أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


صفقة القرن: لدينا خيارات

بقلم : مروان المعشر
15-08-2018 05:48 AM

بداية، رحمة الله على شهدائنا الأبرار وتحية لأجهزتنا الأمنية، ولوطننا الحبيب العصي على كل المؤامرات.

ما يزال موعد الإعلان عن صفقة القرن سيئة الذكر غامضا، وهناك من يقول إن الإدارة الأميركية أجلت هذا الإعلان لما بعد الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة؛ أي بعد شهر تشرين الثاني المقبل. كما لم تعلن تفاصيل الصفقة رسميا، ولو أن الولايات المتحدة بدأت باتخاذ خطوات خطيرة لتنفيذ الصفقة عبر محاولة سحب ملفات رئيسية من أي اتفاق مستقبلي، وهي القدس واللاجئون وقطاع غزة، والتفاوض فقط على الباقي.

تحاول الولايات المتحدة أن تمرر صفقة لا تتضمن الحد الأدنى من المطالب العربية والفلسطينية، ولا يمكن لأي زعيم فلسطيني أو عربي القبول بها، بل ليس هناك من مواطن عربي عاقل يمكن له أن يقبل بمثل هذا 'الحل' الذي هو بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية ورضوخ كامل لإسرائيل.

الكل متفق على ذلك أردنيا، رسميا وشعبيا، وبعيدا عن مزايدات المنافقين والمتملقين والمتاجرين بالقضية. القضية التي أمامنا لا تتعلق باختلاف الآراء حول الصفقة، فليس هناك من اختلاف حول مدى إضرارها بالقضية. السؤال الذي يجب أن يطرح رسميا وشعبيا اليوم هو ماذا نحن فاعلون تجاهها. هل نكتفي بالإدانة والشجب وتوجيه الاتهامات ونشعر أننا أدينا دورنا، بينما تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل على تغيير الحقائق على الأرض يوميا؟

حان الوقت لوقفة جادة لمنع قيام هذه الصفقة. بيت القصيد أن أي إجراء أميركي أو إسرائيلي لن يكتب له النجاح على المدى الطويل ما دام الشعب الفلسطيني صامدا على أرضه، لأن مثل هذا الصمود سيؤدي في العقود القليلة المقبلة الى أغلبية واضحة للفلسطينيين داخل الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل اليوم، ويعلمنا التاريخ أن ما من قوة استطاعت أن تفرض حكم الأقلية على الأغلبية الى أبد الآبدين.

صمود الفلسطينيين على أرضهم مصلحة أردنية عليا إذن، إضافة الى أنها بالطبع مصلحة فلسطينية، ويحتاج الى استراتيجية أردنية وعربية واضحة لدعمه. المقاربة الأردنية والدولية الحالية مع إسرائيل حاولت ولم تنجح في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. حان الوقت لمقاربة جديدة اليوم لدعم الشعب الفلسطيني على أرضه، ودعم جهود جلالة الملك الرافضة لصفقة القرن، ومنع فرض حل على حساب الأردن، قوامها:

1. وقف أشكال التطبيع كافة مع إسرائيل والتعاون الأمني معها، فلا يعقل أن تعمل إسرائيل ضد المصلحة الأردنية العليا بينما نستمر بوجود أي علاقات تطبيعية معها.

2. إلغاء اتفاقية الغاز مع إسرائيل؛ إذ من غير الطبيعي أن تحاول إسرائيل تنفيذ صفقة القرن والاستيلاء على القدس بينما نشتري الغاز منها، بغض النظر عن أي اعتبارات اقتصادية، فهذا موضوع وجودي وليس اقتصاديا.

3. اتخاذ قرار حكومي ونيابي بعدم تجديد اتفاقية تأجير أراضي الباقورة، ولا يوجد دوليا من يستطيع أن يقول إن في ذلك خرقا لاتفاقية السلام التي تعطي الأردن الحق الكامل في عدم تجديد هذه الاتفاقية.

4. التنسيق مع الدول العربية لدعم صمود الفلسطينيين على أرضهم ماديا ومعنويا، وليس صعبا إيجاد صندوق عربي يقدم دعما سنويا جادا للسنوات العشرين المقبلة لمنع تهويد الأراضي العربية وإيجاد فرص عمل للفلسطينيين على أرضهم.

هذه مسؤولية وطنية نتحملها جميعا، حكومة ومجلسي نواب وأعيان ومسؤولين سابقين ومنظمات مجتمع مدني، نقف من ورائها خلف جلالة الملك ونقوم بدورنا كمجتمع متكامل، فنكون قد قدمنا خدمة جلية للوطن وللقضية الفلسطينية، ولمستقبلنا كأمة عربية على هذه البقعة من الأرض.الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-08-2018 07:27 AM

كل كلامك على عيني وراسي الا حكاية صندوق الدعم ..............

2) تعليق بواسطة :
15-08-2018 01:57 PM

محاولة بائسة ويائسة .

البعض يحاول جاهدا تقديم نفسه للمرحلة القادمة بفكر كارنغي!

3) تعليق بواسطة :
15-08-2018 03:10 PM

ولابد أيضا من الترويج لمدنيةالدولة بحيث تسهل حركةاللجوء والتهجير الناعم تحت رايات مؤسسات التمويل الأجنبي،تجنيسا وتوطينا، ولاضير من عقد إجتماعي جديد يرجح كفة مستعربي مراكزالإستطلاع ،لتذويب العائلات والعشائر في بطن حوت التوطين الصهيومدني

4) تعليق بواسطة :
15-08-2018 04:49 PM

يا عمــي الله يجازيك خير ، لكن مونتاجكم للتعليق ذكرني بقانون مطبوعات طيب الذكر ما غيره ...............

5) تعليق بواسطة :
15-08-2018 10:18 PM

أخ مروان الأكرم،
إن ما قدمته من إقتراحات جيّد وفعّال وقد يرفع فرص النجاح لتصل ١٠٪،والسؤال المطروح هو؛ هل لدينا رسميا الإراده والقدره على الوقوف أمام مخططي صفقة القرن؟ إذا توفرت الإراده فستخوننا القدره لأن المجازفه كبيره وأقل مخاطرها هو على الدينار الأردني. لقد وضعتنا الحكومات المتتاليه والتصرفات الإ

6) تعليق بواسطة :
16-08-2018 01:25 AM

لماذا لا أسمع لخطابات مروان المعشر ومن هم على شاكلته:
١- أول سفير أردني في الكيان الصهيوني.
٢- نائب رئيس مؤسسة كارنيجي المتصهينة.
أُقارن بين خطابات حسن نصرالله وأرى إنجازاته أرتفع سمواً وفخراً أني عربي، وأُقارن خطابات المعشر وعباس ومن هم على شاكلتهما وأرى إنجازاتهم ف " أ . أ . أ.ع"!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012