|
|
دولة " محمد " أعظم دولة في تاريخ البشر ! . بقلم : شحاده أبو بقر
بقلم : شحاده أبو بقر
10-09-2018 10:38 PM
في مثل هذه الليلة المباركة قبل زهاء خمسة عشر قرنا , بدأت الخطوة الأولى في بناء أعظم دولة في تاريخ البشرية وإلى يوم الدين , عندما شرع الرسول' محمد' صلوات الله وسلامه عليه , بالهجرة من مكة المكرمة إلى يثرب 'المدينة المنورة' يصحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ودليل طريق أمين .
إنها الدولة التي لم ولن تقوم مثلها دولة قط , دولة نشرت الدعوة في سائر أقطار الكوكب ويدين بدعوتها اليوم مليار ونصف مليار إنسان في مشارق الأرض ومغاربها يشهدون بإن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . إنها دولة الرحمة والعدل والخلق الحسن ' إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ' , وهي دولة ' متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ' , ودولة ' والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ' , دولة ' الناس سواسية كأسنان المشط ' , دولة ' لا سمعا ولا طاعة يا عمر, فأنت تلبس ثوبين ونحن نلبس ثوبا واحدا ' , وبقية قصة الثوبين معروفة إذ عاد الأعرابي الذي قالها فأعتذر عندما عرف حقيقة الثوبين ليقول .. الآن سمعا وطاعة يا عمر , إنها دولة ' حكمت فعدلت فأمنت فنمت ' يقولها وافد من خارج المدينة جاء قاصدا الخليفة العادل عمر بن الخطاب ليجده نائما في ظل شجره ! , إنها دولة يستظل بظلها الجميع مسلمين مسيحيين يهود , حيث لا عدوان إلا على الظالمين, دولة هل شققت على قلبه كي تقتله وقد نطق بالشهادتين تحت وقع السيف .
دولة أوذي فيها الرسول صلوات الله وسلامه عليه أشد الإيذاء ولم ينتقم لا بل رفض عرض جبريل عليه السلام بأن إن شئت يا محمد أطبقت عليهم الأخشبين , ليقول صلى الله عليه وسلم , لا , فلعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده ويؤمن به سبحانه , دولة عقد الرسول فيها العهود مع اليهود وسالمهم فنقضوها هم وتآمروا عليه وعلى المسلمين فقاتلهم , دولة كانت وصيته لجيوش الفتح فيها , لا تقطعوا شجرا ولا تقتلوا شيخا ولا إمرأة ولا طفلا ولا عابدا في صومعة أيا كان دينه , دولة العهدة العمرية الشهيرة للمسيحيين ورفضه الصلاة في الكنيسة كي لا يأتي زمن يفكر فيه مسلمون بإقامة مسجد مكانها حيث صلى الخليفة عمر ! .
نعم , إنها الدولة التي نشرت الإسلام بالقدوة الحسنة والخلق القويم في سائر أرجاء المعمورة حتى تجاوزت سور الصين العظيم , وبالمناسبة , ففي زيارة للصين قبل سنوات سألت شخصا عن تعداد المسلمين هناك فقال , حوالى خمسين إلى ستين مليونا , وهو رقم يفوق تعداد سكان بلاد الشام , وأنا أعتقد أن الرقم ربما كان أكبر .
أنها الدولة التي لو حافظ المسلمون عليها وعلى ثوابتها وشريعتها بعد عهد الخلفاء الراشدين ولم يغلبوا السياسة فيها على الدعوة بالتي هي أحسن , لنشرت العدل والرحمة والسلام والإزدهار في شتى أرجاء المعمورة , فهي دولة أساس دعوتها ما جاء به القرآن الكريم ' أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن , و ' ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك فأعف عنهم وإستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ' .
تلك هي الدولة التي أسسها ' محمد ' صلوات الله وسلامه عليه , ليست دولة ظلم ولا جور وقتل وجز رؤوس وحرق أجساد حية وإنتحار بقصد قتل آخرين لا نعرفهم فنيتم أطفالهم ونرمل نساءهم وندمر حياة أسرهم هكذا ودونما مبرر لندخل الجنة على حساب دمائهم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
لم تترك دولة محمد صلى الله عليه وسلم شاردة ولا واردة إلا وحددت حدودها وظل الخلق القويم في التعامل مع الآخر أيا كان هو عنوانها وطابعها وأساسها ومنهجها , فلا مجال فيها حتى للتنابز بالألقاب أو السباب والشتيمة وسوى ذلك من سوء الخلق والسلوك مما يهوي بالخلق في نار جهنم كما قال الرسول الكريم , وأين نحن اليوم يا حسرة من كل هذا ! .
