أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تأملات في التاريخ.. قبل ان تضرب عاصفة “صفقة القرن” الامة!

بقلم : د. احمد القطامين
02-07-2018 02:07 AM

بينما كل الاحداث تتدافع عبر روافد متعددة باتجاه نقطة الحسم الاخيرة، تتكشف ساعة بعد ساعة معطيات تؤكد فداحة شروط ما يسمى اعلاميا بصفقة القرن، وفداحة الدور العربي الرسمي فيها.
علينا اولا ان نفهم طبيعة الدوافع عبر الاطلاع على محطات تاريخية مهمة قادت الى الواقع الراهن فيما يتعلق بفلسطين والقدس في بؤرتها.
في السادس من ديسمبر (كانون اول) عام 1917 دخل القائد البريطاني ادموند اللينبي الى مدينة القدس فاتحا، وقال تصريحه الشهير “الان انتهت الحروب الصليبية” !! وبعد مائة عام بالضبط اختار الرئيس الامريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل في اليوم السادس من شهر ديسمبر (كانون اول) عام 2017 اي بعد مائة عام بالتمام والكمال من تصريح اللينبي، وتساءل المختصون بالتاريخ عن مغزى هذه التزامن الغريب.. لم يقلها ترامب صراحة انما طبيعة الحدث وتاريخ اعلانه قالها بوضوع وفي كل اللغات المعروفة (اليوم انتهت الحروب الصليبية)..
حدث آخر له مدلول مشابه، عندما دخل القائد الفرنسي فاتحا لمدينة دمشق يوم 24 تموز عام 1920 توجه مباشرة الى ضريح صلاح الدين ووضع قدمه على الضريح وقال “ها قد عدنا يا صلاح الدين”..
وفي الحالتين (اللنبي والقائد الفرنسي) كانت الشعوب بالانتظار ونشأت المقاومة في سوريا للاحتلال الفرنسي حيث تصدى الشعب العربي في سوريا لجيوش الاحتلال وتجذرت روح المقاومة وتطورت اساليبها واجبرت الجيوش الفرنسية على الانسحاب مدحورة مذمومة.. وانتصر التاريخ للقائد صلاح الدين. وفي فلسطين تصدى الشعب العربي الفلسطيني للاحتلال الانجليزي واجبره على الانسحاب من الارض المقدسة.. لكن خبث الانجليز كان غالبا فقد انسحبوا وسلموا البلاد لعصابات اجرامية من المرتزقة تم تحشيدهم من مختلف انحاء العالم لاستكمال مهمة الحروب الصليبية وهكذا نشأت دولة اسرائيل.
واليوم يأتي ترامب ليضع ختم الاعتماد النهائي على مقولة “اليوم انتهت الحروب الصليبية” حيث فلسطين والقدس اصبحت في قبضتهم.
في الماضي كانت الشعوب العربية شعوبا قوية وكانت المقاومة ممكنة وتندرج تحت اعمال البطولة والاخلاق والوطنية اما اليوم فقد تم تدجين الشعوب بواسطة انظمة الحكم التي نتجت عن سايكس بيكو، وحقبة الاستعمار التي تلتها.. فاصبحت المقاومة “مَسَبة” واصبح الانتماء الى الاوطان مكلفا جدا على مستوى الافراد والشعوب وبطريقة جهنمية ما استبدل الانتماء للاوطان بالانتماء لللاسر الحاكمة التي صورت للشعوب انها هي الوطن، ولا وطن غيرها.
الفرق بين الماضي وما نحن فيه الان، ان الشعوب لم تعد قادرة على ان تفعل شيئا، واصبحت فئات في هذه الاوطان تفتخرعلنا في انتمائها لمصالح القوى المعادية للامة وتعرب في كل مناسبة عن نيتها التفاني في خدمة تلك المخططات والمساهمة الفعالة في إنجاحها.
وسط هذا الغبار الكثيف، ما العمل ؟
ولنا لقاء آخر حول هذا الموضوع.
رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012