أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : شعب الأماني وأحلام اليقظة

02-09-2018 08:30 PM
كل الاردن -




لم اجد وصفا أدق من عنوان مقالي اليوم لوصف حال الشعب الاردني بعد ان وصل الى حالة اشبه بالعجز التام عن التأثير والضغط على صناع القرار من اجل غد افضل واصلاح منشود ' مفقود ' من جدول اعمال النخبة التي تدير الدولة غير آبهة بأي رد فعل قد يحدث من قبل شعب طيب القلب اكرم الله معظمهم ' بذاكرة السمكة ' وتركوا لاحلام اليقظة ان تسيطر على احلامهم وافعالهم .


الشعب الاردني شعب كريم ومعطاء وعاطفي ، والانسان العاطفي بقدر غضبه الانفعالي المؤقت ، سرعان ما ينسى ويغفر ويتجاوز عن ما حدث وما قد آلمه ، فتجده يعود بسرعة الضوء الى احلامه دون ان يعتبر مما حدث لا بل احيانا تجد معظمنا يعيش حالة النشوة بأنه غضب لفترة وعبر عن حاله التي لا تسر عدوا ولا صديقا ، فتجده متباهيا مفتخرا في كل جلسة ومناسبة انه قال ' كذا وفعل كذا ' وهو ما لم يفعله غيره من بني جلدته .


الحقيقة المرة ان حالة الشعب الاردني هي من الاسباب الرئيسة التي اوصلت الدولة لما وصلت اليه من تراجع وصعوبة العيش وانتشار الفساد بكل اشكاله ، والدليل ان معظمنا يساهم بشكل مباشر او غير مباشر بايصال ممثلي الشعب ونحن نعلم ان كثيرين منهم يمثلون علينا ، ونكرم الفاسد ونقدمه على اصحاب الاخلاق والامانة ، وننظم قصائد النفاق لكل من يجلس على كرسي السلطة ، لا بل اكثر من ذلك فأن هناك فئة لا تعرف الا العيش كعبيد في مزرعة سيد من اجل بعض الفتات التي يرمى لها .


لن ابالغ ان قلت ان معظم ابناء الشعب الاردني عندما يضع رأسه على وسادته يعيش دقائق وربما تمتد الى ساعات في عالم الاحلام ولا استغرب ان معظم من يعيش تلك الاحلام يرتبط تحقيقها بعلاقته بفاسد او صاحب سلطة او احيانا ' بعثوره على كنز مدفون ' في باطن الاردن حتى يحقق احلامه التي لا يمكن تحقيقها في ظل واقع مؤلم يعيشه ويعاني منه صباح مساء .


ولا شك ايضا عندي ان هناك فئة ربما تكون قليلة العدد منذ سنوات طويلة تعيش احلام اليقظة بطريقة مختلفة وهمها الوضع العام في الدولة لايمانهم ان اصلاح الوضع العام بالضرورة سبنعكس عليهم وعلى المجتمع كاملا ، وهذه الفئة تعاني الكثير من المصاعب لانها على الاغلب هي الفئة المستهدفة من اعمدة الفساد ومحتكري السلطة ، فيستخدمون كل الوسائل لقمعهم وافشالهم وهذا يحدث في كل مكان طبعا ولكن في الاردن تجد حالة مختلفة نسبيا عندما تجد احيانا من يعيش حالة العبودية والاذلال هو اليد التي يبطش فيها الفاسد باصحاب الاحلام الوطنية وهنا يكون ' الجرح الذي يصعب علاجه ' .


منذ ايام غادرنا الى الرفيق الاعلى فنان اردني كبير المرحوم ' ياسر المصري ' وانا ممن تابعوا ردود فعل الشعب الاردني على فقدانه وهو بالتأكيد لا يعلم مقدار الاثر الذي تركه برحيله ، طبعا ليست الحالة الوحيدة التي نعبر فيها عن شعورنا بفقدان انسان قدم واعطى ، ولكن السؤال المطروح امام الشعب الطيب هل ننتظر فقدان كل من قدم ويقدم للوطن ويتحمل من اجله كل الصعوبات من قبل عصابات حتى نعبر له عن مدى خسارتنا والمنا عليه ؟ ام ان الاصل ان نرفع صوتنا في حياته لندعمه ونشجعه ويكون مثالا لغيره من ابناء الوطن حتى نفرض واقعا جديدا وسليما يؤسس لمرحلة بناء وطني نفرض في نهايته احلام المواطن الباحث عن الراحة وتأمين لقمة العيش بكرامة .


