أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المستقبل واسرائيل...بقلم : أ . د . عبدالرحمن التميمي

بقلم : أ . د . عبدالرحمن التميمي
28-06-2018 02:11 PM

عاش اليهود في البلدان العربية في أمن وسلام ، وكانوا من أهل الفكر والمال ، فلهم بنوكهم ومزارعهم وحاراتهم في القاهرة وبغداد ودمشق وطهران واستانبول ، وقد أنصف المسلمون معاملتهم بالحق والعدل كمواطنين من أهل الكتاب منذ بداية الاسلام حيث توفي الرسول الكريم ' صلى الله عليه وسلم ' ودرعه مرهونة عند جاره اليهودي .
وهكذا تمت معاملة اليعود بعدل الاسلام في عهد الخلفاء الراشدين فالدولة الأموية ثم العباسية وعهد المماليك ودولة 'العرب المسلمون' في الاندلس والدولة الصفوية والدولة العثمانية ، فكانوا في مصر من أصحاب البنوك ورؤوس الأموال والتجارة، وفي دول المغرب العربي مستشارين واقطاعيين في جربة وصفاقس ومراكش ، وفي بغداد ودمشق كانت حارة اليهود تحتوي على أجمل البيوت وبيدهم مقاليد التجارة. وحافظ اليهود على كل مكتسابتهم بدون تمييز أو تحيز او ظلم.

وفي بداية القرن التاسع عشر الميلادي نشطت الحركة الصهيونية واستمالت كبار سياسيي الغرب بالأحقاد الصليبية وبالمال فاحتلوا أرض المسلمين في فلسطين بالظلم والخديعة ودعم معظم دول الغرب الاستعمارية وخاصة بريطانيا وفرنسا بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى ، فطردوا معظم الشعب الفلسطيني الى الدول المجاورة والى الشتات في كل انحاء الأرض .

الشرق الاسلامي احتوى اليهود كمواطنين وأعطاهم فرصة المشاركة في حركة النهضة والتطور والحياة ولم نعرف العداء لليهود الا بعد احتلال فلسطين وتشريد الشعب العربي من فلسطين أرض الآباء والأجداد .

الآن يوجد فرصة لمصالحة تاريخية مع اليهود وهو تطبيق حق العودة للفلسطينيين وحق العودة لليهود الى الأوطان التي جاؤوا منها بما فيها الدول العربية ، ثم تصبح فلسطين دولة علمانية واحدة اسمها دولة فلسطين لمن تبقى من اليهود والمسلمين والمسيحيين ، كمواطنين متساوين في حقوق المواطنة والهوية وحرية العبادة والعيش المشترك .. هذه هي صفقة القرن الوحيدة التي يمكن أن تنجح ويتعايش فيها كل سكان فلسطين بالأمن والأخوة الانسانية والسلام مع جيرانهم، وغير ذلك لن يتحقق السلام في أرض السلام ومهبط الأديان، وستدور الدوائر على الظالم والمعتدي مهما طال الزمن ومهما كانت قوته ولو استمر الصراع ألف عام أو أكثر ودعمه كل سكان الأرض.

الدول المجاورة لفلسطين لن تقبل بأية ازاحة سكانية أو جغرافية أو انكار لحقوق شعب فلسطين وحقوق المسلمين في مقدساتهم ، الحركة الصهيونية تقود اليهود والمنطقة والعالم الى الصدام والحرب والهلاك .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012