أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : الاحضان الدافئة والآمنة

08-05-2018 09:00 PM
كل الاردن -


من الواضح ان معظم الانظمة العربية اصبحت اليوم تسير بأتجاه ' الاحضان
الدافئة والآمنة ' حسب اعتقادهم وقناعاتهم ، ولا شك لا يوجد اليوم ادفأ
من حضن الصهيونية والماسونية مرورا بالحض الامريكي الراعي الرسمي لها
والحامي الفعلي لبقائها واستمرارها في ظل موازين القوى العالمية حتى هذه
الساعة .

في السابق كان العديد من الزعماء يعتقدون ان شعوبهم هي التي تحمي كراسيهم
ثم بعد ذلك اعتمدوا على الاجهزة الامنية والعسكرية لضمان استمرارهم ،
الا ان ما حصل مع بعضهم خلال الربيع العربي اثبت ان الشعوب فقط هي من
تحمي تلك الانظمة وعندما خسروا تلك الشعوب لم يجدوا امامهم سوى حضن
الصهيونية والماسونية والرعاية الامريكية حتى لو كلفهم ذلك دفع كل مقدرات
دولهم وشعوبهم في سبيل ' كراس متهالكة ' نخرها الفساد والعمالة .

الحقيقة المرة ان تلك الاحضان الدافئة سرعان ما تتخلى عن تلك الانظمة
عندما تنتهي ' مهمتها ' فتصدر الاوامر بالانقلاب عليها او حتى محاكمتها
لاطلاق مرحلة حكم جديد قد يكون في ظاهر الامر منقذا لتلك الشعوب وفي
حقيقته اسوأ من سابقه خاصة عندما يأتي على ظهر الدبابة الامريكية كما
يقال والشواهد في عالمنا العربي كثيرة .

عندما نستعرض دولنا العربية لا نجد فروقا الا بطريقة القهر الممارس لتلك
الشعوب من قبل تلك الانظمة ، وللامانة هناك من يراعي شعور شعوبهم فيستخدم
' القتل الرحيم ' بدل الارهاب والتنكيل ، وبعضهم يظهر بمظهر التواضع وهو
يمارس اقسى انواع الديكتاتورية من خلال منظومة قوانين عرفية.

السؤال الواجب طرحه لماذا تمارس تلك الانظمة الديكتاتورية الناعمة
والخشنة احيانا ضد شعوبها اذا كانت فعلا جاءت لخدمتهم وليس لخدمة جهات
اخرى او لتنفيذ مخططات استعمارية جديدة ؟ والجواب هنا ببساطة ان الانظمة
التي فرضت على الشعوب ولم تكن من اختيارها لا يمكن ان تراهن على تلك
الشعوب ، وفي داخلها قناعة انه بدون حماية امنية واحضان دافئة لا يمكن ان
يستمر ، وان قرار بقائها او عزلها ليس بقناعة شعبها .

اليوم وبعد انكشاف هذه الحقيقة نشاهد كيف تتسابق بعض الانظمة العربية
بصورة ' مبتذلة ' للارتماء في احضان الصهيونية لا بل والدفاع عنها
وحمايتها ، والتصدي لكل صوت يرفض الاحتلال الصهيوني للارض والمقدسات حتى
وصل الامر ' لنعت ' مقاومة الاحتلال بالارهاب ، والمطالبة بمحاصرتهم
وملاحقتهم حتى اصبحت بعض الانظمة العربية اذرعا منفذة وسيوفا مسلطة
نيابة عن الصهاينة واعداء الامة.

وحتى لا اكون متشائما لعلي اؤكد حقيقة ان الانظمة العميلة والمرتهنة
للغير لا يمكن ان تمثل حقيقة الشعوب ، واذا نجحت بعض الانظمة بتمرير
مشروع خياني للامة والدين مؤقتا فأن التاريخ اثبت بأن الشعوب هي التي
تنتصر في نهاية الامر ، فكل امة تمر بمرحلة تفكك وتراجع الا ان سرعان ما
تنتفض وتنهض بمجرد وجود ' قائد ' تجتمع الامة عليه وتنفض عنها غبار
العمالة الذي لوث تاريخ الامة وهدد مستقبلها .
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012