هذه دعوة لكل ابناء الوطن الغالي ان نتوقف قليلا عن الهروب الى احلام اليقظة والتعامل مع واقع اليم فرض علينا فرضا دون ارادتنا ، وكل ما هو مطلوب منا اليوم التصدي لعبيد المزارع ودعم رجال وطن هم مستعدون للتضحية من اجله وسد كل الطرق على ' عصابات مهمتها تشويه صورة كل وطني ' حتى نفقد الثقة بأنفسنا ونترك الوطن يتلاعبون فيه وبمصيرنا كيفما شاؤوا.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-09-2018 08:51 PM

محفل الكلمة لا يدخله الا الصادقون
الصادقين في كلمتهم كما الأنبياء يعانون الأمرين
الأمر الأول العناء لإثبات مصداقية كلمتهم
الأمر الثاني يعانون العقول الكهفية التي لا تقبل الخروج من الكهف ورؤية متغيرات الايام
تلك هي الحياة بين مؤمن بالديناميكية
ومؤمن ان الثابت ثابت لا يتغير الا بالطوفان

2) تعليق بواسطة :
02-09-2018 09:26 PM

على الرغم من انني من المتابعين لكافة كتابات ابو احمد وهي دائما على الوجع وتلخص حالنا الا انني هذه المرة اخالف الكاتب بتحميل حالة الشعب بما وصلنا اليه من تراجع .... لانه من الثابت اصبح لدينا قناعة ان هناك ايادي خفية اقوى منا كشعب

3) تعليق بواسطة :
02-09-2018 10:12 PM

نريد وصفي جديد

4) تعليق بواسطة :
02-09-2018 11:17 PM

احلم الان في الجنه
فحلمي في الدنيا انتهى مع انتهاء العمر

5) تعليق بواسطة :
03-09-2018 12:24 AM

رد من المحرر:
تجرأ واذكر اسمك ما دمت تنتقد الاخرين

6) تعليق بواسطة :
03-09-2018 12:50 AM

امنيتي ان يعود الاردن كما كان دولة قوية كما كانت في الخمسينات .وامنيتي ان تعود فلسطين والقدس والمقدسات وان نعود عرب كما كنا طبعا كل صاحب امنية مثلي كذاب لانها امنيات فقط ؟ وحتى في الدعاء ان نعود هذا ايضا لا يعيد الشرف ولا المقدسات ما لم عمل وجهاد من الجميع لا بالامنيات تعود الكرامة ؟

7) تعليق بواسطة :
03-09-2018 01:11 AM

اصبت استاذ خالد المحترم بهذا الوصف والذي يعد السبب الرئيسي لاستمراية وجود الاردن كدولة,لكن ماذا لو كنا عكس ذلك! بالتاكيد سيكون الحساب قد ابتدأ منذ الخمسينات ولما تجرأ من اخطأوا بحق الاردن تكرار السيناريو على مدار عقود,هنالك مثل جزائري يقول :خلطها بتصفى , كان من الاجدر ان نخلطها منذ البدايات حتى تصفى

8) تعليق بواسطة :
03-09-2018 09:16 AM

يا جماعة وين المعلقين الذين كانوا يظفوا على مقالات الاستاذ خالد جمالاً وروعة . وين المغترب وين الدكتور العتوم وين الباشوات وين سلمان المعايطة وين محمد المجالي وغيرهم . مقال مثل هذا يحتاج الى اقلامكم القوية حتى تكتمل الحلقة .

9) تعليق بواسطة :
03-09-2018 12:32 PM

بعد وصفي تم طمس رجولة الاردنيين وتم تحويلهم من الوطنيه الى الفساد ليتم كسر اعينهم

10) تعليق بواسطة :
04-09-2018 01:46 PM

تحياتي للكاتب..والله يا اخ خالد هناك موضوع هام يجب ان تتطرق الية في مقال قادم وهو اننا شعب نريد اصلاح بدون تضحيات وهذا طبعا مخالف لسنن الكونية والتاريخية.جميع الدول التي بها حكم شوري وديمقراطي قدموا تضحيات.اطلع على تاريخ كل الثورات ستجد ذلك مسطر ب احرف من نور.لايمكن للفاسدين ان يمنحوا اصلاح لشعب ابد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012