نعم , دولة ' محمد ' صلى الله عليه وسلم هي وبلا منازع أعظم دولة عرفتها البشرية ولن تعرف أعظم منها قط , ولهذا نقول إن الإسلام دين ودولة , ولكن أية دولة ! , دولة قتل وسلب وجز رؤوس وعذاب وبقوة السلاح والتهديد , أم دولة القدوة الحسنة والمثل الطيبة والخلق الحسن والإيثار ونجدة الملهوف والتكافل والتضامن والعدل والمساواة وإعمار الأرض وحفظ الأرواح والممتلكات وحب الجار والرفق بالإنسان والحيوان والدعوة بالحسنى والحكمة والإقناع والمنطق . رحم الله الشيخ الألباني إذ قال ' أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على الأرض ' , فلا حاجة لعنف وقسوة وفظاظة تنفر وتسئ للإسلام وتمنح أعداءه كل المبررات لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام وبالمسلمين والإسلام من هذا براء براء براء , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
يطول الحديث عن الدولة الإسلامية الحقة التي هاجر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ليبني أول لبنة فيها على أسس التقوى والعدل والحرية , ولا أجمل ولا أصدق من أن نهنئ سائر المسلمين والبشرية جمعاء بذكرى الهجرة النبوية الشريفة والعفيفة , ولا أروع من أن نقدم للعالم الصورة الحية الحقيقية للإسلام الذي ينبذ التطرف والغلو والشطط في كل فهم خاطئ للإسلام كما هو, وليس كما يحاول ويعمل البعض من المسلمين وغير المسلمين وبوعي وبغير وعي على تشوية حقيقته في أذهان وفهم الكثيرين على هذا الكوكب . صلوات الله وسلامه عليك يا رسول الله , والله من وراء القصد .
رغم قوة المقالة ومنسوبها العالي ثقافيا ومعرفيا وتسلسل فكري متميز لكن العنوان لا يناسبها أو ينتسب لها رسولنا الأكرم جاء يحمل رسالة التوحيد والإسلام والإيمان المبين ولم يعمل هو والخلفاء لبناء دولة بل عقيدة من أقام الدولة بمفهوم الدولة هو معاوية بن أبي سفيان فهو مؤسس اول دولة عربية اسلامية معاصرة
الأخ يونس لك تحياتي , وهنا أختلف معك كليا فالخليفة معاوية لم يستنبط دولة من عنده وفكره هو تحديدا , وإنما وجد دولة مكتملة الأركان بنى عليها بقرارات إجرائية لا أكثر , ثم أنا لم أتحدث عن دولة عربية إسلامية كما أشرت أنت وإنما عن دولة إسلامية بمفهوم يتجاوز في عظمته مفهوم الدولة في هيئتها المعاصرة , يتبع
أنا أتحدث عن مفهوم مختلف يتعلق بدولة عالمية تتفق عقديا وفكريا وإيمانيا مع دعوة محمد صلى الله عليه وسلم التي جاءت للناس كافة لا لفئة بعينها , ولهذا قلت أن الهجرة النبوية كانت اللبنة الأولى في بناء دولة تعلو كثيرا عن مفهوم الدول المعاصرة وللبشرية كافة ومواطنها هو الإنسان أيا كان مكانه وزمانه . يتبع
نقطة التباين بيني وبينك هي أنك تتحدث عن دولة وفقا للمفهوم الوضعي المعاصر لمعنى دولة , فيما تحدث مقالي عن دولة وفقا لإرادة الخالق سبحانه وحملها الرسول الكريم دعوة فاضلة للناس كل الناس وعلى أسس تختلف عن مفهومنا المعاصر لمعنى دولة , يطول الشرح ولك بالغ تقديري واحترامي شاكرا إهتمامك الذي يثري معلوماتي
استاذي الفاضل مع غاية التقدير والاحترام بالغ ما بلغ وبلا حدود سيدي الأنبياء عليهم السلام غايتهم واحدة هو نشر عقيدة التوحيد بالله الواحد الأحد لكن الحياة تستند على مرتكزات اجتماعية وحضارية لم يفعلها الإسلام والإيمان لإدارة شؤون الناس فكان لا بد من دولة تسيس الناس في حياتهم المعاشيه واليوميه
قبل إسلامنا المعاصر كانت هناك النبوة والملك . اي ان النبي يقيم حكم دنيوي وديني معا . تذكر عندما طالب اليهود من يوشع ان يكون لهم ملك كاهل بلاد الكنعانيه وهو نحن أحفادهم وجاء هذا في القران إسلامنا جاء بفصل الدين عن الدولة للحفاظ على طهر العقيدة من تجار الدين لك كامل تحياتي
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|