أضف إلى المفضلة
السبت , 01 شباط/فبراير 2025
السبت , 01 شباط/فبراير 2025


إمبراطورية «التبغ الحرام» و «المملكة»: أين الخبر والمبتدأ في الأردن؟

بقلم : بسام البدارين
30-07-2018 05:01 AM

سوء حظ عاثر يرافقة توقيت أسوأ ليس أكثر وضع محطة «المملكة» الأردنية الوليدة حديثا أمام أصعب الاختبارات بعدما انفجرت ألغام «التبغ والتهريب والسجائر» بالتزامن مع بدء البث في المحطة، التي وعدت الجمهور بان تكون «خبر المبتدأ الأردني».
ما الذي يمكن أن يقدمه مايكروفون ولد بعسر للتو إزاء واحدة من أضخم فضائح الفساد التي كشفت في آخر ربع قرن؟
أشفق من قلبي على الزملاء، لأن شاشة «المملكة» حديثة الولادة لديها من التقنيات ما يفوق تقنيات التلفزيون الحكومي وتدربت فنيا على ذراع فريق خبير من «بي بي سي» وأعفت نفسها مسبقا من منافسة تلفزيون الحكومة ومحطة «الجزيرة» إخباريا عندما قالت إنها شاشة خدمة المجتمع الأردني فقط .
طبعا كان يمكن استغلال اللحظة.. وكان يمكن التلوين في تقديم تغطية مختلفة للشعب المتشوق لأي تفاصيل لها علاقة بخديعة السجائر الكبرى.
لكن لا يُلام الطاقم، فالمحطة وليدة وتتلمس طريقها، ومن الصعب أن تبدأ مسيرتها باشتباك مع قضية ضخمة جدا لا أحد في الأردن يعرف حتى اللحظة، كيف ولماذا نكش عش دبابيرها وكيف ولماذا ستنتهي، فالخصم هنا مجهول وابن ليل وقد تكون له أذرع في عمق الجهاز الرسمي.
المفارقة المضحكة أن محطة المملكة تأخرت عشرة أشهر على الأقل بسبب دائرتين في الحكومة هما «المواصفات والمقاييس» و«الجمارك» عند المصادقة على المعدات.
هما الدائرتان نفسهما اللتان تبين للشعب اليوم أنهما على الأقل «في الماضي» لم تقوما بالواجب الوطني والقانوني في «منع تسرب» عشرات المعدات الصناعية المهربة، التي تستعمل لسنوات في زراعة وانتاج التبغ الحرام.

العالم السفلي والتبغ

لكن الأردن بـ«المملكة» وبدونها على خريطة الشاشات العالمية اليوم والسببت حجم فساد التبغ المكتشف حديثا، والذي أخطر ما فيه أنه يوضح لنا نحن معشر المواطنين السبب المتواصل لأزمة «عجز الميزانية»، حيث يدخن الأردنيون بمعدل 5 مليارات دينار سنويا وتدفع الشركات المحترمة، فيما يتهرب من حقوق الدولة عشرات «الشبيحة» من تجار الغفلة وشبكة كبار اللصوص.
لا يريد التلفزيون الأردني التعامل مع المشهد، ويصر على أسطوانة «العرس عند الجيران»، لكن «بي بي سي» مثلا ومعها «سكاي نيوز» تعتبران ما يجري في «المبتدأ الأردني» خبرا كونيا وله علاقة بالإقليم، فيما تصر القناة الثانية في التلفزيوني الإسرائيلي على أن المسألة لا تتعلق بمجرد رجل أعمال مغامر يزرع ويصنع سرا السجائر، بل بشبكة إقليمية لتهريب التبغ والتجارة الحرام والمخدرات.
حكومة عمان لا تقول شيئا محددا وملتزمة بـ«النص» فقط، وهي تمارس الشفافية الموعودة حتى أن زميلنا الإعلامي أسامة الشريف سأل علنا: بماذا تختلف شاشة «المملكة» عن شاشة التلفزيون الأردني؟
عموما، قالها عضو البرلمان مصلح طراونة مبكرا.. «الباقي أعظم» فقد أكتشف الأردني أنه يسبح فوق بحر من المصانع السرية وأن بعض تلك المزارع المسماة كمناطق معزولة عن الدولة والقانون بأسماء شيوخ عشائر أو مسؤولين سابقين ما هي إلا أوكار للجريمة في الأساس.
هو العالم السفلي في الحالة النخبوية الأردنية والاكتشاف الصادم حصل بمجرد قرار «إداري» اتخذه رئيس وزراء جدي.. تخيلوا معي هول الصدمة لو صدر قرار سياسي سيادي بالإستمرار.القدس العربي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-07-2018 07:32 AM

