أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ماذا بعد قانون الضريبة؟

بقلم : مروان المعشر
19-09-2018 06:25 AM

أصبح واضحا أن قانون ضريبة الدخل الجديد لا يختلف جذريا عن القديم، إلا في بعض التحسينات هنا وهناك التي لا تغير من الصورة الكبيرة والتزامات الاْردن أمام صندوق النقد الدولي. وقد صرح دولة الرئيس نفسه أنه ما من قانون ضريبة يرضي الجميع.

إذن ما الذي يمكن أن يكون مختلفا بعد إقرار القانون الجديد؟ لقد قلت مرارا إن الموضوع لا يتعلق بالقانون فقط وإنما بشعور المواطن أن الدولة تتعامل معه فقط بمنطوق الجباية دون أن تشركه حقا في عملية صنع القرار. وعندما تولى الدكتور عمر الرزاز رئاسة الحكومة، حاز وما يزال على تأييد شعبي واسع ليس لأن الناس يتوقعون المعجزات بين ليلة وضحاها، ولكن لمعرفتهم بتاريخه وقربه منهم وإيمانه المعلن أن رضى الناس لن يتحقق بمعالجة اقتصادية لا بد وأن تأخذ زمنا، وإنما بإشراكهم وبجدية في عملية صنع القرار.

وقد بدت تصريحات الرئيس بعد تشكيله الوزارة وكأنها مترددة في موضوع تلازم المسارين السياسي والاقتصادي وبدا تفضيله التركيز في هذه الفترة على إصلاح اقتصادي يعرف تماما أنه يحتاج لوقت طويل، وبتركيزه هذا رفع سقف التوقعات حول إيجاد الحكومة حلا مرضيا لقانون ضريبة الدخل، فجاءت النتيجة مخيبة لآمال الناس، كما للمؤمنين بنهجه حول ضرورة الاصلاح السياسي.

أما وقد اتضحت الصورة اليوم بصعوبة تحقيق انفراج اقتصادي فوري، فيتوجب على الرئيس العودة للإطار الأوسع، وتقديم خطة شاملة واضحة للإصلاح تعيد الأمل بأنه يختلف عن غيره وترجع الثقة المفقودة بين الدولة والمواطن التي تحدث عنها الرئيس في العديد من المرات.

في هذا الإطار، من الضروري أن يقود الرئيس شخصيا هذه الخطة، فهوالشخص الحائز على ثقة الناس، وعليه حسن استعمال هذه الثقة. وأقترح ان تتضمن الخطة البنود التالية:

فتح حوار حقيقي شعبي وليس نخبويا مع الناس في أماكن تواجدهم في مختلف المحافظات حول قانون انتخاب جاد يقنع الناس أنه سيؤدي إلى مجلس نواب ممثل يعبر عن صوتهم، وينهي إحجام أكثر من ثلثي الشعب الأردني عن المشاركة في الانتخابات النيابية.

تعديل قانون الأحزاب خاصة من ناحية تمويلها، بما يؤدي إلى تمويل الأحزاب وفق أدائها في الانتخابات وليس وفقا لاستكمالها لشروط مالية وإدارية فقط.، إضافة لتوحيد معاملة كافة أذرع السلطة التنفيذية باتجاه دعم جاد لقيام حياة حزبية في البلاد

تقديم خطة واضحة وطويلة الأمد لإعادة النظر جذريا في أنظمتنا الصحية والتعليمية التي تعاني من ترهل يمنع شبابنا من التأهل للعمل في القطاع الخاص.

وضع قانون للفساد يتضمن الإشهار العلني والسنوي لمسؤولي الدولة بما يسمح للمواطن العادي بمتابعة مصادر ثروتهم، ومتابعة قضايا الفساد الموجودة الآن بشكل جدي واطلاع المواطن على سير العمل فيها أولا بأول.

