أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حرية الصحافة

بقلم : محمد سويدان
05-05-2018 12:29 AM

احتفلنا، أول من أمس، باليوم العالمي لحرية الصحافة، وسط مطالبات عديدة بضرورة تعزيز هذه الحريات وإيجاد بيئة قانونية لها تحميها من أي تغول عليها من قبل السلطات التنفيذية.
وهنا، لابد أن يتم التوضيح، أن المطالبة بإيجاد بيئة قانونية للحريات الصحفية والإعلامية، لا تعني بأي حال من الأحوال، وضع قيود تشريعية على هذه الحريات من منطلق ضبط الساحة الإعلامية والصحفية في هذا الزمن الذي يشهد تطورا تكنولوجيا أدى إلى تطور وسائل الإعلام؛ حيث دخلت عليها، منذ فترة، وسائل جديدة مثل المواقع الإلكترونية الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في صلب العملية الإخبارية والإعلامية.
نعم، نريد إيجاد بيئة قانونية للعملية الصحفية والإعلامية، تحول دون حبس الصحفيين والإعلاميين وفق ذرائع مختلفة، وتحول أيضا دون التضييق على الحريات الصحفية، ومنع نشر المعلومات، وتحول دون تغول السلطة التنفيذية على وسائل الإعلام المتنوعة، وتتيح لوسائل الإعلام الوصول إلى المعلومات الصحيحة من مصادرها، لا أن يتم حجب المعلومات عنها بحجج عديدة.
اليوم، وفي ظل الدور الكبير الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإخبارية الإلكترونية، تنطلق أصوات بضرورة ضبط هذه الوسائل، وبضرورة وقف ما يسمى بـ'فوضى الإعلام'، ولكن تحت هذه الدعوات تختفي رغبات بتقييد الحريات الإعلامية.
صحيح أن هناك بعض التشوهات في الساحة الإعلامية الإلكترونية، إذا جاز التعبير، ولكن لا يتم معالجتها، بفرض قيود شديدة، تعمل على كبح الحريات ومنعها من التطور والتقدم، وتعيق أيضا تطور وسائل الإعلام كافة.
هناك دائما رغبة لدى السلطات التنفيذية بفرض قيود على الإعلام، وتضع الكثير من المبررات لإقناع المجتمع بتوجهاتها ورغباتها، ومنها الحرص على المجتمع، وحمايته من التشوهات، ولكن ذلك في ظل ما نشهده من تطورات إعلامية وتكنولوجية صعب جدا، ما يتسبب بإجراءات شديدة تؤثر سلبا على الإعلام والصحافة.
كما لا يمكن تحميل كل المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية هذه التشوهات، فهناك الكثير من المواقع المؤثرة وتمارس العمل الصحفي الاحترافي، ولا يجوز التضييق عليها، وتحميلها أخطاء غيرها.
من الممكن معالجة هذه التشوهات المعروفة للجميع، من خلال تفعيل دور نقابة الصحفيين، ومنحها الصلاحيات المناسبة، وتعزيز دورها، لتكون قادرة على ممارسة دورها في ضبط المهنة من التجاوزات، وتعزيز الحريات، ومعالجة التشوهات.الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012