أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ترجمة قانون بمليوني دولار

بقلم : فايز الفايز
23-09-2018 06:45 AM

عندما يخرج نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر،أمام مجلس النقباء، ليبشرنا بأن هناك من قاموا بترجمة القوانين مقابل مليون دينار أو مليوني دينار ولم يدفعوا ضريبة، فهذا يشكل صفعة على أعيننا جميعا، فهل القوانين مستوردة من دول أخرى ولغات أخرى، وهل يعجز الجهاز الحكومي العريق عن إيجاد مترجم فذ،
ليترجم قانونا أجنبيا مستوردا، و من هؤلاء العباقرة اللغويون الذين تعمل مكاتبهم على حساب الدولة وحساب المواطن دون رقيب أو حسيب؟!

شخصيا أخجل أن أتحدث عن نفسي، ولكنني مضطر لأتحدث عن ثلاث مهمات كبيرة وخطيرة شاركت بها خدمة للدولة الأردنية خلال الأربع سنوات الماضية، وبعلم ومشاركة أعلى مسؤولي الدولة الأردنية، وجلبت منافع كبرى للوطن أمنيّا وعسكريا وسياسيا، ودرأت عن وطننا أضرارا كان لا يعلم بها سوى االله، ومع هذا لم أذكرها ولم أطلب مقابلا ماديا ولا نفعيا عليها، حتى المشاركين من الأصدقاء في الخارج لم يتلق أحد منهم كتاب شكر، ولو كنت صاحب مكتب خدمات إبتزازية، أو لدّي معايير مادية لما قبلت بأقل من ملايين الدولارات مقابلها، وأنا متأكد من أن هناك غيري من الشرفاء ممن قاموا بواجبهم دون إنتظار مكافأة. أي منطق يخرج علينا البعض به، لمقايضة الوطن والوطنية بضريبة لا أحد يفهم كيف تطبق وعلى من تطبق، وكيف يستطيع المسؤول أن ينام قرير العين وهو يعلم علم اليقين بأن وضعنا لا يحسدنا عليه حتى العدو، فالعدو يعلم إن حدث سقوط لهذه الدولة ستستباح المنطقة من جديد على وقع الفوضى العارمة ، ثم توزع صكوك الغفران الضريبي والمزايا والعطايا لكبار المناصب والجميع يعلم أن الموظفين الصغار هم المحرك الأساس لماكينة الإنتاج الرسمي والأهلي.

المواطن هو الأساس، وهذا من بديهيات المسألة الوطنية، ولكن أي مواطن، وهل هناك مسطرة واحدة للتعامل مع المواطنين، أم أن هناك أبناء البطة البيضاء وهناك أبناء البطة السوداء العرجاء كما هي في الثقافة الشعبية، أم أن هناك طبقة الكريما وأبناء أعالي الشرفات يقابلهم طبقة من الكادحين المنسيين في أغوار المحافظات والقرى وأحياء المدن الكبرى والصغرى، ممن يستدينون للوفاء بعيش أبنائهم وتعليمهم، ولا تقدم الحكومة أي خدمات كما تقدم لطبقة سكان أعالي الفضاء.

نحتار حقيقة في وصف دولتنا برمتها، هل هي دولة فقيرة أم هي دولة فقراء، وهذا يعود بنا الى الزمن الغابر أو مايسميه العشاق الأغبياء منا بالزمن الجميل، وكم سمعنا من يقول بحسرة «سقى االله على هذيك الأيام»، فهل كان الأردن دولة جميلة مفعمة بالحياة، ترفل بأجواء الرفاه والعيش الطيب، ثم علكهّا الزمن لتصبح دولة عجوزا عاجزة عن الإبتسام أو القيام بواجباتها؟ كيف كانت دولتنا قبل ثلاثين عاما وكيف أصبحت بعد هذا العمر الذي يجب أن يكون معيارا للنجاح الباهر الذي يترجمه العيش الكريم للمواطن، وهو المعيار الأول للدول وتصنيفاتها، فهل بقي للمواطن ظروف معيشية واحترام لقيمته وجهده وصبره وانتمائه تدفعه لعشق التراب.. أم أن فريق صندوق النقد الدولي هم أغلى من حماة الديار وعُمّار الدار و أعضاء صندوق النقد الوطني!!الرأي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-09-2018 07:16 PM

سيدي، الخدمه التطوعيه مرفوضه في الأردن. لقد تطوعت مرّتين للعمل المجاني لدى أمانة عمان والثانيه لدى الجمعيه العلميه الملكيه وذلك في مجال الجوده. تم التغاضي عن تطوعي وتعيين أجانب بالرغم من أنني أحمل أعلى مؤهلات يمكن الحصول عليها في الولايات المتحده وخبره ممتازه. العمل التطوعي يحد من إهدار المال العام

2) تعليق بواسطة :
24-09-2018 01:05 AM

.
— كل الشكر للاستاذ فايز الفايز على اثارته لهذه المهازل فهذه حيل متداوله من زمن طويل ابطالها نصابين بعباءه خبراء دوليين يتم تكليفهم بعمل دراسات من صناديق بلاد تقدم لنا معونات يستولي عليها نصابون من ذات البلد يقدمون دراسات اي كلام و يستعينون بمن هم على شاكلتهم عندنا للترجمة او التمرير
يتبع:

3) تعليق بواسطة :
24-09-2018 01:12 AM

تكمله :
— سأروي ليعلم الجميع كيف يتم هذا النوع من النصب ، هنالك دول تقدم معونات لدول عديده كالاردن ونيكاراغوا وساحل العاج مثلا

— تقوم جهه فاسده من البلد المانحة بتكليف خبير فاسد من بلدها لعمل دراسه لقانون وكل ما يفعله هو تغيير أسم البلد لنفس الدراسه ويقبض مبلغا فلكيا عن كل بلد
يتبع :

4) تعليق بواسطة :
24-09-2018 01:19 AM

تكمله:
— يتم إعطاء الدراسه باللغه الانكليزيه لجهة رسمية بالاردن او نيكاراغوا والتي لديها مكاتب معتمدة للترجمة وعادة ما تكون لمسؤولين كبار من الباطن وفاهمه الطابق ،وتدفع الدولة المانحة مبلغا فلكيا ايضا للترجمة ، يعني بتضيع اغلب المساعدات بين نصابين من البلدان المانحه والبلدان الممنوحه

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012