تعب الوطن و المواطن من كثرة و طول مسلسلات الفساد و الاهم ان أبطالها أشباح و كأنهم مخلوقات فضائية يهبطون بالليل و يصعودون فى النهار و الأدهى أن كل الوطن يعرفهم و لكن سياسة الطبطبة و الفشل المركب و دون إرادة حقيقية لن يتغير واقعنا و لن نتقدم

2) تعليق بواسطة :
30-07-2018 04:33 PM

يعني بالله عليك يا محرر ,هذا مقال يخص الاردن ؟!

ترك المتهم الرئيس والمطلوب رسميا للدولة واتجه ل(العشائر) , والمواصفات والمقاييس .

عنزة ولو طارت.

3) تعليق بواسطة :
30-07-2018 07:29 PM

حتى لو كنت عالما نوويا او خريج اشهر الجامعات العالمية فانت متخلف كونك ابن عشيرة اردنية اردنية بنظر البعض ،واكرر واستطيع الان ان اذكر المئات والالاف من ابناء العشائر. كاتب السطور احد العازفين على هذه الالحان ولقد كان السم يقطر من قلمه في السطور الاخيرة من المقال ايها العازف بالنشاز .

4) تعليق بواسطة :
30-07-2018 07:34 PM

اتابع .. من تأمر على العشائر الاردنية ومن ذكرها بسوء فهو خائن لفلسطين اما كيف فان عدد الكلمات لا يسعفني كي اشرح لكن فهمها يعادل فهم عدو الاسلام للقرأن الكريم احتجتم 50 عاما لفهم ان وصفي التل كان الاصدق اخلاصا ووفاء لفلسطين من جميع قادتها الاحياء والاموات ومن تاجروا بها

5) تعليق بواسطة :
30-07-2018 09:29 PM

الدولة تبنى على الحرية الفكرية والمواطنة وسيادة القانون اما زمن المشيخات فقد عفى عليه الزمن. أو هل يوجد أردني واحد ليس باسم عشيرة؟!!

6) تعليق بواسطة :
31-07-2018 11:20 AM

(بآختصار...)

* ما حصل في قضية التبغ هو ببساطة عملية (تقديم الخبر على المبتدا)، اما جوازا أو وجوبا - حسب مناهج المدارس الابتدائية والاعدادية التي درسناها - في بواكير صبانا

* ولكن لأضيف أنه تم تقديم الخبر وجوبا كون (المبتدأ نكرة؟)، حسب المناهج المذكورة، الأمر الذي يسأل اين الخبر والمبتدأ في الأردن

7) تعليق بواسطة :
31-07-2018 04:39 PM

ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا

8) تعليق بواسطة :
31-07-2018 08:40 PM

يوجد فئات ماكرة وغامضة وتخفي اهوالا عظيمة تجني من ورائها مئات الملايين نفذت من ثنايا تعدد المسميات استثمار مناطق حرة مناطق تنموية، لم اسمع ولم اعلم عن المتاجرة بالبورصات والتي أثرى البعض من ورائها الا بعد تفجر القضية وعرفت بالبورصات الوهمية رغم مضي سنين عديدة على وجودها!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012