أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


من لاجئين إلى مواطنين .. بقلم : المهندس سليم البطاينة

بقلم : سليم البطاينة
11-08-2018 06:32 PM

عنوان المقال هو إسم لكتاب صدر عام ( ١٩٩٦) لمؤلفته الأمريكية (دونا أزرت) استاذة القانون الدولي بجامعة سيراكيوز بنيويورك تضمن مشروعاً مقترحاً يرمي إلى استيعاب إقليمي للاجئين الفلسطينيين في الدول العربية التي يعيشون فيها حالياً، واشتمل الكتاب أيضاً على كم كبير من الأفكار والمعطيات الهامة المتعلقة بالخلفيات والسيناريوهات المُحتملة لقضية اللاجئين، وكان الهدف من ذلك الكتاب هو تزويد صانعي القرار والمشاركين في عملية السلام بالشرق الأوسط في ذلك الوقت من الزمن، وفِي عام (١٩٩٩) أصدر الأستاذ عدنان ابو عودة كتاباً من ٢٩٤ صفحة وباللغة الانجليزية بعنوان (الفلسطينيون والمملكة الاردنية الهاشمية في العملية السلمية بالشرق الأوسط) وكان بدعم كامل من (المعهد الامريكي للسلام USIP) وطرح فكرة توطين الفلسطينيين في الدول العربية التي يقيمون بها حالياً، ونتنياهو أيضاً في كتابه (مكان تحت الشمس) لم يختلف على طرح دونا أزرت وأبو عودة، وقال انه يجب على اسرائيل العودة إلى مبدأ توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأماكن التي يتواجدون بها، ودعا الدول العربية صراحة في المساهمة في ذلك.
فذلك كان حلم بن غوريون وموشيه ديان بتقسيم الاْردن وتفكيك لبنان وضم الجنوب اللبناني حت نهر الليطاني، وإنشاء دولة مسيحية، وكان موشي ديان اكثر اندفاعاً بقوله بانه لا حق للأردن في الوجود لانه 'كيان مصطنع' على حد زعمه؟ فتلك المؤمرات ليس من الحكمة إنكارها فهي موجودة في الفكر الصهيوني، فاسرائيل تربطها ثلاثية تربط المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية ربطاً استراتيجياً وهي (يهودية الدولة والديموغرافيا والترانسفير ، وهذه الثلاثية مرتبطة بخيار الوطن البديل فالساسة والنخب الاردنية استخدموا مصطلح الوطن البديل كفزاعة بمعناه الفضفاض لتحقيق مكاسب داخلية؟ لتجنب أجراء أية إصلاحات تحت ذرائع وحجج الهوية الأردنية ، فالزميل جميل النمري قال في أحد مقالاته (هل الوطن البديل مجرد فزاعة أم خط حقيقي) فالبحث الأن يجري وبضغط أمريكي على أقامة اتحاد فدرالي أو كونفدرالي على ما تبقى من أراض الضفة الغربية دون القدس أو مع الفلسطينين دون أرض.
فسابقاً كان الأردن ضمن بيئته الجغرافية السياسية يعتمد على التوازونات الأقليمية أعتماداً أساسياً لضمان أمنه والمحافظة على بقائه ، وكانت أسرائيل تعتبر الأردن أكثر من وطن بديل للاجئين الفلسطينين ؟ فعلى الرغم من الأصرار الأردني حتى الأن بالحفاظ على الهوية الأردنية ، فالسياسة الأردنية أحياناً تحافظ على نوع من الهدوء مع اسرائيل ويعود ذلك أن الأردن يعاني من أختلال في العلاقات العربية وإفتقارها إلى قاعدة من الثقة والمصداقية.
أسئلة ومخاوف مشروعة، فالسؤال يقود الى الشك والشك يقود الى اليقين ، فعلى عكس نظرية المؤامرة فأن صفقة القرن تكتسب قوة وجاذبية بين الكثيرين فمروجو الصفقة بين موقفين متعارضين في المنطقة، فالأول عقائدي يشير إلى أن الفلسطينيين سيكونوا الخاسرين باي اتفاق سلام مع اسرائيل، وأخر برغماتي مدفوع بالخوف من ان الوضع الراهن سيضر في نهاية المطاف بالقضية الفلسطينية، لكنه بنفس الوقت يشجع على عقد سلام مع اسرائيل، والبعض يرى أن البراغماتية ليست خيانة، علماً بأن صفقة القرن والتي تتألف من (١٣بنداً ) لا تتضمن كلمة حل عادل أو عملي لموضوع اللاجئين وحقهم في العودة إلى ديارهم، فالصفقة أسقطت هذا الحق ولا تعترف به .
