جانب من شخصية الرئيس جمال عبد الناصر

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

جانب من شخصية الرئيس جمال عبد الناصر

بقلم : موسى العدوان
22-09-2018 08:31 PM

الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله، له أخطاء كثيرة في ممارسة الحكم وفي السياسة والحرب، ولست بصدد مناقشة ذلك في هذه العجالة، بل أرغب بالتعرض لجانب من شخصية ذلك القائد، الذي حكم مصر في خمسينيات وستيني ات القرن الماضي، إنصافا للتاريخ سواء اتفقنا أو اختلفنا معه. فقد أورد الكاتب شكري الحديثي في كتابه ' قراءات في مرآة الأدب والسياسة ' ما يلي :

• التمسك بالدين : قال عبد الناصر في خطابه يوم 28/7/1968 : ' في ناس بيقولوا أن الإسلام دين رجعي، وأنا بقول أبدا الإسلام دين تقدمي وهو دين التطور والحياة، والإسلام يمثل دينا ودنيا ولا يمثل الدين فقط، والإسلام هو دين العدالة الاجتماعية. ولتؤمن الشيوعية بما تشاء ولتكفر بما تشاء، فليس ما يعنينا ما تؤمن به وما تكفر به، وإنما يعنينا أن نؤكد إيماننا بديننا ونترسم دستوره فيما نعمل لأنفسنا ولقومنا '.

• البعد عن الرذيلة والفساد : يقول يوجين جوستوين الوثيق الصلة بوكالة المخابرات الأمريكية المركزية في تقرير سري كتبه عن جمال عبد الناصر في ذلك الحين : ' مشكلتنا الحقيقية مع عبد الناصر أنه بلا رذيلة، مما يجعله من الناحية العملية غير قابل للتجريح. فلا نساء ولا خمر ولا مخدرات كما لا يمكن شراؤه أو رشوته، إنه نزيه لدرجة مذهلة. نحن نكرهه ككل ولكننا لا نستطيع أن نفعل تجاهه شيئا، إنه فعلا بلا رذيلة وغير قابل للفساد '.

• العيش كبقية المواطنين : كان عبد الناصر يوصي قرينته وأولاده بما يلي : ' إن الإنسان رجلا كان أم امرأة أن يعيش بشكل معقول، وأن يرتدي الملابس المعقولة والمناسبة والأنيقة، وعدم الجري وراء الموضة من أجل الموضة، لمجرد التباهي والتفاخر وارتداء المستورد . . . تذكروا أن ما نحن فيه ليس إلا وجودا طارئا، إن كل ما نستخدمه عهدة للدولة، ويجب أن تتعودوا على الحياة كمواطنين عاديين . . يعطيكم وطنكم بقدر ما تنتجون وتسعدون فيه بعدما تحسون أنكم بذلتم وفعلتم '.

وكانت زوجته تحية تقول : ' كانت أعز وأغلى أماني عبد الناصر أن يحرر البلد من اليهود، ثم نذهب جميعا لنقيم في بيت صغير فيه سعادة أي أسرة مصرية، أدى الأب فيها ما عليه من دور لبلده '. ثم توصي السيدة تحية أولادها : لا تنسوا كلمات أبيكم . . الذي كان دائما يقول : ' إن ما نحن فيه الآن ليس ملكا لنا، وإنما هو عهدة للدولة '.

• عندما كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، على ظهر مدمرة أمريكية في البحر الأبيض المتوسط، وسمع بوفاة جمال عبد الناصر قال : ' لقد فقدنا في العالم العربي عدوا شريفا '.

** السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : هل من رئيس دولة في العالم الثالث – الذي يتراجع اليوم ليصبح العالم العاشر – يتصف بمثل تلك الصفات الشخصية التي اتصف بها عبد الناصر، ويحظى باحترام العدو قبل الصديق ؟ أم أنه يعتبر كل ما على وجه الأرض من بشر وحجر وأموال في دولته، ملكا له ولزوجته وأقاربه وأصهاره يتمتعون بها بغض النظر عما يعانيه الشعب ؟

التاريخ : 22 / 9 / 2018