أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قانون القومية اليهودية ونكبة فلسطين الثالثة

بقلم : الشريف محمد خليل الشريف
06-08-2018 05:52 PM

تعتبر ارض فلسطين من أكثر المناطق على وجه الأرض أن لم يكن أكثرها تعرضا للغزوات والحروب والمؤامرات وان كان قد أطلق عليها ارض السلام إلا أنه قد تم اغتصاب السلام على أرضها وكان ٱخر المغتصبين اليهود الصهاينة حيث تعرضت على أيديهم في عصرنا هذا إلى ثلاث نكبات كانت أولها نكبة ١٩٤٨ بمساعدة بريطانيا وتواطؤ بعض الأنظمة العربيه ثم النكبة الثانيه ١٩٩٣ بمساعدة امريكا وربما غباء أو تواطؤ قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والنكبة الثالثة بتاريخ ١٨ يوليو من هذا العام على يد الصهاينة بمباركة امريكية وقد كانت النكبة الأولى باحتلال أراض فلسطينيه وإقامة الكيان الأسرائيلي أما النكبة الثانية فقد كانت الأقرار والأعتراف من رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية بهذا الكيان وها هي النكبة الثالثة باعتماد الكيان الأسرائيلي المحتل قانون القومية أو للتوضيح اكثر قانون يهودية الدولة على كل ارض فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ وكذلك المحتلة عام ١٩٦٧ وهنا لم يتبق لأسم فلسطين إلا قطاع غزه العزة والصمود والتي انسحب منها أرئيل شارون بجيشه مجبرا والتي تحاك عليها كل المؤامرات لتكون هي دولة فلسطين حسب الرؤية الصهيونية وتبني دونالد ترامب الرئيس الأمريكي لها تحت مسمى صفقة القرن.

ان الكيان الأسرائيلي منذ ولادته غير الشرعية وهو يعمل من أجل هذا القانون إلا أن توحد العرب حول قضية فلسطين واعتبارها قضيتهم المركزية والمطالبة دائما بالحقوق الفلسطينية كانت الصخرة وكالجدار الفاصل بينهم وبين حلمهم ، وقد رأوا أن المناخ العالمي والأقليمي والمحلي قد أصبح ملائما لأعلانه حيث الدعم الأمريكي اللامحدود للكيان وتبنيه للقدس الموحدة كعاصمة للكيان وتشجيعه للأستيطان والدفاع عن الكيان ومجازره وكل أفعاله في الأمم المتحده وكل المحافل الدولية ، وتسابق بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الأسرائيلي ولم يعد هذا مخفيا او من خلف الستار بل أصبح علنيا وجهارا سواء بالأتفاقيات المختلفة أو الزيارات المتبادلة ، والسبب الأهم هو المحلي على الأرض الفلسطينية وبين الشعب الفلسطيني حيث الأنقسام وخاصة بين أكبر حركتين على الساحة الفلسطينية فتح وحماس وربما لم يعد الكيان الأسرائيلي ينظر لحركة فتح بالعدو وخاصة أن قيادتها هي من تتحكم بالسلطة الفلسطينية في رام الله التي على علاقة جيدة معه وخاصة من خلال التنسيق الأمني وتبادل المعلومات حول المقاومة ورجالها وتبادل اعتقالاتهم ولم يتبق إلا حركة حماس وحركات المقاومة في غزة العزة والصمود والتي لن يكون لها الأثر الكبير سواء إقليميا أو عالميا حسب وجهة نظر الكيان الأسرائيلي لأن أهل غزة العزة رغم كل بطولاتهم ومقاومتهم إلا أن اثني عشر عاما من الحصار جعلهم على حافة الموت ومن خلال هذا الموت المفروض عليهم مازالت بطولاتهم مستمرة وتستمر معها قوافل الشهداء في تحد واضح للكيان مطالبين بحريتهم وحقوقهم .

أن قانون القومية الذي صادق عليه كنيست الكيان الأسرائيلي هو قانون أساس القومية اليهودية وينص على أن ( الكيان الأسرائيلي ) هي الدولة القومية للشعب اليهودي وان اللغة العبرية هي اللغة الرسمية للكيان ولم تعد اللغة العربي رسمية بل ذات مكانة خاصه كما ينص القرار على أن حق تقرير المصير في الكيان الأسرائيلي يقتصر على اليهود والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط كما نص ايضا القدس الكبرى والموحدة هي عاصمة للكيان الأسرائيلي ، وقد جاء هذا القانون لتكريس وتثبيت مايقوم به الكيان المحتل من تغيير وطمس لكل ماهو عربي واسلامي وخاصة ماتقوم به في المسجد الأقصى المبارك سواء فوق الأرض أو من حفريات تحت الأرض .

أن قانون القوميه اليهودية أو الدولة اليهودية يمهد لتطهير عرقي ضد الفلسطينيين على أرض فلسطين العربية التاريخية وهو بمثابة حرب شاملة على الفلسطينيين بما يحمل من عنصرية وتمييز عنصري وهو تحد واضح للعالم والأمم المتحدة وكل المواثيق الأنسانية والدولية بأن الكيان الأسرائيلي هو لليهود فقط وكذلك القدس العربية هي عاصمة هذا الكيان اليهودي الصهيوني وعلى ذلك وحسب القانون يمكن ترحيل كل عربي ومسلم عن مدينة القدس إن لم يكن عن كل فلسطين المحتلة باعتبارها حسب قانون القومية اليهودية هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي والذي يحق له التجمع على أراضيها ، انها رسالة واضحة للشعب الفلسطيني مفادها لا مجال لوجودكم هنا ولا حق لكم عندنا كما انها رسالة إلى العالمين العربي والإسلامي بأن هذه الأرض يهودية ولا حق ولا مقدسات لكم عليها وهذا يعني نكبة ثالثه لفلسطين وشعبها .

رغم كل هذه الرسائل الصهيونية وما في قانون القومية اليهودية مر مرور الكرام مثل حدث طبيعي كهبوب الرياح أو ارتفاع درجات الحرارة وكأن الأنظمة العربيه وقادتها وكذلك الشعوب العربيه لم تسمعه أو انها لم تقف عنده لتحليله والوقوف على مافيه من نكبة جديدة فاقت في خطورتها كل مامرت به الأمة العربية من نكبات ونكسات ام أن الرسالة اليهودية الصهيونية قد وصلت لقادة الدول العربية وغضوا الطرف عنها وهذا يعني الرضوخ والموافقة وان النكبة واقعة حتما ، ام يحق لنا أن نسأل ماذا انتم فاعلون ياقادة وزعماء الأمة ...

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012