أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


كم يتحمل الأردنيون من مديونية بلادهم؟

بقلم : د. شهاب المكاحلة
07-09-2018 09:45 PM

يتساءل الأردنيون كثيراً هذه الأيام: لماذا لا يتم إعادة توزيع الدخل والتسريع بدوران النقد وغير ذلك من الأمور التي قد تُعيد عقارب الساعة إلى الوراء قليلاً وتُفرج على الكثير من الأسر الأردنية بعد سنوات عجاف أكلت الأخضر واليابس.
وهنا أقول: كم أنت عظيم أيها الأردني! كم أنت عظيم ولم تتأوه إلا بعد أن جاوز الظالمون المدى! إن نظرة بسيطة إلى واقع الاقتصاد الأردني اليوم والتململ والتذمر والشكوى التي غلبت على ألسنة الأردنيين ومنهم من كانت لديه (رِبةٌ ) مالية لا بأس بها مخبأة للأيام السود التي أكلتها السبع العجاف تكشف أن الأمور بدأت تتدهور أكثر حتى مع الخطط الإسعافية.
هناك أمران مُحيِران ومقلقان لكل أردني يخاف على مستقبل وطنه وعلى أولاده وقيادته. الأول يتعلق بالدين الخارجي والثاني يتعلق بالأول ولكن ينحصر بالشروط التي قد يوافق عليها الأردن لتمرير صفقة هنا وتسوية هناك. ولكن ما هو الواقع من جهة تحليلية واقعية بعيداً عن التعصب الأعمى والغوغائية؟
لن أُعلِق على الأرقام لأنها من ملفات دولية صاحبة قرار وهي من أقرضت الأردن أكثر من مرة. لذلك سأترك الأمر للقارئ للحكم عليها. فكم يتحمل المواطن الأردني من مديونية بلاده؟
صحيحُ أن كثيراً من الدول ترزخ تحت وطأة الديون. ففي نهاية العام 2017 وصلت ديون عشرين دول عربية إلى ما يقارب تريليون دولار أميركي بعد أن كانت 824 مليار دولار في العام 2016 و 427 مليار دولار في العام 2000. إن تراكم تلك الديون خلق حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي مع تضخم كبير في ثروات عدد من ابناء تلك الدول ممن امتلأت خزائن البنوك برؤوس أموالهم التي لا عدَ لها.
وما يهمني هنا هو ما هو الوضع في الأردن؟ وما هي الحقيقة؟
صُنف الأردن من بين الدول الأعلى ديناً في العالم مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي. فقد وصل مجموع ديون المملكة مع نهاية الربع الأول من العام 2018 إلى 27 مليار دينار( 37.4 مليار دولار) وهذا الرقم يمثل 95.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الأردني. وبحسبة بسيطة نجد أنه إذا كان عدد سكان الأردن 6.6 مليون نسمة من غير الجنسيات الأخرى التي تقطن المملكة، فإن هذا يعني باختصار أن كل مواطن أردني مكلف بسداد مبلغ يتراوح بين 4100 دولار – 4200 دولار سنوياً من المديونية. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن البنك الدولي يقول إن حصة المواطن الأردني من ديون بلاده تشكل 99 بالمائة من متوسط دخل الفرد السنوي، فإن ذلك يعني أن حصة المواطن الأردني تشكل تقريباً ما يحصل عليه من دخل سنوياً. لذلك لا يمكن ان يشعر المواطن مهما عملت الحكومة بتحسن معيشته أو تحسن أحواله المعيشية لأن الداخل إلى جيبه يتبخر باختصار قبل أن يصل.
كما أن الأردن مطالب بدفع مبلغ 12-13 مليار دولار للوفاء بما اقترضه من الاتحاد الاوروبي من سندات باليورو في الخمس سنوات القادمة. وهذا يشكل حملاً لا يطاق على جيب المواطن وعلى الحكومة أن تعي أن العلاج لا يمكن أن يكون بقانون ضريبة مُعدَل أو جديد لأنه لم يعد لدى المواطن ما يدفعه. وعليها البحث عن سُبل أخرى بعيداً عن جيوب المواطنين ومنها التفاوض وبقوة على شروط مُيسرة مع تلك الدول التي أقرضت الأردن وحان موعد الوفاء بالسداد لها. ويجب أن يراعي خبراء الاقتصاد والسياسة في الأردن أن حجم الدين العام الداخلي قد ارتفع في الفترة الماضية أيضاً ما يعني أن المشكلة باتت مزدوجة ولا يمكن حلُها بالاقتراض أو بفرض المزيد من الضرائب لأن ذلك يعني تدمير آخر ما تبقى من لبنات المجتمع وهو المواطن الذي عض على الجرح حتى اليوم.
كاتب اردني يقيم في واشنطن

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-09-2018 01:12 AM

احنا بنتحمل مديونية بالمليارات ونجوع حتى تظهر دولتنا بمظهر لائق امام دول العالم ويقولوا عنها انها دولة عظمى ثريه ..!حتى لا يشعر مسؤولونا امام مسؤولي العالم انهم اقل منهم .. خلهم يشخصوا ورقابنا سدادة .

2) تعليق بواسطة :
08-09-2018 08:23 AM

هدر الاموال الله لا يسامح كل واحد اهدر و يهدر قرشا دونما داعي
مياومات ،رواتب فلكية
هيئات مستقلة ما لها داعي
يا جماعة الخلل مش بالميزانية ... الخلل بوجود الفساد الناهب للميزانية

3) تعليق بواسطة :
08-09-2018 11:25 AM

التعليق رقم 2 صح 100%

4) تعليق بواسطة :
09-09-2018 12:48 PM

الأخ صاحب التعليق رقم 2 أصاب كبد الحقيقة / وغير هيك راح نظل نلف وندور بحلقة مفرغة.

5) تعليق بواسطة :
10-09-2018 02:32 PM

مع العليق رقم 2 ولكن لا حياه لمن تنادي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012