أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
التربية: امتحان الثانوية العامة لجيل 2008 إلكترونيا وقف إطلاق النار في لبنان يدخل حيز التنفيذ صباح الأربعاء الملك يوجه رسالة في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني قرار قضائي بإشهار إعسار شركة تأجير سيارات سياحية كبرى التعليم العالي تعلن عن منح دراسية في النمسا - رابط "الجمارك": ضبط 10 أطنان تبغ ومعسل و60 ألف علبة "جوس" و10 آلاف سيجارة إلكترونية مخالفة الأردن يرحب بقرار اليونسكو الداعم لاستمرارية أنشطة الأونروا قرارات اقتصاديَّة تحفيزيَّة لمجلس الوزراء وتمديد العمل بقرار الدَّعم النقدي للمخابز وتثبيت أسعار الخبز الجمارك: التخليص على 550 سيارة كهربائية حتى مساء الثلاثاء الجيش ينفذ إنزالاً جوياً جديداً لمساعدات على شمال غزة تراجع فرص الامطار وحرارة صفرية الليلة بدء التسجيل الأولي للراغبين بأداء فريضة الحج تنفيذ 3372 عقوبة بديلة عن الحبس لنهاية تشرين الأول المنخفض يرفد السدود بـ470 ألف متر مكعب خلال 24 ساعة إصدار دفعة جديدة لمستحقي صندوق إسكان موظفي الأمانة
بحث
الأربعاء , 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


"قلب أوزيل" وسؤال الهوية

بقلم : د . عاصم منصور
28-07-2018 06:22 AM

'لدي قلبان أحدهما ألماني والآخر تركي'، بهذه العبارة البسيطة رد نجم الكرة الألمانية ذو الأصول التركية، مسعود أوزيل، على الحملة العنصرية التي اجتاحت ألمانيا محملة إياه المسؤولية عن النتائج المخيبة للفريق الألماني في المونديال العالمي الأخير وغامزة في قناة انتمائه للقميص الألماني. ولم تكن هذه الحادثة بمعزل عن الجو العام المشبع بالعنصرية الذي رافق هذا الحدث الرياضي، فها هو قطاع من الجمهور السويدي يحمل اللاعب من أصول آشورية تركية، جيمي دورماز، مسؤولية فشل الفريق السويدي، مضمنين ذلك إشارات عنصرية وصلت حد اتهامه 'بالداعشية'.
في المقابل، احتفى الفرنسيون بفريقهم البطل الذي يشكل المهاجرون من القارة الأفريقية جل عناصره رغم التسريبات العنصرية السابقة لأحد أبرز مدربيهم يشكو من خلالها طغيان الأفارقة على هوية كرة القدم الفرنسية ليذكرنا بقول عنترة:
ينادونني في السلم يا ابن زبيبة
وعند صدام الخيل يا ابن الأطايب
لا أظن أن عصرا ما قد شهد هذا الكم الهائل من الجدل فيما يتعلق بموضوع الهوية وصراع الهويات وإعادة تموضعها كما نشهده اليوم، فما الذي يجمع الناس على هوية واحدة، سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو حتى رياضية، وما العناصر اللازمة لتشكيل هوية ما؟
إن سلوك الناس ضمن المجموعات غالبا ما يكون مفاجئا ومزعجا، فما إن تتكون المجموعات حتى تبدأ بتفضيل أعضائها على الآخرين والتعامل من مبدأ 'نحن' الذين تختصر فيهم كل الصفات الإيجابية، و'هم' الذين نرميهم بكل مثلبة.
وهذا ما لخصه عالم النفس الاجتماعي مظفر شريف في تجربته الشهيرة 'Robbers Cave' التي قام من خلالها باختبار نظرية الصراع الواقعي للمجموعات التي تدرس النزاعات بين الجماعات وأسباب نشوئها، وخلص الى أن العداء بين المجموعات ينشأ نتيجة تضارب الأهداف والتنافس على الموارد المحدودة.
ولا يشترط أن تكون هذه الندرة حقيقية مثل الوظائف أو المال أو السلطة السياسية، وإنما يمكن أن تكون من خلال التنافس على هدف لا يمكن أن يظفر به إلا فريق واحد، لذلك نشهد ارتفاع منسوب العنصرية كلما شحت الموارد، فالعداء للمهاجرين يزداد كلما ارتفعت نسبة البطالة، والانقسام المجتمعي يزداد تجذرا كلما استأثرت فئة بالسلطة ومقدراتها.
نحن نرى هويتنا الشخصية من خلال هوية المجموعة التي ننتمي إليها، لذلك تجدنا ننظر الى مجموعتنا بعين الرضا التي هي عن كل عيب كليلة، ونرى المجموعات الأخرى بعين السخط التي تبدي المساوئ، فلكي نرفع من شأن مجموعتنا لا بد من مقارنتها بمجموعة أخرى أقل شأنا.
علما أن الخطوط الفاصلة بين المجموعات متغيرة وغير ثابتة، فكل واحد منا يتمتع بهوية مركبة منها ما هو موروث وما هو مكتسب ولا يمكن اختزالها في بعد واحد، لكن تحكمها تراتبية بين العناصر التي تشكل هذه الهوية والتي بدورها تتغير بتغير الظروف المحيطة، فتجدنا نعرف هويتنا من خلال انتمائنا الذي نراه مهددا بالخطر، وهنا يبرز دور السلطة في التدخل في إعادة صياغة وتشكيل المجموعات من خلال التركيز على جوامع معينة وإخفاء أخرى أو إبراز تناقضات قد تكون كامنة أو أقل أهمية لصرف النظر عن تناقض الناس مع السلطة نفسها.الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-07-2018 04:25 PM

Well said... Thank you

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012