12-06-2018 09:00 PM
كل الاردن -
بداية وكوني ممن اختار العمل السياسي والاعلامي من المتقاعدين العسكريين ، ولاني على قناعة تامة بأن الرئيس المكلف لا يتجرأ على عقد لقاء تشاوري مع مطلقي بيان الاول من ايار ومن اختار العمل السياسي بعد التقاعد من العسكريين كمن سبقه من رؤساء حكومات في السنوات الاخيرة ، ومن منطلق واجبي الوطني وتبرئة للذمة وحتى لا يقال باننا دائما نستبق الاحداث فأنني اضع النقاط التالية امام الرئيس المكلف بعد ان طالت فترة استشاراته ولعها تمثل وجهة نظر عدد كبير من الزملاء وابناء الوطن وقبل فوات الآوان .
اولا : التشكيل الحكومي
تعلم ايها الرئيس المكلف ان اول عنوان لحكومتك سيكون ' فريقك الوزاري 'خاصة وانك لم تأت بسبب انتخاب برنامجك ولا بتنسيب من حزبك ولا حتى تنسيب نيابي ولو شكلي كما حصل مع الدكتور النسور ، وعليه فأن الحكم الاول عليك سيكون من اسماء فريقك وطريقة اختيارهم واذا كانوا فعلا يصلحون لفترةحساسة من تاريخ الوطن ليكونوا عونا لك لا حملا ثقيلا عليك وعلينا ، وتاكد بان تدويراي اسم اقتصادي او سياسي وحتى عشائري او اختيار اسماء ضعيفة ارضاء لجهات داخلية او خارجية سيكون البداية لفشل حكومتك والهجوم عليها
.
ثانيا : الولاية العامة
تعلم ايها الرئيس المكلف بأنك صاحب الولاية العامة حسب ما ينص عليه الدستور وفريقك الوزاري ، مع وجود ما يناقض ذلك دستوريا بعد التعديلات الدستورية ، وبما انك صاحب الولاية العامة فأن الحكومة مسؤولة عن كل شؤون الدولة الداخلية والخارجية ، فاذا كنت غير قادر على الولاية العامة فانني اقترح عليك التقدم بتعديل دستوري يغير اسم رئيس الحكومة الى مسمى 'الموظف الاول 'وتحديد من هي الجهة المسؤولة عن الولاية العامة الحقيقية لأن المسؤولية توجب المحاسبة .
ثالثا : الاصلاح السياسي والاقتصادي
لا شك عندي ان الرئيس المكلف لدية ملف سياسي واقتصادي يمكنه فنيا منالادعاء بقدرته على العمل ، ولكن نحن بحاجة الى افعال وليس اقوال بمعنى اننا نريد اصلاحا سياسيا حقيقيا يقود بالتالي الى اصلاح اقتصادي ، منخلال قانون انتخاب يوصل الدولة الى حكومات برلمانية خاضعة للمحاسبة
الشعبية والنيابية وليس مزاجية تخضع لرغبات اشخاص او جهات الاصل ان تكون خلف الحكومة وليس امامها فهل تستطيع تقديم قانون انتخاب والدعوة لانتخابات مبكرة ام الموضوع اكبر من الحكومة ؟.
رابعا : الهوية الاردنية والقضية الفلسطينية
لا شك ايضا عندي بمعرفة الرئيس المكلف بان هناك مخططا قديما جديدا لا يخدم الا المشروع الصهيوني من خلال تهويد فلسطين من البحر الى النهر وخلق وطن بديل يستوعب معظم ابناء الشعب الفلسطيني على الارض الاردنية حتى تتمكن اسرائيل من تحقيق حلمها بحكم المنطقة من الفرات الى النيل .وبما ان الرئيس يدرك هذه الحقيقة فلا يمكن للاردن ان يعزز هويته الوطنية ويدعم الاشقاء في فلسطين في ظل تعويم الهوية الاردنية وتمييعها واطلاق مصطلحات ' تستهدفها ' مثل الهوية الجامعة ووطن كل الاصول والمنابت ورفع شعارات ظاهرها حق وباطنها مؤامرة دنيئة وخبيثة لا تخدم الا الصهاينة واعوانهم .
وعليه فاذا كنت صاحب ولاية فما عليك الا ان تعلن عن خطوات تنهي حالة التشكيك وتبدأ بخطوات قانونية تحدد الجنسية والعلاقة بين الاشقاء والا فأنك لن تختلف عن من سبقك ممن خذل الوطن والشعب والقضية والمقدسات .
الفساد والاصلاح الاداري :
بما انك ايها الرئيس المكلف عملت سنوات طويلة في القطاع العام والخاص واقمت مدة طويلة على الارض الاردنية فلعلي اؤكد انك سمعت وربما قرات ولن اقول ' اطلعت ' على قضايا الفساد المالي والاداري وكيف اهدرت مقدرات الدولة ونهبت خيراتها حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه من ضعف سياسي ومالي واقتصادي.
وبما انك صاحب ولاية فأمامك طريقان اولهما ان تبدأ بفتح كل ملفات الفساد وتشكيل هيئة قضائية مستقلة بعد الغاء ' هيئة مكافحة الفساد' وتمنح كامل الصلاحيات بالتحقيق والحجز القانوني وتحصيل الاموال واعادتها لخزينة الدولة من جميع من طالتها ايدي العدالة ، او ان تعلن من الآن انك لست صاحب الولاية القادر على مواجهة الفاسدين وملاحقتهم وهنا مغادرتك افضل من بقائك .
حصان طروادة :
اخيرا وحتى لا اطيل فوقت الرؤساء ثمين والدخول في التفاصيل ثقيل ، ولكني ساختم بامنية ان لا يكون الرزاز هو ' حصان طروادة ' ومن لا يعرف القصة ارجو ان يعود اليها وان لا نشبه الرئيس المكلف بحصان طروادة وان يبدا بعهد لا نندم فيه بالخروج الى الرابع .