أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لا تظلموا الأردن

بقلم : عمر العياصرة
01-07-2018 04:58 AM

أتفهم مطالبة اردنيين لدولتهم بفتح الحدود امام لاجئي حرب الجنوب السوري، فالأنسنة اردنيا ثقافة عميقة تتوزع بعدالة بين المؤسسات والناس.
لكن من غير المقبول ان تتحول المطالبات، الى نقد لاذع، وذم، بحق الاردن، وانكار لدوره الكبير، القديم والحديث، باستضافة اللجوء والتعامل معه بإحسان غير مسبوق.
ادرك ان قضية لاجئي درعا حساسة، تتنازعها، مشاعر الانسانية والاخوة في صراع مع الواجب السياسي الامني الاقتصادي والوطني، وهنا ظهر الخلاف بين قرار الدولة وإرادة بعض المتحمسين.
من الجيد ان ندير الخلاف بطريقة مقبولة، لكن للاسف الدولة لم تقدم رواية وادبيات تناسب موقفها الصحيح، ما جعل الالتباس سائدا وغابت هنا مفاعيل الانسانية.
دعونا نتحدث بصراحة: لا يجوز وضع القرار السياسي والعسكري والأمني الأردني، بشأن الجنوب السوري، تحت الضغط الشعبي والنخبوي سواء كان الضغط لجهة فتح الحدود أم الاستمرار بغلقها.
أنا متأكد ان الدولة تفكر بالجانب الانساني، وتوليه اهمية كبيرة، لكنها بالمقابل لا تريد مفاقمة اوضاعنا السياسية والاقتصادية اكثر فأكثر.
اذاً لنتركها تصنع مقاربتها دون ضغط، نتركها تبحث عن الانسب امنيا وسياسيا وانسانيا، وعلينا مساندتها في كل ذلك بعيدا عن التخوين وإظهارها بمظهر التوحش.
نعم، نحن الأردنيين، دولة وجماهير، بين نارين، خياراتنا معقدة، تبكي قلوبنا على الاهل في درعا، ودموعنا كما هي تاريخيا كانت وستظل حقيقية.
لكننا في المقابل لا نريد الأذية لبلادنا، لا نريد تفريغ سوريا من سكانها لتسرح وتمرح بها الاجندات الديموغرافية، وهنا نقول لا تظلموا الاردن، وساندوه، لأنه يعاني بما يكفي.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012