أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ملايين تتبخر إلى السماء !

بقلم : غيث العضايلة
05-09-2018 06:39 AM

أعزائي الأردنيين المنشغلين بكل شيء، إلا بأنفسهم، ليس هذا عنوان مسلسل تركي جديد للممثل مراد علم دار، كما انه ليس برنامجا دينيا جديدا للداعية العريفي، وبالتأكيد لا يمت بصلة إلى صفقات بيع اللاعبين ميسي أو رونالدو في عالم الرياضة، بل حالة تلخص تبخر ملايين الدنانير في زمن الإصلاح الاقتصادي المزعوم .

على استحياء، مررت الحكومة خبرا لوسائل الإعلام مساء الأحد، يتضمن قرارا بتصفية شركة الكهرباء النووية، والتي تأسست عام 2015، بمساهمة حكومية كاملة، وتبوأ فيها عدد من 'رجالات الدولة' مناصب رفيعة، لا نعرف حتى الآن سبب إقحامهم، أو اقتحامهم مثل هذا المشروع العلمي!.

وفقا للمعلومات، فإن الشركة أنفقت ملايين الدنانير على دراسات فنية، لم نعرف نتائجها بعد، كما تعاقب على إدارة الشركة مديران عامان، تحصلا على رواتب مرتفعة ، بالتأكيد، بالنظر إلى الاسم البراق الذي كانت تحمله الشركة، ناهيك عن الوظائف التي استحدثتها، وكان آخرها إعلان توظيف نشر في الشهر الثالث من العام الجاري.

بجرة قلم تأسست الشركة، وبالقلم ذاته، بررت الحكومة الأردنية التصفية بعد ثبوت 'عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بمشروع المحطة النووية'، وكأنهم يطلبون منا بعد قراءة الخبر المقتضب، أن نرفع أيادينا، ونلهج بالدعاء ألا يتبخر المزيد من الملايين إلى السماء!

يستطيع أي أردني أن يستذكر عشرات المشاريع التي استثمرت فيها الحكومات المتعاقبة، وأذرعها، مئات ملايين الدنانير، وكانت نتائج هذه الاستثمارات كارثية على الخزينة، والتي يورد دافعو الضرائب لها عرق جبينهم.

لا فرق بين قضية رجل الأعمال المطلوب عوني مطيع، والتي شغلت الرأي العام الأردني، وتسببت بضياع الملايين، وبين التخبط الرسمي المستمر في إطلاق مشاريع لإرضاء أشخاص بعينهم، فالغباء باتخاذ القرارات المكلفة، يشكل فسادا من نوع آخر يستوجب المكاشفة والمحاكمة، وبخلاف ذلك لن يقتنع الأردنيون بأي حديث عن الإصلاح وكسر ظهر الفساد.

أخبار محاسبة صغار الموظفين المتورطين بالرشوة والاختلاس لم تعد تقنع الرأي العام ، فالقرارات الخاطئة التي يتخذها كبار الموظفين أخطر ماليا وسياسيا ، والمطلوب حملة رسمية جادة لمراجعة كل القرارات السابقة ، فيما يتعلق بالإنفاق الاستثماري والجاري ، ووضع نسق جديد لصنع القرار بعيدا عن الفردية ،والتسرع ، والأهواء ، حملة توجب تعاونا رقابيا عميقا بين كل الأطراف، والشروع فيها مطلوب فورا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .

علاقة الأردنيين بخزينتهم تشبه تماما الحب من طرف واحد ! مطلوب منهم أن يتألموا من لوعة التقشف والغلاء، وأن يراقبوا بعيونهم ، عن بعد ، الفشل الرسمي ، دون أمل بوقف النزف المالي، أو حتى مناقشتهم في الأمر.

كل حكوماتنا كانت تبدأ بلوم من سبقها على ارتكاب الأخطاء علنا، لكنها كانت تصمت لاحقا، وتواصل تعطيل نظام المحاسبة والمساءلة، خشية الدخول في حقول ألغام يعرفها الجميع، فهل يفعلها الرئيس الرزاز ويسجل سابقة تعيد للأردنيين ثقتهم بآليات إدارة المال العام، ومن يتولى مسؤوليته؟.. لننتظر ونرى !

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-09-2018 11:01 AM

اخي الكانب ابشرك انهم هم يبحثون عن مسلسلات جديده للنهب لاشباع الجيوب التي لا تمتلئ. بالنسبه لمشروع النووي، بالاضافه للملايين التي صرفت فقد تم تجنيس ما يسمى خبراء واعطاءهم نصيب من هذه الملايين.بالنهايه كله قانوني حتى..........قال انه المفاعلات الكبيره ستبقى بالبال لحين حلقه جديده

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012