اعرف ان الكثيرين من ابناء الوطن اصبحوا في حالة لا تسمح لهم الاندهاش او المفاجأة من اي موضوع يطرح من قبل الاعلام او غيره ، فتجاربنا في الاردن اصبحت نادرة على مستوى العالم العاشر وليس الثالث فقط.

ولعلي اليوم ساكتب عن' مهازل ' تنمية الحياة الحزبية في الاردن بعد كل الدعوات وعلى كل المستويات لعمل حزبي مؤسسي وصولا للمشاركة الشعبية في مستقبل الوطن .

قبل سنوات تقدم مجموعة من المتقاعدين العسكريين وزملاء لهم من الناشطين بطلب ترخيص حزب سياسي تحت مسمى ' حزب المؤتمر الوطني الاردني ' وحسب القانون وقتها فقد تضمن الكشف حوالي 600 اسم مواطن اردني ، وللاسف تم الضغط بطريقة او بأخرى على اسماء انسحبت في اليوم الاخير ليصبح العدد غير قانوني من احدى محافظات المملكة مما ادى الى رفض الترخيص .

بعدها تقدمت نفس المجموعة بقائمة تضم اكثر من 850 اسما لنفس الغاية وكانت المفاجأة ان مارست العديد من مؤسسات الدولة مختلف اشكال الوعيد والتهديد لعدد كبير من الاسماء حتى ان بعضهم اجبر على توقيع الانسحاب من الكشف المقدم لدى الجهات الرسمية وليس عن طريق المشرفين على الحزب تحت التأسيس كما هي الاصول القانونية ، وفي نهاية الامر تم رفض الحزب لنفس الحجة
السابقة .

بعد اشهر قليلة تفاجأ المؤسسون للحزب بتقدم ' اسماء اخرى ' بطلب ترخيص حزب سياسي يحمل نفس الاسم الذي تقدم به المتقاعدون العسكريون وزملاؤهم ، وتم منح الاسم لتلك المجموعة التي انشقت عن الاخوان المسلمين والجميع يعلم لمن اصبح الاسم اليوم .

حتى هنا الامر يمكن ان يحصل في اي دولة في العالم ، ولكن المفاجأة والطامة الكبرى عندما يتم ملاحقة بعض الاسماء ممن كانوا ضمن الكشف الذي قدم للجهات الرسمية ' على نية ترخيص حزب حسب القانون ' فهل وصل الامر ان نلاحق كل من فكر مجرد تفكير وابدى رغبته بالعمل الحزبي حسب القانون ، واعتباره قد ارتكب جريمة بحق الوطن تمنعه من العمل في دوائر الدولة ؟ .

طبعا لم يتوقف الامر هنا ، بل وصل الامر ايضا ان تطلب بعض الجهات الرسمية ' ورقة ' براءة من الحزب الذي لم يرخص اصلا تؤكد ان الاسم لا علاقة له بالحزب الذي اصبح الان في عهدة اشخاص اخرين ، ومن اشخاص لا يملكون اليوم اي صفة قانونية لمنح هذه الورقة فقط كونهم اصحاب فكرة تأسيس الحزب .

طبعا المقصود خلق حالة من الغضب والكره لاصحاب فكرة انشاء الحزب وايصال رسالة لكل مواطن اردني تقول اياكم والاقتراب من العمل الحزبي واياكم الاقتراب من المتقاعدين العسكريين ، في الوقت الذي تقوم بعض الجهات بترخيص ودعم احزاب واسماء لا يمكن ان ترتقي للمستوى الذي يطمح له الشعب الاردني .

اعلم ان من يقوم بهذه الاعمال المشينة لا يتصرف بشكل شخصي وربما انه يدرك ان تلك الاجراءات خاطئة ويجب ان يلاحق كل موظف يمارسها بحق ابناء الوطن ، ولكنه ينفذ توجيهات عقيمة من اصحاب عقلية ' رجعية ' لا تؤمن الا بالديكتاتورية وتعتقد انها بذلك تخدم الاردن ودولته ولا تدرك انها تمارس اسوأ انواع التحريض ضد الوطن ومؤسساته ودولته .

وعليه فانني اطالب بمحاسبة اي موظف ' امني او مدني وفي اي جهاز حكومي' يدفع ابناء الوطن لدرجة الحقد على وطنهم ومؤسساته ويكفينا ما فقدنا من ثرواتنا وسلطاتنا بسبب عقليات مريضة تعتقد انها اكثر ولاء وانتماء للاردن من اصغر طفل اردني يلهو على تراب الطرة او الدرة.