أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


شهادة شخصية عن قناة الجزيرة

بقلم : أحمد أبو خليل
03-07-2018 05:46 AM

ذات مساء وفي بداية الأزمة السورية، بثت قناة الجزيرة تقريرا من الرمثا عن أفواج اللاجئين في المدينة وقراها وعن المدارس والمساجد التي فتحت لهم وغصت بهم... كان معد التقرير زميل حديث العهد نسبيا في العمل.
صدقت التقرير بالطبع، ولكن بعد اتصالات مع عدد من الأصدقاء في الرمثا على سبيل التعرف على التفاصيل، تبين أن التقرير غير صحيح.
كنت لحظتها في عمان، فاتصلت بصديق يعمل مراسلا رئيسيا في القناة، والتمست عذرا لمعد التقرير، وأبلغتهم أن المواقع التي يتحدث عنها لا تحتاج سوى لدقائق للوصول اليها، وليس من اللائق بث أخبار غير صحيحة.
قال لي صديقي المراسل: ما رأيك ان تتصل بفلان، لعله يتصرف؟ استغربت لكني فعلاً اتصلت بفلان، فقال لي: ما رأيك أن تتصل بمراسلنا في الرمثا وتبلغه رأيك؟
ذهلت من الإجابة، فالوضع الطبيعي أن يسرعوا إلى معالجة الأمر، ولا صفة لي للاتصال بمراسل فرعي. لكني أدركت أن سذاجتي لا تناسب الموقف.
بعد أسبوع، وفي يوم الجمعة حيث كانت تعقد مسيرات قرب الحدود، ذهبت إلى الرمثا مبكرا، وعلمت أن الجزيرة والعربية و (ام. بي. سي) قد استأجرت شققا وخزنت الأجهزة وأدوات البث، استعدادا للعمل الدائم للتصوير والبث، حيث انتشرت حينها فكرة أن درعا ستصبح 'بنغازي سورية'، أي منطقة مفتوحة على الخارج.
التقيت صديقي هناك، ومارست معه ما يلزمني من 'الاستغباء' المؤقت، إلى درجة أنه دعاني أن أشارك كضيف في بث مباشر من الرمثا. فكرت للحظة ان أظهر على الهواء وأحكي ما في ذهني لحظتها، لكني سلوكي ذاك سيعني نوعا من الخديعة له، فهو ائتمنني. فاعتذرت.
لكن تلك اللحظة هي التي شكلت نقطة التحول في موقفي على المستوى الشخصي. وعلى هذا لا أتوقف عن شكر الجزيرة التي قصرت عمر الهبل عندي.
(ملاحظة: كنت لغاية ذلك الوقت متضامنا مع 'الثورة' أسوة بباقي الثورات، وقد كنت ولا زلت أرى أن حق الثورة مقدس، وبلا استثناءات)
فيما بعد وكما تعرفون واصلت الجزيرة عملها وطورت مهاراتها كماكنة كذب كبرى، وهي اليوم مدرسة في هذا الميدان.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012