ودعنا ظهر اليوم الضحية الخامسة جراء ' الجريمة ' التي ارتكبت في مدينة
العقبة الخاصة بعد الانفجار او الحريق كما يدعي البعض اثناء عملية هدم
صوامع القمح في الميناء القديم من اجل تسليمه للشركة التي قامت بشراء ارض
الميناء البالغة مساحتها 3200 دونم تقريبا بمبلغ 500 مليون فقط لا غير
يخصم منها تكاليف هدم الميناء الحالي وتنظيف الارض .

لا اعرف الى متى سيبقى الاردنيون صامتين وصابرين بعد كل الجرائم اتي
ترتكبها الحكومات المتلاحقة منذ مطلع القرن الحالي حتى اليوم ، فلم نعد
نعرف من المسؤول ولا نعرف من يتحمل المسؤولية ، ثروات وطنية بددت ونهبت ،
مديونية خيالية ضرائب ورسوم غير مسبوقة وفقر وبطالة حدث ولا حرج واليوم
جريمة ترتكب يذهب ضحيتها خمسة شباب من ابناء الوطن ولا احد يعرف من
المسؤول ؟.

عشرات المقالات كتبت عن العقبة الخاصة والشبهات التي تلازمها منذ انشائها
حتى اليوم ، وعشرات الاسئلة التي وجهت لكل مسؤولي الحكومات عن طريقة
ادارة العقبة الخاصة ومن يتحمل مئات الملايين من الخسائر سنويا كما يقال
، وعشرات الاسئلة طرحت حول طريقة الاستثمار الذي اصبح يهدد حتى هوية
المدينة والميناء الوحيد للدولة الاردنية .

لعلي اليوم اختصر مشهد ما يحدث بعد جريمة العقبة الاخيرة ، ستقوم الجهات
المعنية بتحمل تكاليف العزاء ودفع بعض التعويضات لاسر الضحايا ، وكالعادة
فتح تحقيق في الحادث واخشى ان نكتشف في النهاية ان الضحايا هم المسؤولون
عن الجريمة ويجب تغريمهم تكاليف العلاج وملاحقة اسرهم بعطل وضرر لحساب
الجهة المالكة للميناء او للشركة التي تنفذ عطاء الهدم وازالة الميناء
القديم .

كنا نقول سابقا ' الانسان اغلى ما نملك ' لان المواطن الاردني كان يضحي
من اجل وطنه ومستقبل اجيالة ، ولكن لا اعتقد ان هناك من هو مستعد للتضحية
من اجل عصابات تنهب مقدرات الوطن وتنتهك حرمات ثوابته ، واصبحت تنظر الى
الشعب الاردني مجرد دافع ضرائب وحامي لهم وحارس على اموالهم وفي احسن
حالاته ' مسحج ' لهم وبوق يصدح صباح مساء لتلميع صورتهم القاتمة .

من يقول ان الوطن بخير' بحاجة لمراجعة قناعته ' الا اذا كانت تنطلق من
حسابات خاصة له وهو من ' الحظوة ' المتنفذة والمالكة لثروات الوطن او '
ناهب لها ' او انه جبان منافق ولا يمت لابناء الاردن بصلة حتى وان كان
مقيما على ارضه ، الاردن اليوم يمر باصعب مراحله السياسية والاقتصادية ،
والسكوت على الجرائم التي ترتكب كل يوم بحق شعبه وثرواته وثوابته سندفع
جميعنا ثمن صمتنا وخوفنا ونفاقنا قريبا ولن ينفعنا ' عندها لجنة تحقيق او
اغنية نردهها صباح مساء للضحك على هذا الشعب المصاب والمقهور.