أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


وهم وخديعة تحول السلطة لدولة فلسطينية!

بقلم : صابر عارف
24-08-2018 06:57 AM

يبدو ان سلطة الأمر الواقع الفلسطيني ما زالت على غيها باتباع سياسة زرع الأوهام وتوظيف وتجيير منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها المختلفة وآخرها المجلس المركزي الفلسطيني الذي انعقد في رام الله مؤخرا لخدمة سياستها القائمة على الوهم والتوهيم فيما مضى، التي تطورت منذ ربع قرن من الزمن لتصبح سياسة للخداع السياسي المعلن، وعلى عينك يا تاجر.
فيما مضى من سنوات وتحديدا أيام حكومة الدكتور سلام فياض التي نقلت الساحة الفلسطينية من موقع كان مليئا بالنضال والفخر والكرامة الى موقع آخر معاكس له تماما ، وفي سياق الوهم الذي قامت عليه تبنت الانتقال والتحول الى انجاز وتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة بما في ذلك فرض السيادة على المناطق ج الخاضعة حسب اوسلو وملحقاته للسيادة الاسرائيلية ، وذلك عندما أعلن في شهر آب/ أغسطس من عام ٢٠٠٩ م ، عن وجود خطة لدى حكومة فياض لإقامة دولة فلسطينية على الأرض في غضون عامين؛ ودون انتظار ما ستسفر عنه أية مفاوضات مستقبلية مع الجانب الإسرائيلي. وأكد بأنه ماض في تنفيذ مشروعه الذي أسماه “وثيقة فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة التي ستبصر النور في شهر آب/ أغسطس من العام ٢٠١١ م ، ستكون “دولة ذات سيادة وليست دولة ميكي ماوس”. كما قال نصا ، وهللت السلطة وطبلت الحكومة لهذا الامر كثيرا وكانه سيحدث فعلا وعاش الشعب المخدوع وهما . ومضت الأيام والسنوات ومضت معها حكومة سلام فياض وها نحن في العام ٢٠١٨ م ولم يتحقق اي شيء مما وعدنا به . بل تراجعت اوضاعنا لما هو اسوأ بكثير ، وازداد الارتباط بالمحتل ارتباطا ، ولم يعد يتحرك أي ساكن الا باذنه !!! .
ومع ذلك تعود علينا اليوم سلطة وقيادة الأمر الواقع الفلسطيني لنفس الأسطوانة المشروخة ولكن ليس بوهم وتوهيم ، وانما بخديعة لتعيش عليها السلطة والقيادة لفترة من الزمن، وهكذا وبوعي تام فانها تلعب وتنفذ الدور المنوط بها والمطلوب منها اسرائيليا بممارسة سياسة الخداع المكشوف بزرع الأوهام وإدعاء الانتصارات الوهمية الخيالية لإلهاء الناس واشغالهم ليس الا ، ولصرف انظارهم عن مهمة التصدي للمهام الوطنية الفلسطينية الحقيقية لإعادة البناء والنهوض مجددا بالوضع الداخلي البنيوي الفلسطيني بعد خراب اوسلو وما انتجه من سلطة وقيادة لم تنتج لنا سوى الوهم والتضليل والضياع ، فيما انتجت الكثير لأمن العدو وحمايته بالتنسيق الأمني المقدس وغير المقدس. فالمجلس المركزي الذي عقد منتصف الشهر الجاري كان شعاره التضليلي الرئيسي ضرورة التحول لدولة فلسطينية ، وقدمت ورقة عمل ،، لتحقيق ،، ذلك الوهم ، واعترف شخصيا بأن الورقة تحمل الكثير والعديد من المهام الحيوية والجدية لو تحلت تلك القيادة بالمصداقية والجدية وغادرت سياستها التي ما زالت متمسكة فيها عملا وقولا، ولو قيل لنا كيف ستتحقق ، أهو من خلال النضال الحقيقي والجاد ،ام من خلال نفس السياسة البائسة التي ما زالت مقرة ومعتمدة بالسلوك والممارسة اليومية من خلال ملك الملوك حسين الشيخ وقادة أبطال الأجهزة الأمنية! ، فقد أكد المجلس المركزي في بنده الثاني من بنود بيانه على ،،أن الهدف المباشر هو استقلال دولة فلسطين، ما يتطلب الانتقال من مرحلة سلطة الحكم الذاتي إلى مرحلة الدولة ، على أساس ،،تحديد ركائز وخطوات عملية للبدء في عملية الانتقال من مرحلة السلطة إلى تجسيد استقلال الدولة ذات السيادة ،، دون ربط ذلك بأي جدول زمني تاكيدا على عدم الجدية وعدم المصداقية ، وتاكيدا على معرفتهم بان سياستهم تلك لا يمكن ان تصل بنا الى اي دولة.
أقول قولي هذا وانا على يقين تام بانهم يعلمون علم اليقين بانه لا يوجد اي عامل ذاتي او موضوعي او اي شرط من شروط ومقومات اقامة الدولة المستقلة في ظل موازين القوى القائمة وفي ظل الظروف الراهنة وعلى المدى المنظور، فهم على علم ويقين بأن الوضع الفلسطيني من انهيار لآخر، بل هم صناع هذا الوضع المخزي والمنهار، وهم على علم ويقين بان القتل والدمار والحروب الأهلية المدمرة أبرز سمات الوضع العربي الأكثر انهيارا من الوضع الفلسطيني، ويعلمون تماما بان الدولة العبرية لم تحظ يوما بدعم امريكي كما تحظى اليوم بدعم إدارة دونالد ترامب الموغل وأركان ادارته بالدعم المطلق غير المسبوق لدولة الاغتصاب والاحتلال، ويعلمون بان الوضع الدولي في أتعس حالاته وان اختلف قليلا عن توغل الادارة الامريكية.
أي خديعة جديدة هذه؟ وأي وهم هذا؟، واظنهم على علم ودراية بانه لا يمكن ان تقام تلك الدولة في ظل الاحتلال الجاثم على قلوبنا وانفاسنا ، فقد تجاوزوا الابتدائية بعد نصف قرن من الزمن للأصغر منهم، وأظن ان لعبتهم بالمقاومة السلمية مكشوفة ومفضوحة تماما، وباتت تثير السخرية والتجاهل الشعبي شبه التام .
أعجبني بحق وصدق ما قاله المتحدث باسم حركة فتح أسامه القواسمي إن حديث حماس عن اتفاق بين حماس وإسرائيل دون دفع ثمن سياسي هراء وكذب وتضليل إعلامي لا ينطلي على أحد، ولا اجد أفضل وأدق من هذا في توصيف خديعة الانتقال للدولة الفلسطينية التي أعلنها المجلس المركزي الفلسطيني.
كاتب فلسطيني ..رأي اليوم

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-08-2018 02:28 PM

لا أحد يستطيع التقليل من شأن السلطة وعباسها ونحن نرى على الواقع كيف انهم يحمون امن اسرائيل على حساب امن الفلسطيني مقابل ان تبقى السلطة ترتع فى النعيم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012