أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


وسقطت ورقة التوت عن المشروع النووي الأردني ...... بقلم : موسى العدوان

بقلم : موسى العدوان
12-09-2018 01:20 PM

نشرت صحيفة الرأي الأردنية شبه الرسمية يوم الأحد 9 / 9 / 2018 خبر تصفية شركة الكهرباء النووية، مبررة قرارها : ' بأن السير بتنفيذ أي مشروع نووي يجب أن يتم بما يحقق الفائدة المرجوة منه، وبما يخدم المصلحة الوطنية العليا '.

والحديث عن المشروع النووي الذي تبنته ' هيئة الطاقة الذرية الأردنية ' لإيجاد مصدر جديد للطاقة الكهربائية في الأردن، يمتد إلى ما قبل عقد من الزمان، حيث أعلنت عن نيتها في إقامة المشروع على شاطئ مدينة العقبة، ثم استبدلته بموقع قرب المفرق، وأخيرا استقرت على موقع صحراوي قرب قصر عمره، رغم كل الاعتراضات عليه. ولإنعاش ذاكرة القراء الكرام لابد من التذكير بمسيرة هذا المشروع الذي لفظ أنفاسه الأخيرة هذه الأيام.

لقد عارضت إقامة هذا المشروع لكلفته العالية ومخاطره العديدة، متضامنا مع عدد من العلماء الأردنيين أمثال الدكتور علي المرّ، والدكتور إبراهيم بدران، والدكتور أيوب أبو دية، الذين طالبوا الحكومة بعدم السير بالمشروع، نظرا لتوفر البديل من الطاقة المتجددة. فكان أول مقال كتبته بتاريخ 4 / 6 / 2011 بعنوان ' أوقفوا مشروع الانتحار النووي '، وأتبعته بعدة مقالات كان آخرها في شهر أيار الماضي، بعد أن أعلنت الشركة الروسية وقف السير بالمشروع.

اقتصرتُ الحديث في مقالاتي على أربعة عوامل هي : المال، الماء، الأمن، والإشعاع النووي. فمن حيث المال ركزت على ما يعرفه الجميع، بأننا دولة مدينة بعشرات المليارات ولا نستطيع زيادة هذا الدين، بمفاعل يكلف ما يقارب 10 مليارات دولار يتبعه مفاعل آخر لمبادلته بالعمل وبكلفة مماثلة، رغم توفر البدائل الأخرى رخيصة التكاليف وعديمة الخطورة.

ومن حيث الحاجة للمياه فقد بينت أن المفاعل يحتاج إلى كمية كبيرة من المياه، وأن الدول التي تقيم مثل هذه المفاعلات تتوفر لديها المياه بغزارة، لأنها تقيمها على شواطئ البحار والمحيطات، وليس على بعد عشرات الكيلومترات عن محطة تنقية المياه العادمة، لا توفر إلا كميات محدودة من المياه، وهي عرضة للعطل في أي وقت. ومن الناحية الأمنية فالمفاعل يشكل هدفا استراتيجيا للعدو وللجماعات الإرهابية. وهذا يتطلب حماية أرضية وجوية محكمة، إضافة لحماية خط المياه الناقل من الخربة السمراء وحتى قصر عمرة لمسافة تبلغ 61 كيلومترا.

أما موضوع الإشعاع النووي ففي حالة حدوث خلل فني، ستنتشر الإشعاعات في الهواء مسببة كارثة للبشر والأحياء الأخرى وتلوث البيئة بشكل عام، خاصة إذا لم تتوفر كميات كبيرة من المياه لتبريد المفاعل. وما حدث في مفاعل شيرنوبل بروسيا ولاحقا في مفاعل فوكوشيما باليابان أكبر مثال على ذلك.

ورغم كل التحذيرات من العلماء والكتاب والاحتجاجات من المواطنين ضد إقامة المفاعل، إلا أن هيئة الطاقة الذرية الأردنية تساندها الحكومات المتعاقبة أصمت آذانها وواصلت العمل بالمشروع، وأنفقت عليه مئات الملايين من الدولارات، رافقها شتائم وإهانات وجهها رئيس الهيئة للمعارضين. واليوم ها هي شركة الكهرباء النووية المنبثقة عن المشروع النووي تعلن : ' أن تصفيتها تتم اختياريا وأن السير بالمشروع النووي، يجب أن يتم بما يحقق الفائدة المرجوة، وبما يخدم المصلحة الوطنية العليا '.

