM

في غضون 6 أشهر، استقال 4 وزراء من الحكومة البريطانية، في حين ننتظر نحن سنوات وسنوات من دون أن نحصل على استقالة من وزير بالرغم من تراكم الأخطاء والقرارات.
خلال 6 أشهر، استقال 4 وزراء مهمين في الحكومة البريطانية، وهم وزير الدفاع مايكل فالون ونائب رئيسة الحكومة داميان غرين، بتهمة التحرش الجنسي، ووزيرة الدولة للتنمية بريتي باتيل، ومؤخرا وزيرة الداخلية آمبر راد، التي كانت مرشحة لخلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيرزا ماي.
أسباب استقالات الوزراء البريطانيين قد لا تكون مهمة عندنا، ولا يستقيل على أساسها الوزراء والمسؤولون، ولكن في بريطانيا والدول المتقدمة، مهمة جدا، بل خطيرة، ويضطر الوزراء حين كشف الأسباب والحقائق للاستقالة، وقد تستقيل الحكومة، وفي كل الأحوال، فإن الحكومة التي يضطر وزراؤها للاستقالة، تتأثر كثيرا بهذه الاستقالات، وتؤثر أسباب هذه الاستقالات عليها وعلى وسمعتها ووزنها في الشارع.
للأسف، الديمقراطية، عندنا، لم توصلنا بعد لمثل هذا النوع من الاستقالات، فالعديد من الوزراء بحكومات عديدة ارتكبوا أخطاء أكبر بكثير من الأخطاء التي دفعت 4 وزراء بريطانيين على الاستقالة، ولكن الوزراء في بلدنا وفي البلدان العربية بشكل عام لا يستقيلون.
كما أن الحكومات عندنا لا تستقيل، بل تبقى تواصل سياستها مهما كانت هذه السياسات خاطئة وغير صائبة ومضطرة في الدولة والمجتمع. بل الكثير من الحكومات تبقى لآخر لحظة تدافع عن سياستها المضرة والخاطئة من دون أي شعور بالمسؤولية أو تأنيب الضمير.
لذلك، نجد رؤساء وزراء ووزراء يدافعون عن سياساتهم حتى قبل ساعات من إقالتهم. الغريب، أن هذا الأمر حدث مع الكثيرين، فلم يتعلموا من بعضهم.
الشجاعة والجرأة والديمقراطية والتعامل مع المجتمع بما يستحق من احترام وتقدير، تقتضي أن يعترف المسؤول بأخطائه مهما كانت، وأن يتحمل وزرها، وأن يتحمل تبعاتها وما ستلحقه به من أضرار.. فهذه الأخطاء هو الذي ارتكبها، وهي تؤثر سلبا على المجتمع، وعليه أن يعترف بها ويتحمل أضرارها.
ولكن، للأسف، وعلى مدار السنوات، وبالرغم من التغييرات الكثيرة التي حدثت، إلا أن تصرفات المسؤولين في بلادنا العربية لم تتغير، فهم لن يستقيلوا حتى ولو دمروا القطاعات التي يتحملون مسؤوليتها. ولن يستقيلوا ولو ألحقوا أفدح الأضرار بالدولة والمجتمع والمواطنين.
طبعا، هذه التقاليد (استقالة المسؤول تحت ضغط الإعلام أو الفضيحة أو الخطأ) غير موجودة لدينا، ولكننا بأمس الحاجة لها، فالمسؤولون في بلادنا يرتكبون الأخطاء، وقد تكون أخطاء كبيرة وخطيرة تقع على المجتمع، وتتسبب بآثار كارثية عليه.
الاستقالات التي حدثت في بريطانيا وفي دول متقدمة أخرى، لم تقضِ على الأحزاب التي ينتمي اليها هؤلاء الوزراء، بل على العكس، فهذه الأحزاب موجودة وقوية. نعم تتأثر، ولكن الأحزاب المتجذرة في المجتمع تواصل التقدم وتتعلم من أخطائها.
تقاليد استقالات المسؤولين غير موجودة، ولكنها تعد مقياسا لتقدم الأمم وتطور الديمقراطية في البلدان.الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012