أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


اسئلة موجهة لنا نحن العرب: اين العقل؟ ولماذا لا نتنافس مع ايران على الامور الايجابية؟

بقلم : أ.د احمد القطامين
03-10-2018 12:27 AM

نخطئ نحن العرب عندما نتفنن في تسعير العداء لايران في المنطقة ملبسينه ثوبا طائفيا مقيتا.. ويتفاقم الخطأ عندما نستخدم اسلوب الارهاب والتفجير ونسج المؤمرات واستخدام اساليب الحروب السرية ضد ايران. هذه الاساليب الخطيرة في التعامل بين الامم والشعوب مجرد انها استخدمت مرة واحدة تصبح سلعة عامة يستخدمها من شاء وقتما يشاء ولاي هدف يشاء في منطقة تعج بالفوضى وعدم الاستقرار وقوادح التأزيم والاضطراب.
مشكلة دولنا العربية مع ايران هي في الواقع مشكلة سياسية! فلماذا اذن لا يتم التعامل معها بالاسلوب السياسي والدبلوماسي؟ ولماذا الاصرار على نهج عدائي مطلق لا يخدم الا مصالح اسرائيل ومن وراء اسرائيل؟ ولا يقود ابدا الا الى تدمير متبادل لايران وتلك الدول، وهل نقل المعركة الى الداخل الايراني سيمنع نقلها الى عمق تلك الدول؟ وماذا سيحدث اذا ما قيض لحرب من هذا النوع ان تحدث في منطقة هي الاكثر قابلية للاشتعال الطوفاني في العالم؟ اوليست المنطقة برمتها من بحر قزوين على تخوم ايران الشمالية الى خليج عدن عند فوهة مضيق باب المندب تطفو على بحر من الزيت والغاز والبخار القابل جدا للاشتعال؟
اليس يجب ان نفهم دروس التاريخ جيدا؟ وان نستقي العبر من احداث الماضي؟ وان نرتقي الى مستوى الطريقة التي تمارس فيها الدول ادارة نظام حياتها ؟ اولم تطلب امريكا من بعض العرب عام 2011 تمويل عملية غزو سوريا وتدميرها وتقسيمها ؟ وفعلت تلك الدول ما طلب منها، وصرفت مئات المليارات من الدولارات ونتج عن ذلك تدمير سوريا وقتل مئات الالاف من البشر، وتحشدت خلف تلك الحالة كل الدول التي تتطلب مصالحها ومصالح اسرائيل تدمير سوريا كواحدة من الدول العربية المحورية !! والى ماذا افضت تلك العملية الان؟ واين ذهبت مئات الملياريات من الدولارات التي انفقت هناك ؟ الم تتخل امريكاعن تلك الدول في سوريا عندما اصبحت مصالحها تتطلب ذلك؟
وهل من الحكمة الاعتقاد ان الرئيس الامريكي ترامب سيواصل دعمه السياسي والاستخباراتي لتوجهات تلك الدول في المنطقة مع ايران؟ اولم يعرب ترامب بشكل متواصل عن ازدراء كامل لكل ما هو عربي ومسلم ؟ وماذا لو قامت ايران بوضع يدها بيد امريكا واسرائيل وتوقفت عن رفع رآية العداء لهما؟ اذا تم ذلك.. اين ستكون تلك الدول العام القادم في هذا التاريخ بالتحديد ؟ ومن قال ان ترامب سيكون موجودا اصلا لتقديم الدعم العام القادم؟
ان اللعب مع امة كايران يختلف عن اللعب مع احدى الدول العربية لسبب وجيه وهو ان ايران امة في دولة واحدة بينما نحن امة في ثلاث وعشرين دولة يسود بيننا علاقات اقل ما يقال عنها انها علاقات عداء مستحكم لا حل له. لذلك لن يكون مستغربا عندما تبدأ الحرب مع ايران ان تصطف الكثير من تلك الدول الى جانب ايران ؟
ويظل السؤال المهم، لماذا لا يكون التنافس مع ايران على الامور الايجابية وليست السلبية، الم تصنف مؤسسة طمسون رويترز العالمية المسؤولة عن تصنيف دول العالم ايران على انها تحتل المركز رقم 17 في انتاج العلوم في العالم؟ وان الانتاج العلمي في ايران تضاعف 20 مرة بين اعوام 1996 و2013 وان ايران صرفت 3.6 مليار دولار على البحث العلمي في عام واحد،ونحن العرب ماذا فعلنا في مؤشرات كهذه ؟.
اخيرا، اوليست ايران دولة جارة ؟ وهل نستطيع ان نمحو ايران من الوجود وان نستبدلها بجار يتوافق مع معاييرنا للجار المقبول ومع هوانا وطريقتنا في ممارسة الحياة؟
ان ممارسة اقصى درجات تحكيم العقل والمنطق في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخنا مهمة جدا لتجنيب المنطقة مرحلة جديدة من الدمار والخراب والتهجير والقتل والفوضى وتدمير البنى التحتية واستنزاف الموارد والانكشاف السلبي الاستراتيجي امام المستقبل.رأي اليوم