فهنيئا لكم يا عرابي هيئة الطاقة الذرية على هذه الصحوة المتأخرة . . وأسألكم هل كنتم تعملون خلال السنوات العشر الماضية، بما لا يخدم المصلحة الوطنية العليا كما يتضح من تصريحكم أعلاه ؟ ولماذا لم تسمعوا أصوات المعارضين وتماديتم بتبديد أموال الشعب دون جدوى ؟ لو حدث مثل هذا في دولة تحترم شعبها لأطاحت برؤوس كثيرة، ولو حدث مثل هذا في كوريا الشمالية لشاهدنا أجساد الفاعلين أهدافا لنيران المدافع المباشرة ..!

الأدهى من كل ذلك . . أن رئيس هيئة الطاقة الذرية، ما زال مصرا على السير بمشروعه، من خلال إقامة عدد من المفاعلات الصغيرة في مواقع مختلفة من الأردن، لكي يوزع بركاته على جميع أفراد الشعب الأردني، ويزيد من عدد المصابين بأمراض السرطان. لا أعرف لماذا لا يكتفي رئيس هيئة الطاقة الذرية بالمفاعلين البحثيين للأغراض المدنية، الموجودين حاليا على الأراضي الأردنية للاستخدامات المدنية ؟

واليوم . . بعد أن سقطت ورقت التوت، وانكشفت عورة هيئة الطاقة الذرية الأردنية أمام كل الأردنيين، بعد عشر سنوات من لعبة ( الاستغماية ) المكلفة، أسأل الحكومة ومجلس النواب : هل سيُفتح تحقيق بالموضوع تجسيدا لمقولة ' كسر ظهر الفساد ' ؟ أم سيُعتبر مشروعا رياديا يستحق القائمون عليه أوسمة رفيعة ؟

وهل سيحاسب من هدر مئات الملايين من الدولارات دون جدوى ؟ أم ستطلق يد الهيئة من جديد، للاستمرار في تسويق هذه المشاريع العبثية، وتعزيز الفشل السابق بفشل جديد يفوقه كلفة ويعم خطره على قطاع واسع من الشعب ؟ سننتظر لنرى ما تسفر عنه الأيام القادمة من إجراءات حكومية . . وإن غدا لناظره قريب ..!

التاريخ : 12 / 9 / 2018

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-09-2018 01:29 PM

المشروع النووي مشروع كومبرادوري بامتياز

2) تعليق بواسطة :
12-09-2018 01:58 PM

المشروع كان بمثابة بالوعة لتصريف وصرف الملايين .<br>واهم شي صرف كامل الميزانية

3) تعليق بواسطة :
12-09-2018 02:52 PM

نشكر رئيس هيئه الطاقه النووية
وفريقه الفذ لتنفيذهم
مشروع الطاقه النووية

الاندماجيه لا الانشطاريه
الذي سيرى النور بعد
ثلاثه عقود
أي في عام 2050
على ابعد حد

لكم الشكر الجزيل
أما خبراء الانشطاري
لتستفيد منهم دول الخليج
وامريكا وروسيا واليابان
وكوريا وغيرهم
لجلب العمله الصعبة

4) تعليق بواسطة :
12-09-2018 02:58 PM

ا
شكرا وافيا لهذه الهيئة
النووية وعلمائها
على ما قدموه من إنجازات
علميه للأجيال القادمه
سيتذكرهم التاريخ بكل فخر

5) تعليق بواسطة :
12-09-2018 03:35 PM

نعتذر

6) تعليق بواسطة :
12-09-2018 03:43 PM

*
يبدو أنّ المشروع حقق اهداف القائمين عليه، فانتهى.
*
عندما يتعلق الامر بالوطن الخطأ كالخيانه .
اين مجلس النواب ؟ .. عين الشعب على الحكومه !
------------------------------------------------
*

رد من المحرر:
هههههههههههههه نعتذر عن الجزء الثاني من التعليق ..كل الاحترام

7) تعليق بواسطة :
12-09-2018 04:23 PM

*
أتـفـهّـم سيدي .
*
للقائمين على كل الاردن كل الاحترام ،
وهذا موصول لقادة الرأي الاحرار وعلى رأسهم موسى باشا العدوان .

8) تعليق بواسطة :
12-09-2018 05:14 PM

اثني على ما تفضل به الكاتب الوطني الكبير و اشهد انه كان من اوائل من كتبوا و عارضوا و حذروا مرارا و تكرارا، استغرب كيف لا يزال المتنفعون في الهيئات المستحدثة الضارة غير النافعة و على رأسها &quot;النووية&quot; يحاولون فرض افكارهم غير النافعة .