إيلاء موضوع التهرب الضريبي ما يستحق، وتحقيق نتائج ملموسة في مجال التحصيل الضريبي من المتهربين، ووقف الازدياد غير المبرر في الإنفاق الحكومي لا بل تخفيضه.

دولة الرئيس، أتمنى منك العودة للأساسيات. الناس تثق بك، وتريد أن ترى نفسك الإصلاحي وطبيعتك المتواضعة وسجلك النظيف منعكسة كل يوم في الأداء الحكومي كما في مفردات الحكومة بما يقنعهم أن الحكومة تضع البلاد على سكة الإصلاح الحقيقي.

دولة الرئيس، لهذا تم اختيارك رئيسا للوزراء، والناس تنظر إليك لترجمة تطلعاتهم إلى بصيص أمل بواقع جديد، فلا تخلط التدرج بالتراجع، ولا تدع مراعاة الواقع يثنيك عن تجاوزه وتطويره. لديك رصيد شعبي قوي، فلا تفرط به، ولا تتردد في استخدامه، فالناس لا تتوقع منك أقل من ذلك. الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-09-2018 08:42 AM

مشاريع الحلب انتهت ...

2) تعليق بواسطة :
19-09-2018 10:36 AM

مع خالص الاحترام لطروحت معاليك:
هل يوجد رئيس وزراء صاحب ولاية عامه?او بالاحرى لم نر رئيس وزراء صاحب الولايه العامة منذ وصفي رحمة الله عليه.
هل يستطيع اي اقتصادي او وزير او رئيس وزراء ان يصارح الشعب على ما يلي:
1.كيف قفزت مديونية الاردن في سنة 99 - 2018 من 6 مليار دولار الى- يتبع

3) تعليق بواسطة :
19-09-2018 10:43 AM

يتبع
الى ما يناهز 36 مليارا بالرغم من بيع مقدرات الوطن بابخس الاسعار بشهادات بعض المسوؤلين الشجعان.
2.هل يستطيع احد المسؤولين الاجابه عن تساؤلات المواطنين حول حل لغز تسعيرة النفط الذي عجزالانس والجن عن فك طلاسمها.
3.وهل يستطيع اي مسؤول ان يفتح ملف فساد واحد او ان يستطيع ان يحضر ايا من المحكوم عليهم-يتبع

4) تعليق بواسطة :
19-09-2018 10:50 AM

يتبع
الى القضاء.
يا دكتور:العب مل وقرف وزهق حياته ولم يبق بصيص امل ، قتيبة والاف القتيبين هاجروا و في طريقهم من ورا كذب الحكومات والذي من ورائهم مشروع تفريغ البلد من اهلها

5) تعليق بواسطة :
19-09-2018 10:56 AM

ماليزيا ليس من 30 عاما،كيف اصبحت لكن منذ ان فاز مهاتير محمد(وهو باني الدوله منذ عقود)ماذا فعل عندما فاز وماذا الت وفعلت رئيسة كرواتيا عن الاقتراض من البنك الدولي وما كانت سياسة هنري كيسنجر ثعلب السياسه الامريكية والصهيونية عندما قال في احد كتبه: we have to master the world by bread not by power.

6) تعليق بواسطة :
19-09-2018 12:26 PM

اين هيكلة الهيئات ولا يزال موظف قطاع عام يقبض 20000 دينار شهري في بلد فقير ونطلب من المواطن ان يدفع ضريبة بعد 18000 دينار سنوي هذا يجب ان يتوقف

7) تعليق بواسطة :
19-09-2018 10:10 PM

الدولة ربطت نفسها بحبل صندوق النقد الدولي فكلما شد الحبل على رقبتها تصرخ وتفرض ضرائب لتوسيع الفرجة عن رقبتها، ورغم جولات الحوار التي يسودها الصخب فأن الحكومة وأجهزتها مازالت قلعة صماء غير منفتحة على الناس ويلمس ذلك من يطرق باب الوزراء والامناء؟!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012