أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : نطالب بالاصلاح هنا وندعم ديكتاتوريات هناك!!!

08-07-2018 11:25 PM
كل الاردن -


منذ عشر سنوات ونحن نرفع شعار الاصلاح في الاردن ، لم نتردد يوما في نقد النظام وحتى جلالة الملك في بعض السياسات والقرارات ، ولم نترك شاردة او واردة الا وتحدثنا بها شعارا او من خلال المقالات واللقاءات الاعلامية ، لا بل فقد تجاوزنا كل الحدود احيانا في كلماتنا ونحن ننتقد النظام ونطالبه بالاصلاح حتى يومنا هذا .


طيلة تلك السنوات لن اقول اننا لم نحاصر او يلاحق البعض في رزقه او حريته، ولكن من يستطيع ان يدعي ان النظام في الاردن قد اجرم بحق معارض اواعدمه او زجه في السجون دون ان يعلم مصيره احد كما كان يحصل في دول الجوار ؟ ومن يستطيع ان يقول ان النظام في الاردن قد سلم قراره السياسي وشعبه وارضه لدولة اجنبية كما حصل في بلدان قريبة من بينها سوريا بحجة تحريرها من ' الارهاب ' ؟ ومن يستطيع القول ان الشعب الاردني طرد من وطنه ودمرت منازله في سبيل بقاء ' ما يسمى رئيس او ملك ' لا يستطيع مغادرة منزله الا بحماية اجنبية ؟.


منذ عدة سنوات بدأت تتصاعد في الاردن اصوات من يطلقون على انفسهم ' قوميون او يساريون ' او لا اعرف اصلا ما هي هويتهم الفكرية او الدينية ، لتدافع عن نظام لا يمكن النظر اليه الا انه نظام ظلم وطنه وشعبه ظلما لا حدود له بعد ان فتح كل الابواب لكل مرتزقة العالم من الروس اوالايرانيين وحتى مرتزقة شرق اسيا للتنكيل بالشعب العربي السوري بحجة مكافحة الارهاب لخلق المبررات للجرائم التي ارتكبت واكبر دليل السماح لداعش بدخول مخيم اليرموك في دمشق العاصمة ثم الاتفاق معهم لمغادرتها بكامل اسلحتهم وتحت حماية الايرانيين والروس وبعد تشريد اهله .


الملفت ايضا للنظر ان هناك عددا كبيرا ممن يدعمون النظام السوري والوجود الايراني والروسي 'الاحتلال العسكري والسياسي للبلاد 'ما زالوا يطلقون على انفسهم ' دعاة اصلاح في الاردن ' وطلاب ديمقراطية وعدالة وشفافية لا بل ويطالبون الملك بتطبيق الملكية الدستورية بشكل كامل ، وفي نفس الوقت يهنئون السفارة السورية على كل ما يحدث من دمار وقتل وتشريد ؟


انا شخصيا لا استطيع ان اصف ذلك الا انه حالة انفصام ' فكري ' لا يمكن ان يؤمن جانب صاحبه ولا يمكن ان يقبل مشاركته بأي عمل سياسي داخلي مطالب بالاصلاح ، فما معنى ان ندعي الدفاع عن حقوق الشعب بالديمقراطية والعدالة والمشاركة وبنفس الوقت ندعم ديكتاتوريات بغلاف قومي او ديني او فكري ، الا اذا كنا طبعا نعاني كما يعانون من عدم اتزان وادراك في التفريق بين حقوق الشعوب وظلم الانظمة وجرائمها وما بين الشعارات وتطبيقها وما بين الحق والباطل .


كان بامكان الرئيس بشار الاسد في بداية الاحداث في درعا ان يتصرف كما فعل كل من زين العابدين بن علي وحسني مبارك عندما شعر كل منهما ان بلاده ذاهبة الى الهاوية قتلا ودمارا انسحبا من الحياة السياسية حفاظا على مقدرات بلديهما وشعبيهما .

قبل سنوات قلت على احدى الشاشات بانني ساكون اول من يطالب باسقاط النظام في الاردن اذا سالت دماء اي اردني يطالب بالاصلاح واليوم اتوجه بسؤال لكل داعم للنظام السوري كيف تقابل اطفالك فقط وانت تدعم نظاما قتل مئات الالاف وشرد الملايين ودمر وطنه تحت شعارت الممانعة والمقاومة الكاذبة والقومية المزيفة وتهاجم نظامك الذي لم تترك مناسبة والا وتطعن به وتنتقده باشد العبارات ؟.


اذا كان لدينا القليل من الادراك والعقل والمقارنة فأن اقل الواجب ان نحافظ على نظامنا ووطننا والتصدي لاصحاب الشعارات المزيفة من مقاومة وممانعة وقومية كاذبة لا بل ومراقبة اصحاب تلك الشعارات بعد ان اغرقوها برائحة الدم العربي وعلينا ان نعريهم في كل مكان وعزلهم سياسيا وندعوهم للذهاب الى بلد الممانعة والمقاومة حيث الروس والايرانيين لان هناك مكانهم المناسب وليس الاردن ونظامه الذي لم تطلخ يداه بدماء الشعب.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012