أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لسنا في جيب أحد ! . بقلم : شحاده أبو بقر

بقلم : شحاده أبو بقر
05-09-2018 03:42 PM


غريبة ومستغربة جدا موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على طرح لوفد صفقة القرن الأميركي بإقامة إتحاد كونفدرالي مع الأردن , مشترطا إنضمام إسرائيل إلى هكذا إتحاد تسعى الإدارة الأميركية إلى تسويقه سرا ! .

وجه الغرابة والإستغراب في ما قاله عباس لكوشنر وصحبه , أنه لم يأت على ذكر الأردن وهل يقبل أو لا يقبل بمثل هذه الخطوة الكبرى التي توحد الأردن وفلسطين وإسرائيل وفقا لعباس !, وكما لو كانت موافقة الأردن تحصيلا حاصلا , أو حتى لا حاجة لأخذ رأيه ! .

صحيح أن أحد مستشاري عباس حاول توضيح الأمر بعد ردود الفعل الشعبية القوية الأردنية والفلسطينية الرافضة ,وتصريح الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية , لكن السؤال يبقى معلقا في الهواء ودونما جواب ! , فالرئيس عباس لم يشر من قريب أو بعيد إلى الأردن إن كان موافقا أم غير موافق , ولم يتطرق حتى إلى رأي وموقف الشعب الفلسطيني من هكذا إتحاد سيضم الأردن وفلسطين وإسرائيل على أساس كونفدرالي يقرر مصير الشعبين الأردني والفلسطيي معا .

لا نعرف بالضبط هل الصيغة الإتحادية التي طرحها كوشنر وصحبه على عباس كونفدرالية أم فيدرالية مثلا , بإعتبار أن الكونفدرالية صيغة إتحادية بين دول مستقلة وذات سيادة , والدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والتي نسعى ونعمل جميعا من أجلها لم تقم بعد .

كلنا نعلم يقينا أن كلا من أميركا وإسرائيل تعملان على شطب القضية الفلسطينية من خلال ما تسميانه صفقة القرن , والتي نفذتا عمليا أهم مرتكزاتها وهي , قومية الدولة اليهودية وفقا للنص الحرفي لوعد بلفور , والقدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل , وإطفاء وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة !

لا ندري على ماذا ستفاوض السلطة الفلسطينية بعد كل هذا , في وقت تهيمن فيه إسرائيل حتى على مصادر المياه في سائر فلسطين وتعلن كل يوم أنها لن تتخلى عن الشق الغربي لغور الأردن , وتواصل وبتسارع مذهل تهويد القدس وتهجير أهلها الشرعيين منها , فضلا عن بناء المزيد من القلاع الإستيطانية في كل أنحاء الضفة الغربية إبتداء من غور الأردن وحتى حدود الرابع من حزيران!

قطعا هناك أمر ما غامض في كل ما يجري على صعيد قضية فلسطين , والغريب كذلك أن ما يجري تسريبه عن ذلك يأتي عبر مصادر صحفية إسرائيلية وأميركية وعلى المقاس الذي يريدون , وهم بذلك يواصلون إطلاق بالونات إختبار لجس النبض ومعرفة ردود الفعل ! .

قضية فلسطين التي إستنفدت سبعين عاما من عمرنا فلسطينيين وأردنيين وعربا بكل ما فيها من عذابات ونكبات وتهجير ودماء وشهداء , ليست بهذه البساطة التي تعتقدها الإدارة الأميركية الحالية , والتي لم تدرك بعد أن ما من فلسطيني أو أردني على وجه البسيطة يمكن أن يقبل يوما بما تعتقد وتطرح , إلا وعلى جثته , ولا من مسؤول أردني أو فلسطيني يمكن أن يخدعه حظه ويقبل أو يوقع على ما تتمنى الإدارة الأميركية وإسرائيل , فإذا ما كانت حتى ' كولومبيا ' ترفض فهل نقبل نحن !

سنعتبر هفوة الرئيس عباس بتجاهل رأي الأردن في رده على مقترح كوشنر وصحبه مجرد هفوة بريئة تماما , فنحن في الأردن طرف رئيس لنا رأي وموقف في أمر يطال مستقبل دولتنا وهويتنا الوطنية وفي الإتجاهين , الأردني والفلسطيني معا .

نحن وطن إسمه المملكة الأردنية الهاشمية نتشارك في بنائه والدفاع عن وجوده من كل أصل ومنبت , وسيظل يعيش في صدورنا وإلى أن يتحقق , وطن الشعب الفلسطيني الشقيق على أرضه التاريخية فلسطين , وإلى أن يكون ذلك واقعا بعون الله , سنظل شعبا موحدا في صبرنا ودفاعنا عن الأردن وفلسطين مهما طال ألأمد . والخلاصة أننا لسنا في جيب أحد ولا رهائن لرغبات إسرائيل وداعمتها أميركا , والتي تعاند ليس رغباتنا المشروعة وحسب , وإنما رغبات العالم المنصف بأسره .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-09-2018 03:54 PM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
06-09-2018 12:56 PM

كلام موزون ورائع
بارك الله فيك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012