أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


النكبة...الكارثة...الزلزال

بقلم : رشيد حسن
15-05-2018 05:26 AM

في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين...نكبة الأمة كلها، حقائق ومعطيات تفرض نفسها أهمها :
أن هذه النكبة –الكارثة كانت بمثابة الزلزال الذي ضرب الشعب الفلسطيني والأمة كلها من الماء الى الماء، وفي الاعماق، ولا تزال تداعياته مستمرة .. وستبقى ..ما بقيت فلسطين محتلة، وما بقي العدو الصهيوني يعيث فيها خرابا وتدميرا.. وتقتيلا .. واستباحة ..الخ .
وبوضع النقاط على الحروف...
فلقد ضربت تداعيات هذه المأساة المروعة الوطن العربي كله، فشن العدو الصهيوني بضع حروب ولا يزال على دول الجوار، لاخراجها من خندق مقاومة المشروع الصهيوني، الذي يشكل خطرا وجوديا ماحقا عليه، فشارك في عدوان 56، مع بريطانيا وفرنسا على مصر، وشن أشرس وأخطر عدوان بالتنسيق التام مع واشنطن عام 67 على مصر وسوريا، لاسقاط المشروع القومي الذي يرفعه عبد الناصر لتوحيد الامة. ودمر المفاعل النووي العراقي عام 81، وساند ودعم وسلح الحركات الانفصالية في لبنان والسودان والعراق.. الخ..
كل ذلك وأكثر منه مما لا يتسع المقال لسرده، لابقاء الامة متخلفة، ضعيفة، مشتتة، ودولها متنازعة، متخاصمة، تلعب بها رياح الفرقة وضغائن داعس والغبراء؛ ما يسارع في تصفية القضية الفلسطينية، والاستيلاء على ثروات الامة ونهبها، وخاصة النفط والغاز..
وهذا ما صرح به اليهودي بن اليهودية، كيسنجر، دون أدنى وجل ..أو اعتبار لاصدقائه العرب، بعد التوقيع على اتفاقية العار “ كامب ديفيد”..
“ لقد نجحنا في اخراج مصر من خندق المقاومة، وفي ابعادها عن القضية الفلسطينية “..
خطورة “كامب ديفيد”-وكما اثبتته الاحداث والوقائع المتلاحقة- أنها أصبحت ككرة الثلج المتدحرجة..تكبر وتكبر حتى أصبح الاعتراف بالعدو الصهيوني أمرا واقعا “القرار242”...وادى في النهاية الى اعتراف منظمة التحرير بكيان العدو على 78% من ارض فلسطين التاريخية، والى توقيع معاهدة وادي عربة، والى فتح “اوتوستراد “ التطبيع على مصراعيه، بعد موافقة القمة العربية في بيروت 2002 عل مبادرة “السلام العربية “.. رغم انها اشترطت الانسحاب الاسرائيلي الشامل من كافة الاراضي العربية المحتلة، وفي مقدمتها القدس العربية المحتلة، قبل ممارسة التطبيع.
وعودة الى ما بدأنا به..
فالنكبة –الزلزال لا تزال مستمرة ..فالعدو لم ينتصر، والشعب العربي الفلسطيني لم يهزم، رغم اللجوء والمعاناة والتشرد والحصار، وحرب الابادة التي شنها ويشنها منذ وعد بلفور ولا يزال ... لم يستسلم ..ولم يرفع الراية البيضاء...وها هو اليوم يرفع راية الصمود والمقاومة بكل صورها وعناوينها وتلاوينها.. في فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر..وأجبر العدو المتغطرس، الذي يملك أحدث الاسلحة، بما فيه الاسلحة النووية .. الاعتراف بوجود هذا الشعب، التي انكرت جولدا مائير، ذات يوم وجوده، . “أين هو الشعب الفلسطيني “.. واعترف العدو فوق ذلك، بعبقرية هذا الشعب، وقدرته على المواجهة والصمود، وقدرته على ابتكار أحدث اساليب المقاومة، وآليات النضال المستمر، لارباك العدو، وتحييد اسلحته المتقدمة، ونزع المبادرة من يده، واغراقه في رمال المتاهة والضياع.
فمسيرات العودة ،، والطائرات الورقية المشتعلة، واطارات الكاوتشوك التي تنشر الحرائق، وتعمي بدخانها بصر وبصيرة جنود العدو، وقبل ذلك انتفاضة الحجارة، التي دخلت مفرداتها قاموس ثورات العالم، ومن ثم ثورة السكاكين ..الخ. كل ذلك وأكثر منه، جعل من القضية الفلسطينية قضية عالمية ..هوية نضالية .. يعشقها احرار وثوار العالم، ويرفعونها اعلاما ويافطات وقبضات قوية، في وجه عتاة الأمبريالية الاميركية المتوحشة، أمثال القرصان “ترامب” ومن لف لفه من المحافظين المتصهينين..
وها هم يخرجون في كل شوارع العالم .. في الشرق والغرب .. في الجنوب والشمال .. يهتفون ..منددين بالعدوان الاميركي على الشعب الفلسطيني، باغتصاب القدس عاصمة فلسطين، واهدائها للارهابي نتنياهو؛ ما يشكل اعتداء سافرا على كافة القوانين والشرائع والمواثيق الدولية.
باختصار...
في الذكرى السبعين لنكبة النكبات، تسطع الحقيقة الكبرى وهي:
ان الشعب الفلسطيني رغم حرب الابادة التي شنها ويشنها العدو الصهيوني ضده منذ مائة عام .. لم يستسلم .. لم يرفع الراية البيضاء، لم ينس وطنه ووطن ابائه واجداده .. فلسطين، ولن يساوم على ذرة واحدة من ترابها الطاهر.
والحقيقة الثانية.. ان هذا الشعب بجهاده واستشهاد اكثر من نصف مليون من ابنائه، تمكن من لجم المشروع الصهيوني، أسقط هذا الشروع العنصري الفاشي، وحمى الامة ومقدساتها من هذا السرطان..
وها هو يبدأ أولى خطوات العودة المجيدة الى وطنه فلسطين، من غزة الصمود والمقاومة والكبرياء والشموخ..
انه حقا شعب الجبارين- كما وصفه رب العزة- تمكن من سحق كل الغزوات التي استهدفت وطنه ..
وانه طائر الفينيق.. الذي يخرج بعد كل حريق، اكثر نضارة واصرارًا وعزمًا، على التجدد والانبعاث ..
فعلى هذه الارض، التي اسمها فلسطين، ما يستحق الحياة.. الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012