أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أين غابت التقاليد والقيم الأردنية مع طائرة أحلام ؟ موسى العدوان

بقلم : موسى العدوان
31-07-2018 06:59 PM


الفنانة الإماراتية أحلام، حظيت عند وصولها إلى مطار الملكة علياء الدولي قبل أيام، باستقبال شعبي مهيب لا يحظى به زوار رسميون مهمون. فقد كان في استقبالها مع الجمهور المغرم بالفن، إحدى سيدات المجتمع ذات المكانة الرمزية. وعندما ترجلت الفنانة من سيارة الليموزين، داهمتها تلك السيدة بالعناق الطويل بينما فرقة الغناء الشعبية تعزف ألحانها، مصحوبة بالغناء والزغاريد، وكأن حاملة البركة قد حطت رحالها على الأرض الأردنية. ولكن الضيفة الجليلة كانت في تلك اللحظة مشغولة بتسجيل فيديو استقبالها، دون أن تعير اهتماما كبيرا لمن أمطرتها بالقبلات والعناق.

على كل حال هذا جانب شعبي ليس لنا مأخذ كبير عليه، ولكن أن تكون في استقبالها على مدخل فندق إقامتها وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، وأن تُنقل الفنانة أحلام إلى البترا بطائرة عسكرية، يحف بها المسؤولون ورجال الأمن من الجوانب، فهذا أمر مستهجن وغير مألوف في بلادنا منذ تأسيس الدولة. وبهذه المناسبة أحب أن أذكّر القراء الكرام بالقصص الواقعية التالية :

1. في إحدى المناسبات قبل ثلاثة عقود استخدم رئيس وزراء سابق، طائرة عسكرية عمودية في زيارة لإحدى مناطق المملكة. وفي وقت لاحق تلقى لوما من مرجع أعلى لهذا العمل وطلب منه أن لا يكرره في المستقبل، علما بأنه وزير دفاع ترتبط به القوات المسلحة بفروعها الثلاثة.
2. في عام 2000 انقلبت سيارة على الطريق الصحراوي، كان يستقلها المرحوم محمد ابن الفريق مشهور حديثة الجازي رئيس هيئة الأركان الأسبق، فنقل المصاب إلى مستشفى الكرك بحالة خطرة. وتبين هناك أنه بحاجة لإخلاء سريع بالطائرة إلى مستشفى تخصصي، نظرا لصعوبة نقله بسيارة الإسعاف. ولكن لم تتم الاستجابة للطلب إلا بعد أن وقع ذووه على شيك بأجرة الطائرة قبل أن تقلع بلغ مقداره 15000 دينار.
3. قبل ذلك الحادث بأسبوع، كانت سائحة بريطانية قد تعرضت لحادث سقوط بسيط في البترا، فتم إخلاؤها إلى المدينة الطبية جوا بمرافقة طاقم طبي كامل، وعلى نفقة القوات المسلحة. وعند الفحص من قبل الطبيب تبين علما أن الحادث كان عبارة عن ( فكشة رجل ) فقط.
4. في عام 2014 تعرض الرقيب عودة الحواتمه من مرتب القوات المسلحة، إلى لدغة أفعى في محمية الموجب / لواء ذيبان بينما كان برفقة أخيه. ولعدم تمكنه من التقاط شارة الاتصال الهاتفي لإبلاغ الدفاع المدني وأهله بما حدث ارتقى إلى مكان مرتفع. وعندما استجاب الدفاع المدني للطلب ووصل إلى أقرب مكان للموقع، لم تتمكن سيارة الإسعاف من الوصول إلى الملدوغ بسبب وعورة المنطقة ذات الطبيعة الجبلية. أما المناشدات المتواصلة للجهات الرسمية في إرسال طائرة عمودية لإنقاذ حياة الرقيب عوده فلم تثمر عن نتيجة.

أخيرا تمكنت كوادر الدفاع المدني والأهالي، من نقل الملدوغ على ظهر حمار، وإيصاله إلى سيارة الإسعاف وهو في حالة غيبوبة، وتم نقله إلى مستشفى الأميرة سلمى في ذيبان. فتبين أن المستشفى غير مجهز للتعامل مع هذه الحالة، وجرى نقله إلى المدينة الطبية بسيارة الإسعاف رغم طول المسافة. ولكن الأطباء لم يستطيعوا إنقاذ حياته، بعد أن استشرى السم في جميع أعضاء جسمه فتوفاه الله. ( رحم اههم المتوفين جميعا ).