9) تعليق بواسطة :
12-09-2018 06:11 PM

خسارة لو تم التركيز من قبل المعنيين على تطوير التدريس في البلد مو كان افضل من هدر الوقت والمال على اشياء كانت تبدو وهمية مثل ن و و ي....

10) تعليق بواسطة :
12-09-2018 08:52 PM

.
— عندما لم تستطع شركه أريفا الفرنسيه ان تغالي بفبركه تقرير يفيد بوجود اليورانيوم بنِسَب تجاريه رغم انها خبيره بالتمرير مع الدول الافريقية الفاسده لكن هنالك حدود لا تقدر ان تتجاوزها خشيه الملاحقة بفرنسا ، عندها انسحبت مع قرض وقعناه بمايتين وخمسين مليون يورو لتغطيه أتعابها وتوابعه
يتبع :

11) تعليق بواسطة :
12-09-2018 08:59 PM

تكمله:
— بعدها تم استقدام مقرب لمارك فيلوشن اسمه Marat Abzalov وهو روسي استرالي على اساس انه خبير مختص وقدم تقريرا لمجلس الوزراء يؤكد فيه ان نسب اليورانيوم تجاريه وابزالوف هذا خبير وفِي اي مجال تعدين بيلزمه تقرير تفصيل حسب الطلب ، وأسس وتنقل بين الشركات الدفتريه التاليه :
يتبع :

12) تعليق بواسطة :
12-09-2018 09:08 PM

تكمله :

-Massa Geosirvices
-Prinary Gold
Boss Resources
- Matador Mining

— هنالك شركات اخرى وكل ذلك ببضع سنوات مثل الخياط بيفصل بدله على قياس كل زبون

— مشروع النووي انتهى لا شفقه على الناس ولا على البلد، انتهى لان كفالات الضمان للتمويل اصبحت مرفوضه كونها متخمه بمشاريع صخمه
.

13) تعليق بواسطة :
13-09-2018 01:03 AM

سامحنا يا ابو ماجد ، ظلمناك كثيرا حين شككت بالنووي ، لابل هاجمناك بقسوة ، و أثبتت السنون أنك أصبت التقدير فيما خاننا حسن الظن و الأمل في مخرج لأزمة الطاقة

14) تعليق بواسطة :
13-09-2018 01:27 AM

تحياتي استاذ موسى العدوان الغالي ارجو المعذرة حيث لن اكتب لك مجددا بنفس الموضوع.
ها انت -مبكرا و محقا- تناولت موضوعا ليس من اختصاصك و ابليت فيه بلاء حسنا
فما المانع من تناول موضوع اسهل و اهم و هو عدم وجود عقوبات رادعة لجريمة القتل (بحجج قصد وعمد) و المخدرات مما ادى لانتشارهما و أجرك على الله تعالى.

15) تعليق بواسطة :
13-09-2018 03:15 PM

يا عزيزي اشكرك على ثقتك التي أعتز بها. ولكن يا صديقي الموضوع الذي تشير إليه هو موضوع قانوني وهنالك قوانين متعددة تعالجه، وانا لست مطلعا عليها وهي تحتاج إلى بحث وخبرات لمن يعمل في هذا المجال. الموضوع النووي لم ادخل في فنياته وإنما تحدث عن معلومات عامة يعرفها معظم الناس. اعتذر منك مرة اخرى. تحياتي

16) تعليق بواسطة :
13-09-2018 04:28 PM

شكراً ابا ماجد فانت مُحق من اليوم الأول ودعمنا لك كان واجب علينا لحماية وطننا.
السؤال المهم هل سيتم التحقيق بالمشروع وفرعياته ويحاسب المسؤول عن المشروع ومجموعته على ما أرتكبوه من هدر مال، البلد بحاجة ماسة له.
السؤال الأخير لماذا لم تحل هيئة الطاقة النووية كلياً.
أخيراً انظر لاعلان وزيرة الطاقة ان ثمن شراء

17) تعليق بواسطة :
13-09-2018 04:32 PM

أخيراً انظر لإعلان وزيرة الطاقة عن ثمن شراْ الكيلو وات الواحد من الكهرباء بمشروع الإستثمار الثالث من الطاقة المتججدة بقيمة 17,64663 فلس أي بثمن كلفة أنتاجها من قبل شركة الكهرباء بقيمة 140 فلس. كل ما نحتاج اليه فتح باب الإستثمار للطاقة المتجددة على مصراعية وستوفر الدولة مليلرات عديدة على الموازنة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012