ففي خمسينات وستينيات القرن الماضي كانت قضية اللاجئين الفلسطينيين ضمن أولويات السياسة الأمريكية، وكانت قائمة على ضرورة حل القضية بشكل عادل، أما في عقد التسعينات والألفين فقد تميزت السياسة الأمريكية بصورة أكثر وضوحاً بجانب اسرائيل ، فخلال رئاسة بيل كلينتون توقفت الادارة الامريكية عن التصويت لصالح التجديد السنوي لقرار (١٩٤) في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ثم تحول بعد ذلك للتصويت ضد هذا القرار بحجة ان المفاوضات هي المرجعية في موضوع اللاجئين، والرئيس أوباما صرح وبأكثر من مناسبة أن اللاجئين يجب عودتهم إلى الاراضي الفلسطينية وليس إلى أسرائيل فالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية يعني أن لا حق لأي لأجىء فلسطيني في العودة اليها؟
أردنياً البعض يرى أن هنالك كبوة تتصدر المشهد السياسي الأردني، فالأردن تحمل أزمات المنطقة وحروبها وما نتج عنها من هجرات سببت أزمات عميقة أدت إلى تغير ديموغرافي سريع سينتج عنه إعادة تشكيل الخارطة السكانية الاردنية! فالأردن الصغير والكبير هو جزء من خرائط متعددة أصدرتها عدة مراكز أبحاث غربية وأسرائيلة والهدف منها سرقة التاريخ واللعب بالديموغرافيا لتصفية القضية الفلسطينية، فالتاريخ الأردني شهد جذوراً عميقة لفكرة الأردن وهوياته المتعددة، والذي سيقودنا دون محالة إلى معطيات جديدة بديموغرافية سكانية نراها الأن بطور التشكيل.
فيبدو أنه كلما تغيرت الخريطة تغيرت معها أدوات الصراع، فالأردن يتعرض لوضع أقتصادي مترد وهنالك محاولات كبيرة لاضعاف دور الأردن وتفتيت جبهته الداخلية وأضعاف هيبة الحكم فيه، وإشغاله بتحدياته الأقتصادية، فالأردن يتعرض لضغوط أمريكية كبيرة هذه الأيام لتخفيف حدة انتقاداته ومواقفه الرافضة لقرارات الرئيس ترامب، وعلى الطرف الأخر هنالك أطراف عربية تعمل على أبعاد جلالة الملك عن ملفات المنطقة وتخريب علاقته مع الادارة الامريكية، فالملك متخوف من أجتماعات الغرف المغلقة بواشنطن وما يتم حياكته حول صفقة القرن والتي تم البدء بتنفيذها، فوصف الرئيس الأمريكي بأنه لن يعطي أحداً إتذاراً مبكراً لفزض الصفقة ، فهو سيضع الجميع أمام الأمر الواقع وسيقول لهم هذه هي خطتي وعليكم التنفيذ.رأي اليوم

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-08-2018 07:44 AM

(حق العودة أو التعويض... بالأرقام والخرائط الوهمية)

* أذكر تقارير غربية واسرائيلية في بدايات الربيع العربي، تم فيها رصد ((رقم وهمي)) يدفع للفلسطينيين اللاجئين لتعويضهم عن حق العودة، حيث قدر الرقم الوهمي ب (44) مليار دولار، يدفع من موازنة المنظمات الدولية ودول مانحة قادرة على التعويض !!!

يتبع

2) تعليق بواسطة :
12-08-2018 07:59 AM

* أما بالنسبة ((للخرائط الوهمية)) الخاصة ((بالأردن الجديد)) بعد التعويض، فتضمنت آنذاك ضم أجزاء من دول تحد الأردن (شرقا وشمالا وجنوبا)الى الأردن !!! الأمر الذي أثار حفيظة هذه الدول وصدقتها آنذاك، ما شكل بداية لأخذ هذه الدول مواقف سلبية جدا من الأردن لا لشيء، الا آستنادا الى خرائط وهمية تم نشرها ...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012