أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


كيف نحفز أطفالنا على المشاركة وحب الخير في رمضان؟

19-05-2018 11:02 AM
كل الاردن -
تحرص الثلاثينية أم فراس، على غرس روح المشاركة وحب الخير في نفوس أطفالها منذ الصغر، وترى أيام الشهر الفضيل فرصة جميلة ومناسبة لتحقيق ذلك.
بدأت أم فراس، كغيرها من ربات البيوت، استعداداتها اللازمة والمتعددة لاستقبال الشهر الفضيل، ومن ضمنها: تزيين المنزل بالفوانيس والأهلة الرمضانية متعددة الأشكال، ولم تقم بهذا العمل بمفردها، بل دعت أطفالها الصغار للمساعدة، مع الأخذ بآرائهم أثناء عملية الشراء، وكذلك أماكن وضعها في البيت.
تؤكد أم فراس، أن هذه الأعمال، مهما كانت بسيطة، لكنها تؤثر وتدخل الفرح لقلوب الصغار، كما أنها تسعى طيلة أيام الشهر الفضيل إلى توزيع مهام الأعمال المنزلية، وتحضير مائدة رمضان بمساعدة أطفالها.
يلتفت المربون لأهمية ودور تعزيز فكرة 'المشاركة' في نفوس أبنائهم، من خلال قيامهم بجزء من المهام المنزلية المتعددة، أو مشاركتهم في توزيع طرود الخير للعائلات المحتاجة، أو توزيع التمر والماء على المارة أوقات الإفطار.. وغيرها من أعمال الخير التي تكثر أيام الشهر الفضيل.
مشهد جميل يعزز قيم المشاركة وحب الخير في المجتمع نراه في عائلة أبو جمال، بحيث يتسابق الأبناء على مرافقة والدهم لتوزيع طرود الخير بالتعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية.
يقول أبو جمال 'ينقسم أبنائي لقسمين؛ قسم يتجه لتوزيع الطرود، أما القسم الآخر فيبادر للمشاركة في توزيع الماء والتمر على المارة أوقات الإفطار'.
وعن هذه الأعمال، يقول أبو جمال 'هذه الأعمال تعزز ثقة أبنائي بأنفسهم، وتولد لديهم إحساسا وشعورا بالمسؤولية، إلى جانب شعورهم بمعاناة الفقراء والمحتاجين، ويدركون أهمية عمل الخير في رسم البسمة على وجوه الآخرين'.
وفي منطقة ضاحية الأقصى، اتفق عمر وأصدقاؤه في الحي على تزيين منطقتهم وشارعهم، من خلال جمع مبلغ مالي من العائلات، والقيام بشراء حبال الزينة والأهلة ذات الألوان الساطعة.
ويؤكد الطالب عمر في الصف الأول الثانوي، أنه يستعد مع أصدقائه أيضا لفعل الخير في الشهر الفضيل من خلال جمع التبرعات وتوزيعها على المحتاجين في المنطقة.
كما اتفقت الطفلة حنين وصديقتاها رسل وحلا على تجميع مبلغ مالي بسيط، قبيل حلول الشهر الفضيل، ومنه استطعن شراء حلوى وسكاكر، قمن بتغليفها بشكل جميل، وكتبن عليها عبارات التهنئة بقدوم شهر الصيام.
وقامت حنين وصديقتاها بتوزيع هذه الحلويات على الأطفال والكبار عقب تأديتهم صلاة التراويح في المسجد الواقع في منطقة سكنهن في طبربور.
اختصاصي علم النفس د.موسى مطارنة، يقول 'لا بد من أن نعود أطفالنا على قيمة شهر رمضان الإيمانية والدينية، وذلك لما لها من آثار إيجابية كبيرة، من خلال سلوكياتنا وأفعالنا، فعندما يقدم المربون على عمل الخير، فبلا شك الطفل يقتدي بهم'.
ويضيف 'لذلك على الأبوين الإكثار من أعمال البر في رمضان، ليس بالكلام فقط، إنما بالتعليم والممارسة.. فبهما تتوثق القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية'.
ويؤكد مطارنة، أن سلوكيات 'القدوة' تنعكس على الأبناء، ولذلك لا بد من وضع قدسية خاصة لهذا الشهر الكريم، بأن يقوم الأب بأعمال الخير، وزيارة وتفقد صلة الرحم أمام أبنائه، وعليه دعوتهم لمرافقته في تأديتها.
ويبين 'تتمثل أعمال الخير في تطهير روح الإنسان من الأنانية والشر.. ويتحقق ذلك بأداء العبادات واللطف في التواصل مع أهل البيت والآخرين.. حتى نغرس في نفوس الصغار قيما إيمانية صحيحة'.
يجب أن يبدأ الأهل في تحفيز أبنائهم على القيام بالعبادات وتقديم الخير للآخرين بدون مقابل، وفق مطارنة، مثل تخصيص مبلغ مالي للتصدق على الفقراء والمحتاجين، وأن يشارك الطفل في أعمال تطوعية.
ويلفت 'عندما يقدم الطفل على مساعدة الآخرين، يتولد داخله شعور بالاعتزاز والمسؤولية في الوقت ذاته، وبهذه الحالة نستطيع أن نبني ونقدم جيلا واعيا ومؤمنا بهذا الشهر وبأعمال البر والتقوى، كما يمكن الاستفادة من البرامج الدينية الهادفة التي تحفز وتوضح آثار وفوائد عمل الخير في المجتمع'.
استشاري الاجتماع الأسري، مفيد سرحان، يقول 'رمضان شهر الخير والبركة، فهو دورة تدريبية يتعلم فيها الصائمون أمورا كثيرة تنعكس إيجابيا على باقي أشهر السنة، ومما يتعلمه الإنسان في رمضان عمل الخير والتطوع والإقبال عليه؛ حيث النفوس مهيأة في هذا الشهر لأعمال الخير المتعددة'.
ويضيف 'ولا بد للأسر أن تهتم بتعليم هذه الأمور لأبنائها على اختلاف مستوياتهم العمرية. وأفضل تعليم يكون بالقدوة والممارسة بمعنى الاقتداء بالآباء والأمهات والكبار'.
ويوضح 'وذلك بإشراكهم معهم في ممارسة عمل الخير، سواء كان صدقة أو إفطارا الصائم أو تقديم الهدايا للفقراء والمحتاجين أو تنظيف المسجد أو الحي أو المدرسة أو زيارة المرضى وغيرها من الصور الكثيرة'.
ويؤكد ضرورة تشجيع الأبناء على ممارسة الأعمال وحدهم كعمل إفطار للأصدقاء والقيام بتأسيس مجموعة للأعمال التطوعية على وسائل التواصل الاجتماعي لتبادل المعلومات عن فقراء الحي أو المدرسة أو التوجيه، للقيام بأعمال تطوعية.
ويضيف 'ولا بد من استثمار هذا الشهر بتفعيل هذه الممارسة من خلال التوجيه في البيت والمسجد والمدرسة، وغالبا ما يتذكر الأطفال هذه الأعمال عند الكبر، وتبقى مغروسة في نفوسهم، ويداومون على فعلها'.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012