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-10-2018 03:33 AM

ايران جارة يتقاسم معها العرب التاريخ والجغرافيا ولكن هل تتصرف حسب هذا المفهوم ,فتخيل لو ان المبادرة الخليجية في اليمن اخذت مسارها والتي تنحى على اثرها صالح وكانت تهدف لأنتخابات ديمقراطية وفجأة ظهر الحوثي وخرب كل شيء واصبح قاعدة ايرانية تنادي الموت لاسرائيل ولكن تطلق الصواريخ على السعودية.

2) تعليق بواسطة :
03-10-2018 03:38 AM

تخيل لو ان ايران لا تتدخل في الشأن العراقي لدرجة انها فرضت الطائفي المالكي والذي خسر حزبه (دولة القانون) في معركة رئاسة الحكومة عبر تجميع الاحزاب الطائفية ضد الفائز الحقيقي اياد علاوي المعتدل لتشتعل بعدها على اثر سياساتة الطائفية حرب في العراق دفع ثمنها العراق وجيرانه من العرب .

3) تعليق بواسطة :
03-10-2018 03:41 AM

تخيل لو ان ايران تركت الشعب السوري يقرر مصيرة وقد كان يقدم مظاهرات سلمية ولكن ايران ادخلت حزب الله وكل المنظمات الطائفية لتشتعل حرب اهلية مدمرة تحت ذريعة محور المقاومة ولكن بعد دمار سوريا يعلن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن وجود قوات بلاده في سوريا لا يهدف إلى خلق جبهة ضد اسرائيل!!!

4) تعليق بواسطة :
03-10-2018 04:18 AM

في لبنان تستخدم ايران حزب الله كورقة للمساومة عبر امتلاكها قرار اشعال الحرب وبالتالي التضحية بلبنان حسب تجاذبات المصالح مع الولايات المتحدة والشعار المرفوع ايرانيا هو (القضية الفلسطينية) تماما مثل شعارات الحوثي ولكن الواقع البعيد عن المزايدات ان ايران لم تقدم في تاريخها شهيدا واحد في فلسطين.

5) تعليق بواسطة :
03-10-2018 06:32 AM

مقال عميق وعقلاني يدعو إلى التفكير المعمق في مستقبل الأمة العربية دون الإنجرار إلى ما تريده وتفعله حاليا أمريكا وإسرائيل العدو الأوحد للأمة العربية من تدمير للدول العربية مثل العراق وسوريا وليبيا

6) تعليق بواسطة :
03-10-2018 10:32 AM

يا استاذ لو كان العرب يمتلكون امرهم وقرارهم لربما فكروا بالتعامل والتنافس مع ايران على الايجابيات ولما فيه الخير للمنطقة والاقليم ولكن العرب ينفذون فقط ما يطلبه منهم ترامب وما يخدم مصلحته حتى لو كان ذلك -وهو فعلا- على حساب مصالحهم

7) تعليق بواسطة :
03-10-2018 12:02 PM

نعتذر

8) تعليق بواسطة :
03-10-2018 05:19 PM

للأسف العرب مابتعلموا الدروس من الماضي .ايران شنت عليها حروب ظالمة من العربان لمصلحة الغرب واسرائيل بالمال العربي والدم العربي ِ رغم ذللك ومع كل أنواع الحصار ومحاولات التركيع ضد إيران إلا أنها بقيت قوية وظهرت قوة إقليمية يحسب لها الف حساب
والشعب الإيراني شعب جبار يحب وطنه
ويجب التعامل مع ايران بصدق

9) تعليق بواسطة :
03-10-2018 11:00 PM

التجربة هي وجود منظمات طائفية مسلحة في البلدان العربية,الحشد الشعبي (العراق) انصارالله(اليمن) حزب الله (لبنان),,,الخ .
هل نريد ان نعود بالتفكير الى العصور الوسطى والهويات المبنية على الطائفية ام نريد بلدانا عربية تعلي المواطنة على الانتماءات الطائفية.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012