أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


من المستفيد من الإرهاب الذي ضرب الأردن؟..بقلم د. شهاب المكاحلة

بقلم : د. شهاب المكاحلة
14-08-2018 05:38 PM


أعادت الجريمة الإرهابية التي ضربت مدينتي الفحيص والسلط المزيد من الجدل: هل ما حصل في الأردن في 10-11 أغسطس هو الثمن الذي يدفعه الأردنيون لمواقفهم من عدد من القضايا الإقليمية ومنها ملف القدس؟ هل هي تصفية حسابات مع القيادة الأردنية من لاعبين إقليميين ودوليين؟ هل هي عملية انتقام من الأردن شعباً وجيشاً وقيادة؟ أم أن المحرك للإرهاب في كل من سوريا والعراق واليمن وغيرها أراد توجيه رسالة إلى من يهمه الأمر في الأردن بأن “لا تعلو علي” نظراً لعزم المملكة التنسيق مع سوريا لإعادة تشغيل معبر نصيب – جابر الحدودي لما في ذلك من إضعاف “العقوبات الاقتصادية” المفروضة على الأردنيين لتركيعهم لتقديم التنازلات السياسية المطلوبة بل والتوقيع على “بياض”.
يبدو أن هذه الأسئلة على طاولة البحث لدى القيادة الأردنية وهذا ما يُستشَف من كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في اجتماع لمجلس السياسات الوطني أن الأردن فك شيفرة الرسالة الإرهابية ومرسليها ومنفذيها وداعميها وأن الدولة الأردنية لن تتوانى في محاربة الظلاميين.
حين أتابع شخصاً يتحدث، أدقق في تعابير الوجه وحركة اليدين والنطق للعبارات لأنها تعكس معالم ما وراء التعبيرات اللغوية. ولعل ما شاهدته من كلمة الملك عبدالله الثاني يعكس ألماً كبيراً يعتصر قلبه ولكنه لا يستطيع البوح بمن تسبب به لأن اللاعبين من الخارج والمنفذين من الداخل. وتعكس عبارات من مثل أنَ الأردن “سيحاسب كل من يمسُ بأمن البلاد وسلامة المواطنين”، وجماعات “ظلامية” تستهدف أمن البلاد، وعزم الأردن على “القضاء على الإرهاب ومحاسبة كل من يحاول المساس بأمن الأردن” ما تسعى إليه القيادة من أجل مقاومة الفكر الإرهابي والتطرف وداعمية ومشغليه ومموليه ومنفذيه.
في المقابل حين يستمع المرء لما قاله وزير الداخلية الأردنية بأن التحقيقات السرية الجارية حالياً مع العصابة الإرهابية التي تم ضبطها في السلط أوصلت الأجهزة الأمنية إلى عبوات ناسفة ومواد حامضية تم دفنها في إحدى مناطق السلط وتم تفجيرها، يدرك أنه ما كان بإمكان هؤلاء لوحدهم تكديس وترتيب كل تلك المواد وتجميعها دون تنسيق أو تنظيم داخلي وخارجي. ولا أدري كيف يُقال إن العملية الإرهابية لم تكن منظمة علماً بأن بنك الأهداف للعملية كان المزيد من النقاط الأمنية وتجمعات شعبية. فكيف يكون العمل غير منظم وتم تفجير العبوة الناسفة بدورية للشرطة عن بُعد؟
تُرى بماذا كان يفكر الملك حين قال: “ظلاميين” و”خوارج”. حين أوعز القائد الأعلي للقوات المسلحة بالتمتع بمعنويات عالية والضرب بيد من حديد فإنه يعني ضرب الظلاميين وداعميهم وراء الحدود ممن أشاعوا في المجتمع حالة من البلبلة في الفترة الماضية وخططوا لإضعاف المجتمع بل وتدميره بحرب الإشاعات. فما لم يقدروا عليه عسكرياً وسياسياً وإعلامياً ودبلوماسياً أرادوا الحصول عليه عبر رسائل إرهابييهم لممارسة المزيد من الضغوطات على الشعب والقيادة لتقديم المزيد من التنازلات.
لاحظ الجميع أن عملية السلط تشبه عملية الكرك وإربد، لأنها دشنت خط استهدافات جديداً. ويبدو أن الأردن يشهد أحلك أيامه ولياليه بسبب الصراعات الإقليمية والدولية من حوله ونظراً لموقعه الجيوسياسي تعاني المملكة مما تعانيه اليوم. وأخشى أن لا يكون عقاب الأردن بافتعال الإرهاب لتنازلات جيوسياسية مثلما حصل مع بعض دول الإقليم. الإرهاب اليوم بأيادٍ أردنية وعقول إقليمية ودولية لتصفية حسابات.
وحمى الله الأردن وشعبه وقيادته وليخسأ الخاسئون.
واشنطن

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012