أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ثمن «صفقة القرن» ! ..بقلم أحمد ذيبان

بقلم : أحمد ذيبان
26-06-2018 06:50 AM

فجأة اكتشفت الإدارة الأمريكية صعوبة الوضع الإنساني في قطاع غزة، بعد حصار متواصل منذ أحد عشر عامًا، من قبل إسرائيل برعاية أمريكية، وبمشاركة سلطة رام الله وسلطة الانقلاب في مصر، حصار حوّل القطاع إلى سجن كبير يضم أكبر كثافة سكانية في العالم، وخلال فترة الحصار تعرضت غزة إلى ثلاثة حروب عدوانية من قبل إسرائيل، وتولت واشنطن توفير الغطاء السياسي والدبلوماسي للعدو في المحافل الدولية، وكان أحدث الأدلة على ذلك استخدام «الفيتو» في مجلس الأمن،لإحباط مشروع قرار رمزي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني!

الفلسطينيون اكتشفوا بعد نحو «35» لقاء مع مسؤول إدارة ترامب، قبل قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أن «صفقة القرن» تهدف إلى تحويل الصراع مع إسرائيل، من سياسي وجودي إلى وضع إنساني اقتصادي، وهي تكاد تكون استنساخًا لأطروحة شمعون بيريز لإقامة «سلام اقتصادي» ، التي روج لها في كتابه «الشرق الأوسط الجديد» !

الأكثر إثارة في خطة ترامب ما تسرب من معلومات، أنها تتضمن توسيع مساحة قطاع غزة، بإضافة جزء من سيناء المصرية، وتشكيل إدارة محلية في القطاع بعيدًا عن السلطة الفلسطينية، وبموجب الخطة تدفع دول الخليج الثمن، الذي يقدر بمليار دولار لإقامة مشاريع خدمية واستثمارية في القطاع، وتكريس القدس عاصمة لإسرائيل، وشرعنة المستوطنات، على أن تكون ضاحية «أبو ديس» عاصمة للدولة الفلسطينية. وكما يقول صائب عريقات فإن الولايات المتحدة تسعى إلى شطب وكالة غوث اللاجئين «الأونروا» ، واستبدال ذلك بمساعدات مباشرة تقدم للدول المضيفة للاجئين!

وحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست فإن إدارة ترامب، لن تجبر إسرائيل على الانسحاب من أي مستوطنات حتى النائية منها، ولن تفرض حلاً للكتل الاستيطانية الكبرى، وسيبقى غور الأردن أيضاً تحت سيطرة إسرائيل الكاملة، في حين تبقى الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وبدون جيش أو أسلحة ثقيلة!

تباينت التصريحات والأخبار، حول التحركات الدبلوماسية الأخيرة التي شهدتها العاصمة الأردنية، المتعلقة بـ «صفقة القرن» ، وفيما بثت وكالة الأنباء الأردنية الرسمة «بترا» خبرًا خجولاً عن الزيارة المباغتة التي قام بها رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو إلى عمان واجتماعه مع الملك عبد الله الثاني، وتضمن الخبر تكراراً لـ «كليشيه» معروفة، حول تأكيد الملك على « ضرورة تحقيق تقدم في جهود حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي استنادًا إلى حل الدولتين، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، واستمرار الأردن في القيام بدوره التاريخي في حماية المقدسات في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها» . لكن البيان الذي أصدره المكتب الإعلامي لنتنياهو، أشار إلى أن الجانبين بحثا الخطة الأمريكية للسلام «صفقة القرن» في ظل الزيارة المرتقبة لفريق المسؤولين الأمريكيين المعنيين إلى المنطقة، بالإضافة إلى سبل «تطوير العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والأردن» .

صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أضافت عنصرًا آخر، حيث أشارت إلى حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الاجتماع. مع ملاحظة أن زيارة نتنياهو إلى عمان، جاءت بعد قمة مكة التي عقدت تحت عنوان مساعدة الأردن، التي أقرت حزمة مساعدات هزيلة! وبغض النظر عن مدى صحة خبر مشاركة بن سلمان في اجتماع عمان، فإن الرياض لم تعلق، وفي كل الأحوال فإن السعودية من أشد المتحمسين لخطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية. وثمة الكثير من الأخبار والمعلومات عن لقاءات سعودية إسرائيلية كثيرة عقدت في أماكن مختلفة.

في اليوم التالي لزيارة نتنياهو زار عمان، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، ومساعد الرئيس والممثل الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، ضمن جولة شرق أوسطية انتهت بزيارة إسرائيل، تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على «صفقة القرن» ، ونفس الشيء حدث في تغطية خبر لقائهما مع الملك، حيث كررت وكالة الأنباء نفس «الكليشيه» حول ما أكد عليه الملك بشأن علمية السلام، لكن البيت الأبيض أصدر بياناً يختلف في مضمونه جاء فيه، إن «كوشنر وغرينبلات بحثا مع الملك، الوضع الإنساني في غزة، ومساعي ترامب لإحلال السلام بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية» .

الأردن الأكثر تأثرًا بعد الفلسطينيين في نتائج أي تسوية للصراع، وفي اليوم التالي لاجتماعه مع المبعوثين الأمريكيين، غادر الملك إلى واشنطن لاستكمال المباحثات مع ترامب وأركان الإدارة حول صفقة القرن، لكن المشكلة في شح المعلومات عن حقيقة الاتصالات التي تجري، وهل ثمة شيء تحت الطاولة؟ وذلك مرتبط بحرية الإعلام والالتزام بحق الجمهور في الاطلاع على المعلومات! صحفي وكاتب أردني - ' الراية القطرية '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012