20-07-2018 08:42 PM
كل الاردن -
منذ اشهر اتلقى دعوات من متابعي 'موقع كل الاردن ' بأن اكتب في موضوع حساس ومهم جدا ، لا بل اصبح العمل به متطلبا وطنيا بعد ظاهرة جرائم القتل التي اصبحت مقلقة في المجتمع الاردني وبعد ان تغنينا سنوات طويلة بما يسمى الامن والامان ، والذي اصبح من الماضي كما غادرنا الكثير من قيمنا المجتمعية وثرواتنا الوطنية وارى انهما السببان الرئيسان لانتشار هذه الظاهرة بعد ان ضاق المواطن ذرعا مما يعاني في حياته اليومية .
لقد اخترت خير الكلام عنوانا لمقالي ' وهو كلام الله سبحانه وتعالى حيث قال ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعكم تتقون ' وهنا لم يبق مجال للتأويل والتبرير وحتى للقانون المدني اذا خالف كلام الخالق سبحانه وتعالى ، فليس لمخلوق ان يحرف او يبدل ما انزل على رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه.
من هنا فأن ما حصل في السنوات الاخيرة من تلاعب في القوانين والبحث عن المبررات وحتى التدخلات العشائرية احيانا قد ساهم بشكل رئيس بانتشار جرائم القتل وخاصة العمد منها ، والمجتمع اليوم يدفع ثمن ذلك من دماء الابرياء وفقدان الامن لا بل والاخطر من ذلك انتشار الجريمة المرافقة لعملية القتل بعد ان أمن القاتل ' الحكم المخفف واحيانا البراءة ' .
عندما فرض الخالق علينا ' القصاص ' وغيره من الاحكام الشرعية والحدود لم يترك باب الاجتهاد للبشر حتى يضع القوي القانون ويفرضه على الضعيف ولا المستغل على المسكين ولا الحاكم على المحكوم ، بل هي احكام عامة يجب ان تطبق على الجميع حتى يصبح المجتمع آمنا ويسود العدل والحق وحتى يأخذ الضحية حقه من المجرم في الدنيا قبل ان يحاسب على جرمه يوم القيامة .
لننظر اليوم الى اعداد جرائم القتل في الاردن ، ونسال كم من مجرم نفذ به ' القصاص العادل ' ؟ فالقاتل يقتل ولا مجال للعفو او الدية في جرائم القتل العمد مع سبق الترصد والاصرار كما يقال قانونا ، اما قتل الخطأ فكلنا نعلم ان الحق لولي امر الضحية ان يتنازل عن حقه الشخصي وبهذا يخفف الحكم وهذا لا خلاف عليه ولا يساعد ذلك في انتشار الجريمة او فقدان الامن وكلنا معرضون لمثل هذه القضايا .
من هنا فاننا اليوم بحاجة الى اعادة النظر بقانون العقوبات في جرائم القتل العمد وتنفيذ حكم الله في القاتل حتى يكون عبرة لغيره اولا وحتى يأخذ جزاء ما ارتكبه بحق نفس بريئة وبحق المجتمع ، ولا يجب ان نخالف شرع الله لارضاء مؤسسات ما يسمى المجتمع المدني وغيرها من الجهات التي تساهم بشكل كبير في دمار المجتمعات العربية والمسلمة وتنهي العلاقة الربانية بين العبد وربه لارضاء جهات يقال الكثير عمن يقف خلفها ومن يمولها.