أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاعتداء على شرطي السير صدمة كبيرة للجميع ..بقلم : راتب المرعي الدبوش

بقلم : راتب المرعي الدبوش
30-07-2018 09:19 PM

صدمة كبيرة أصابتنا جميعا؛ جراء مشهد الاعتداء الجماعي الذي قام به المشاركون في موكب الزفاف، قبل أيام، على شرطي السير .

أظن أن شرطي السير لم يحسن تقدير الموقف، فكان كمن يقيم الصلاة في ملهى صاخب كبير، غاص بالغائبين عن الوعي والضالين عن طريق الرشاد .

كان على الشرطي، وهو رجل عسكري، أن يحسن تقدير الموقف بشكل سليم. وعندما أقول ( تقدير الموقف ) فإنما أعني مفهوما يعرفه العسكريون جيدا، أو يجب عليهم أن يعرفوه . وهذا لا يمنع أن يعرفه المدنيون أيضا.

هل تخيل شرطي السير أن بإمكانه إيقاف جميع السيارات المشاركة، وتحرير مخالفات لها، ولسائقيها ؟، أو إيقاف بعضها على الأقل ؟

هل تجاهل شرطي السير حالة الانتشاء الانفعالي، ومفعول الجرعة الزائدة من الشعور بالزّهْو المرَضيّ التي تصيب، عادة، أبناء مجتمعنا في مواكب الزفاف، والتخرج ، والنجاح في الانتخابات ؟.

هل نسي الشرطي أن المشاركين في هذا الموكب أردنيون، وليسوا من السويد ولا اليابان ؟.

ألا توجد في مناهج التدريب والإعداد لشرطة السير والمرور آلية معينة؛ للتعامل مع مثل حالات المواكب والمسيرات عندما تتجاوز قوانين المرور وآداب الطريق؟؟. إن لم تكن هذه الآلية موجودة ، فذلك نقص في المناهج، يجب أن لا يكون.

ومن الجانب الآخر، هل كان من الرجولة، أو المروءة، أن يترجل هذا العدد من الرجال من سياراتهم؛ ليعتدوا على شرطي فرد وحيد بهذه الصورة القبيحة، البشعة والمُـذِلّة ؟.

نحن لم نَــرَ في المشهد رجلا رشيدا واحدا ، حاول كفّ أيدي المعتدين، أو حماية ذلك الشرطي .. سيدة محترمة وحيدة، هي من حاولت ذلك، ولكن المتحمّسين (الأو....) لم يلتفتوا إلى إكرامها، ولم يحترموا مناشدتها لهم بالكفّ عن مواصلة الاعتداء .

المشهد صادم وقاسٍ بكل ما تعنيه الكلمة، ولكنّ ما هو كامن وراء المشهد الظاهر الخارجي المرئي – سيكون أشدّ قسوة، وأكثر إيلاما، لو تم الكشف عن هويات المشاركين في الاعتداء ..

انظروا إليهم جيدا: أعمارهم في الثلاثينيات، بنياتهم الجسدية متناسقة ، رشاقتهم ولياقتهم البدنية عالية( و متعوب عليها ).

انظروا إلى أناقة الملابس من بدلات، وربطات عنق، وقصات شعر..
كل ذلك وسواه يقول إنهم ليسوا عاطلين ولا متبطلين، ولا ( هم مجرد عيال جهّال ) بل هم على رؤوس أعمالهم، وبكامل ( قيافتهم ) الوظيفية .

أخشى أن يكون بينهم أساتذة جامعات، ومدّعو ريادة، ومهرة في تقديم أوراق العمل ، والمشاركة في ورشات العمل الكثيرة.

أخشى أن يكون من بينهم من يصدعون رؤوسنا ، كل يوم ، بالتنظير عن حب الوطن، ودولة القانون والمؤسسات، وعن ضرورة الارتقاء بسلوكاتنا، وتصرفاتنا.

ولكن أخشى ما أخشاه، هو أن يكون بينهم زملاء لهذا الشرطي،سواء في الجهاز نفسه، أو غيره من الأجهزة والمؤسسات ، حتى وإن تفاوتت الرتب والمراتب ، وتعددت المراكز والمناصب . هذا هو أسوأ ما أخشاه . وأرجو ألا يكون.

ما أنا متأكد منه تماما ، أن مسجلات سيارات هؤلاء ظلت قبل هذا (الآكشن ) وبعده ، تصدح بفائض مما يسمى بالأغاني الوطنية، مع أن الوطنية منها براء .

راتب المرعي الدبوش.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-07-2018 12:38 AM

مرة اخرى المشكلة ليست بتطبيق القانون بل المشكلة تكمن بضعف قانون العقوبات نفسه ,,, المشرع الكريم شريك بكل ما يحدث,,, تحياتي

2) تعليق بواسطة :
02-08-2018 12:14 AM


الشرطي لم يقم بإيقاف الفاردة أبدا
بل تم الاكتفاء بتسجيل أرقام المركبات بحيث يتم تدوين تقرير بالمركبات فيما بعد ولتلافي وقوع مشكلة مع أهل العرس
لكنهم رأوه وهو يسجل أرقام مركباتهم
الشرطي قدر الموقف جيدا
ولكن عناصر الفاردة لم يقدروا أنهم هم المخطئين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012