وهذا الحال يطرح التساؤلات التالية : ما الذي يحدث في بلدنا العزيز من تغييب للقيم والتقاليد الأردنية العريقة ؟ لماذا يجري استقبال فنانة بالأهازيج والزغاريد في مطار الملكة علياء الدولي، ومن ثم استقبالها من قبل وزيرة السياحة على مدخل الفندق؟ ألم يكن بالإمكان إرسال مندوب من هيئة مهرجان جرش أو من الوزارة إلى الضيفة المكرّمة، والترحيب بها باسم الحكومة إذا كانت مهمة لهذه الدرجة ؟ ولماذا تتم استضافتها من قبل ذوي الشأن ( على الغدوات والعشوات )، وأخيرا دعوتها لزيارة مؤسسة نهر الأردن الرسمية ؟

من الذي أمر بنقل الفنانة إلى البترا بطائرة عسكرية، حتى وإن كانت مقابل الثمن منها أو من غيرها ؟ وهل هذا الإجراء سيصبح تقليدا أردنيا، لاستقبال الفنانات والفنانين مستقبلا ؟ لاسيما وأنهم قادرون على دفع أجرة الطائرات العسكرية بسهولة إذا لم يجرِ التبرع لهم بالطائرة من أصحاب الشأن ؟ فهل أصبحت طائراتنا العسكرية هذا اليوم وسيلة نقل عمومية، تؤجر لمن يدفع الثمن كما هو حال شركات التاكسي : أوبر وكريم ؟

وأخيرا أرغب أن أختم مقالي بالاقتراح التالي : طالما أن الدولة ترفع شعار ' الإنسان أغلى ما نملك ' أرى من الأجدى أن يتم تخصيص طائرة إخلاء طبي مع طاقمها، ترتبط بمرجعية معينة لإخلاء الحالات الإنسانية، التي يصعب نقلها بسيارة الإسعاف، إلى المستشفيات المطلوبة دون مقابل. وإذا كان العائق ماديا، فأقترح الاستغناء عن عدد من المؤسسات الخاصة، التي تكلف الدولة مبالغ طائلة دون مردود نافع، وتحويل مخصصاتها المالية لهذا المشروع الإنساني العظيم، تيمنا بطائرة الفنانة أحلام وتحقق أحلامنا التي نتمناها . . ولا يضيع الله أجر من أحسن عملا.

التاريخ : 31 / 7 / 2018

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-07-2018 07:32 PM

صغرت احلام الاردنيين فكبرت احلام الاخرين علينا

2) تعليق بواسطة :
31-07-2018 08:25 PM


نعتذر

3) تعليق بواسطة :
31-07-2018 09:13 PM

عليه العوض ومنه العوض

4) تعليق بواسطة :
31-07-2018 09:18 PM

اذكر واقعة حصلت لوزيرة أوروبية لاستخدامها طائرة عسكرية لأغراض شخصيةحيث قامت بتقديم استقالتها.
أنا مع مبدأ عدم استخدام اَي وسيلة طيران عسكرية لأغراض غير مخصصة لها أبدا.
الملفت للنظر للاخوة الطيارين بأخذ الصور التذكارية للمفاخرة والذي يتنافى مع واجباتهم والبقاء داخل طائرتهم.

5) تعليق بواسطة :
01-08-2018 02:32 AM

الزائرالراغب بزبارة البترا (والمستعد لكلفة النقل الجوي) او المريض في حالة الخطر لا يهمهم ان تكون الطائرة عسكرية ولا يريد التقليل من التقاليد الاردنية بل على العكس فان هناك ملايين الأشخاص يتابعون ذلك المشهور فيقدم خدمة دعائية سياحية مجانية ولكن الخلل هو في عدم توفر خدمة النقل الجوي المدني .

6) تعليق بواسطة :
01-08-2018 06:51 AM

(مجرد استفسار...)

* لماذا لا يتم توفير عدد متواضع من الطائرات (طائرتين أو ثلاثة) على أكثر تقدير، مجهزة لغايات الاخلاء الطبي الصرف في حال وقوع طاريء، وذلك أسوة ببعض البلاد، تجنبا للمفاضلة ما بين الموطنين الذين يحتاجونها كما وتعزيز القدرات الطبية الطارئة، وتجنبا لاحراج الدولة من القيل والقال؟

7) تعليق بواسطة :
01-08-2018 10:54 AM

يا ابا ماجد: مشاهدة الصور التي نشرتها احلام نفسها تكفي للاجابة عن جميع اسئلة كيف؟ ولماذا؟ ومن امر؟ ومن وافق؟ ومن اوعز؟ وكيف حصل؟ ..... ومن ثم الاجابة على أكبر سؤال وهو من يجرؤ ؟؟؟؟؟!!!!!! شافاك الله وعافاك يا وطني.

8) تعليق بواسطة :
01-08-2018 11:18 AM

أسعد الله أوقاتك الباشا موسى العدوان؛
الفنانه أحلام وانا لست من معجبيها إطلاقاً وليست تيبي بالغناء ولكن هي تعتبر نفسها ملكة واستطاعت أن تتفوق... وجميع الأبواب تُفتح لها وذلك بسبب ثروتها وبسبب زوجها الذي رفع من شأنها ولا تنس أخي أن الهاجري قطري وثري ومن عائلة كبيرة بقطر ورالي عالمي

9) تعليق بواسطة :
01-08-2018 11:20 AM

راحت على فراس العجلوني وموفق السلطي الله يرحمهم

10) تعليق بواسطة :
01-08-2018 11:26 AM

أما الطائرة العسكرية فهذا لضيق الحال ولعدم توفر طيران بديل سياحي مستأجر, وربما هذه الحالة أو الظاهرة ستعيد نظر شركات الطيران ووزارة السياحة ووزارة النقل بإيجاد طائرات صغيرة خدماتية في المستقبل وستكون أحلام الهاجري راعية له والمحرضة والمستفزة لوجود خدمة جوية سياحية أو شراعية كما كان بالماضي وستشكر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012