أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الغوص في قعر الزجاجة

بقلم : د .عماد الحسبان
12-09-2018 10:35 PM

الاقتراض من البنك الدولي وزيادة عبء العجز المالي على الاقتصاد وفرض قانون الضريبة الجديد سوف يؤدي بالتاكيد الى شلل تام في الحياة الاقتصادية والتي من نتائجها اعلان الافلاس لكثير من التجار وهروب كبير لكثير من المستثمرين واغلاق لكثير من الشركات والمصانع ناهيك عن ارتفاع معدل الاثر الاجتماعي بازدياد اعداد العاطلين عن العمل واتساع نسبة البطالة والعزوبية والعنوسة وارتفاع معدلات الانحراف والجرائم .
من له مصلحه في جر الوطن الى مستنقع الفقر والعوز والرذيلة والجريمه ؟؟؟؟؟, ان اي مساس لجيب المواطن الفارغة اصلا هو قرار انتحاري غير مدروس , لذا يجب ان يكون القرار الحكومي الاقتصادي مقرونا بدراسات واستشارات امنية واجتماعية محايدة والا فاننا نسير نحن المجهول الذي حذر منه جلالة الملك شخصيا حيث كان كتاب التكليف السامي الموجه للحكومة عند تسلمها واضحا وجليا وينص على العمل على تخفيف العبء الضريبي على المواطن وتحسين معيشته.
ويبدو ان الحكومه هنا خالفت نص كتاب التكليف بشكل واضح ومباشر. حسب الخبراء الماليين والاقتصاديين فان المستقبل الاقتصادي للاردن بات معروفا ولا بصيص امل بالانفراج ابدا , حيث سيتم حسب قانون الضريبة الجديد اخضاع التصدير للضريبة وزيادة الضريبة على الصناعة الوطنية وكل هذا يعد اجراءات طاردة للاستثمار والمستثمرين .
كما انه سيتم فرض ضريبة التكافل على المواطن والذي هو اصلا منهك ماليا ومتعثر اقتصاديا كما وسيتم اخضاع المناطق التنموية والحرة للضريبة هكذا تكون الحكومة قد دقت اخر مسمار في نعش الاستثمار .
ونلاحظ بوضوح ان الحكومة من خلال ناطقها الاعلامي بينت انها لا معلومات دقيقة لديها عن حدود خط الفقر وانها تجهل تماما المعلومات والارقام والدراسات التي تحدد الرقم الفاصل بين الطبقة المتوسطة والفقيره وبالتالي ان منحنى الطبقات ضبابي ومجهول، لذا فكيف تتخذ الحكومة قرارا بفرض قانون الضريبة بهذه الطريقة العشوائية وهي اصلا لا تملك دراسات ومعلومات عن الفقر والبطالة وحركة التجارة والتضخم .
كل الدلائل تشير الى ان الحالة الان ما هي الا غوص في قعر الزجاجة من اعمق الى اعمق , فالوضع الحالي دون قانون الضرائب هو وضع كساد وبؤس وفقر ومعاناة لدى غالبية الشعب , فكيف بعد فرض قانون الضريبة.
ان المجهول خطير ولا نعلم ماذا يوجد في اسفل الزجاجه اذا تم دفعنا نحن الشعب عنوة الى قعرها ,ففي هذه المرحلة بالذات نحتاج الى العقلاء والحكماء لادارة دفة الوطن ولا مجال للتجارب والقرارات غير المدروسة النتائج .
الشعب شبع من الوعود الكاذبة بالخروج من عنق الزجاجة على مدى ثلاث حكومات سابقة وكل ما حصل ان الوصول الى عنق الزجاجة وليس الخروج منها اصبح حلما مستحيلا .
ان حالة الياس السائدة وفقدان الامل بالمستقبل ما هو الا انذار بالانفجار الشعبي في أي وقت وعندها سوف نخسر كل شيء حتى نعمة الامن والسكينة لا سمح الله , نسأل الله الفرج .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-09-2018 09:44 PM

لقد اصبت الحقيقه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012