أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : مواصفات ومقاييس رجال السلطة

02-05-2018 08:30 PM
كل الاردن -



قبل يومين غادرنا الدكتور حيدر الزبن مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس
بسبب احالته على التقاعد كما قيل ، ولعلي هنا لن ادخل في ملابسات الاحالة
او المحاولات التي سبقتها منذ سنوات للتخلص منه وابعاده عن هذه الدائرة
المهمة لاسباب يعلمها أي فاسد في وطننا المكلوم ، ولكني ساتطرق الى
المواصفات والمقاييس التي اصبحت متطلبا اجباريا لمن يتولى الموقع العام
المتقدم في الدولة .

قبل عقود من الزمن كان هناك مقاييس مختلفة عندما يتم اختيار رئيس حكومة
مثلا او وزير خارجية او أي مسؤول لموقع قيادي متقدم ، فلا يتم اختيار
شخص الا بسبب تفكير استراتيجي من موقع القرار لارسال رسالة داخلية او
خارجية ، حتى وان تطلب ذلك ان يعترف باسباب خطوته السياسية دون ان يعتبر
ذلك نقصا او خللا في ادارة الدولة ، فجزء من نجاح القيادة المكاشفة عندما
يتطلب الامر ذلك .

طبعا ما كان ينطبق على موظفي الدولة في الدرجات العليا ينطبق على النواب
والاعيان ، وحتى السفراء في الخارج وربما يصل الامر الى مدراء المكاتب
والمحافظين ، بمعنى ان هناك منظومة متكاملة تراعى عند اختيار اي اسم
لتولي موقع عام حتى تبقى ' الدولة العميقة ' كما يقال متماسكة ولا تسمح
بالاختراقات السياسية او الاقتصادية وحتى وان حصلت سرعان ما يتم معالجة
الخلل .

في السنوات الاخيرة بدا مؤشر المواصفات يختلف عما سبق شيئأ فشيئأ حتى
اصبح الموقع العام في معظم الاحيان مجرد مكان للاستنفاع احيانا ، وربما
هدر مقدرات الدولة احيانا اخرى ، وفي كلا الحالتين النتيجة واحدة اضعاف
الدولة ورهن مقدراتها وقد يستباح المال العام ، وهذا ربما يؤدي الى ما
لا تحمد عقباه بالنسبة للدولة .

لن نذكر اسماء محددة ممن تولى المواقع العامة في الدولة الاردنية وما قام
به كل مسؤول مدنيا كان ام امنيا ، لان الشعب الاردني يعلم جيدا ما قدموا
وما اهدروا وكيف تطاولوا مع ان كل دوائر مكافحة الفساد المالي والاداري
في الدولة تنتظر دليلا بعد كل الادلة التي يعلمها الطفل ، ولن نتحدث عن
مجالس النواب ، طبعا حتى لا نذهب الى امن الدولة ولا للقضاء بسبب الذم
والقدح والاساءة والتشهير فقد اجتهد الجميع بوضع قوانين اقرب للعرفية في
محاولة تكميم الافواه التي تنطق بحقيقة الاوضاع العامة .

عندما يردد البعض ' ان لكل زمان دولة ورجالا ' فقد صدق القائل فعندما
نستعرض بناء الدولة الاردنية خلال القرن الماضي بالرغم من كل التحديات
السياسية والاقتصادية فقد استطاعوا بناء دولة وتمتين ثوابت وطنية وبناء
مواطن ينافس اقرانه في معظم دول العالم ،

ولكن اليوم مع ' قيادات هبط بعضها علينا ' تدنت فيه المواصفات اصبحت
الدولة مهددة واصبح المواطن يبحث عن لقمة عيشه ونسمع عن الفساد والتطاول
على مقدرات الشعب دون ان نرى فاسدين ، واحيانا يتم اختيار اسماء تفتقر
للعلم والخبرة مما قد يؤدي الى عواقب وخيمة على مستقبل الدولة .

لنتذكر جميعا الاتحاد السوفيتي السابق وكيف تم تفكيكه واضعافه ، فلم يكن
من خلال حرب عسكرية بل من خلال اختيار قيادات ضعيفة ووضع الرجل غير
المناسب في الموقع العام فانهار الاتحاد السوفييتي.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012